إعداد: فادي جوني
مع زيادة الاعتماد على الحاسبات والانترنت في الحياة
اليومية، ازدادت حالة التوجس والقلق والخوف لدى كل من يستخدم حاسباً أو يدخل على
الشبكة. فالمستخدم تارة يخاف من أن تخترق خصوصيته أو أن تصل للآخرين معلومات عنه لا
يريدها. وتارة أخرى يتوجس من التعرض لمواقف طارئة تفقده بيانات ومعلومات بذل جهداً
كبيراً في إنتاجها، ولا يمكن تعويضها إذا ما فقدت، ومرة ثالثة ينتابه القلق من أن
يصل أبناؤه أو الشخص المسؤول عنهم بالمنزل أو العمل إلى مواقع معلومات ومواد على
الشبكة قد تنافي الآداب أو الدين أو تنزلق إلى هوة الانحراف الفكري والسلوكي، حتى
أصبح البحث عن الأمن والخصوصية مع الحاسب والانترنت مطلباً عاماً، الكل يلح في
الوصول إليه عبر طريق يطفئ نار القلق والتوجس ولا يمس الفائدة المتحققة من استخدام
الحاسبات والانترنت وتقنيات المعلومات ومن هنا يأتي هذا الملف الذي يحاول أن يرسم
للجميع طريقاً للطمأنينة والخصوصية في تعاملهم مع الحاسبات والإنترنت وتكنولوجيا
المعلومات.
* استخدام الانترنت ضرورة حتمية:
قد خصصنا هذا الجزء الذي ننشره في هذا العدد لكيفية التعامل مع الإنترنت بعيداً عن
المواقع الضارة والخطيرة أو الرسائل المزعجة التي تضيع الوقت والجهد بلا طائل،
ونقطة الانطلاق في ذلك هي أن استخدام الإنترنت لم يعد محل مناقشة بل قضية محسومة
بعدما تحولت إلى حقيقة مهمة في حياتنا لا يمكن الاستغناء عنها. ومن يقرر عدم
التعامل معها فهو في الحقيقة قرر بمحض إرادته أن ينتقل إلى العصور الوسطى تاركاً
عصر المعلومات والحاسبات ينطلق بسرعة الصاروخ من أمام عينيه، فأياً كانت مهنتك (طبيب
مهندس مدرس مزارع رجل أعمال محاسب باحث...) فسوف تجد على شبكة الانترنت آلاف
المواقع التي تقدم لك أحدث المعلومات في مجال المهنة التي تعمل فيها. وإذا أردت أن
تطالع الصحف فسوف تجد مئات الصحف والمجلات العربية على الشبكة. أما الصحف العالمية
فستجد عشرات الآلاف بمختلف لغات العالم تحت أطراف أصابعك. ويمكنك مشاهدة بعض قنوات
التلفزيون على شاشة حاسبك من خلال الانترنت، تصفح المواقع الإسلامية والاستفسار عن
مسائل فقهية عبر دق أبواب مكاتب كبار المراجع وأنت جالس في بيتك. ومن هنا فإننا
مطالبون بالبحث عن طريقة توفر إنترنت نقية خالية من الملوثات الأخلاقية والفكرية
والسلوكية، طريقة تحمي الأطفال وتحقق الفائدة للكبار. الدعوة إلى الإنترنت النقية
لا تعني على الإطلاق التسرع وإغلاق المواقع ولا تعني أيضاً المبالغة في فرض الحماية
على الأطفال والشباب حتى لا نحرمهم من الحرية المقبولة لمطالعة مواقع الإنترنت،
فالأمر يتطلب أن يتم تنفيذ هذه الدعوة بوعي وتفهم ونظرة متمهلة واعتماد البرامج
المناسبة للوصول إلى إنترنت نقية.
* نوعيات خطيرة من المواقع:
تكشف الممارسة العملية ونصائح الخبراء عن أن هناك سبع نوعيات من المواقع الضارة
والخطيرة على الانترنت تتعين المسارعة إلى وضعها على المصفاة أو أدوات التنقية وهذه
النوعيات هي:
المواقع الإباحية: التي تقدم سواء بالصورة أو بالكلمات، سواء بطريقة مباشرة أو
غير مباشرة موضوعات مثيرة للغرائز وتتعارض مع القيم والأخلاق.
مواقع العنف: التي تعرض مشاهد للعنف والقتل والاغتصاب وتخلي الإنسان عن السلوك
السليم، وقد تعرض هذه المواقع مشاهد لعمليات انتحار أو موضوعات تبرر هذه الجريمة،
أو تقدم يد العون لمن يفكرون في قتل أنفسهم.
مواقع المخدرات
والمسكرات: التي تشجع على تعاطي المخدرات أو المشروبات الكحولية
أو التدخين. وأيضاً المواقع التي تقدم معلومات عن كيفية الحصول على هذه المواد
الخطيرة أو عن كيفية تصنيعها والتعامل معها.
مواقع المقامرة: التي تقدم لزوارها ألعاب القمار أو تشجع عليها سواء بالصورة أو
بمواد مكتوبة. وأيضاً كازينوهات القمار التي تتيح اللعب بأموال حقيقية والتي تتيح
المراهنات على المباريات الرياضية أو مسابقات الخيل.
مواقع الكراهية: التي تقدم مواد تشجع على التفرقة العنصرية أو اضطهاد طائفة أو
فئة معينة من البشر.
مواقع للكبار: التي تناقش موضوعات قد يكون من غير اللائق اطلاع صغار السن
والأطفال عليها. مثل مناقشة بعض الأمراض أو بعض المشكلات الاجتماعية الخاصة.
مواقع عن الأسلحة: تعطي زوارها معلومات عن الأسلحة النارية أو الأسلحة البيضاء
وكيفية استخدامها وأماكن شراء هذه الأسلحة، كما تعطي هذه المواقع بيانات عن الذخيرة
المستخدمة في الأسلحة النارية والمتفجرات. وقد تعرض المواقع غير المناسبة أمام
الأطفال بإحدى الطرق التالية:
قد يكتب المستخدم اسم الموقع وبه بعض خطأ إملائي كأن يبدل حرفاً مكان حرف، وبدلاً
من أن يظهر له موقع خاص بأفلام الأطفال يظهر له موقع فيه صور لجرائم قتل أو صور
إباحية.
من خلال برامج البحث، وخاصة المواقع الإباحية التي تحاول الوصول إلى مستخدمي
الإنترنت بشتى الوسائل فتسجل نفسها في مواقع البحث على أنها مواقع علمية أو ترفيهية
أو ثقافية، وخلال بحث أطفالنا عن موضوع لبحث مدرسي قد يفاجأ بظهور موقع غير أخلاقي.
من خلال رسائل البريد الالكتروني المزعجة والتي تحمل داخلها عناوين لمواقع على
الشبكة لا يجب أن يشاهدها الأطفال.
* الوقت أيضاً يحتاج إلى تنقية:
من الحقائق الجديرة بالانتباه عند التنقية أن برامج التنقية ليست فقط لتنقية
المحتوى، ولكن أيضاً لتحديد عدد الساعات التي يقضيها الأطفال والأشخاص الآخرون على
الشبكة، فالملاحظ أنه بعد فترة من استخدام الأطفال وباقي أفراد العائلة بصفة عامة
لشبكة الإنترنت، يصبح تصفح مواقع الإنترنت عادة يومية مثل مشاهدة برامج التلفاز،
وقد نجد من الصعوبة إقناعهم بأن الوقت الذي يقضونه على الشبكة أطول من اللازم، وهنا
يأتي دور برامج تنقية مواقع الإنترنت في تحديد عدد الساعات التي يمكنهم قضاؤها على
الحاسب الشخصي، لتصفح مواقع الانترنت، وبالتالي لا يؤثر تعاملهم مع الشبكة على وقت
الدراسة أو تمتعهم بقسط كاف من النوم والراحة، وفي الوقت نفسه يؤثر بالإيجاب على
ميزانية الأسرة حتى لا تفاجأ بفاتورة هاتف ملتهبة تلتهم الميزانية وتضعها في موقف
حرج، وينصح بألاّ يزيد التعامل مع شبكة الإنترنت على ساعتين في اليوم، وعلى كل أسرة
أن تقرر الوقت الذي تراه مناسباً لظروفها، فاستخدام الإنترنت في الترفيه واللعب
يختلف عن استخدامه في إعداد الأبحاث الدراسية أو التعامل مع البريد الإلكتروني
لإنجاز الأعمال. الإنترنت النقية ليست شبكة مستقلة قائمة بذاتها ولكنها الإنترنت
التي نعرفها جميعاً، وكل ما في الأمر أن الشخص المسؤول داخل الأسرة أو مكان العمل
يمكنه ببعض الوسائل أن يحجب عن مستخدمين بعينهم كالأطفال مثلاً بعض المواقع التي
تقدم محتوى أو معلومات لا يرغب هو في تقديمها إليهم. سنعرض في الحلقة المقبلة بإذنه
تعالى كيفية تنقية الانترنت من خلال نظام التشغيل الويندوز
* جديد التكنولوجيا كاميرا رقمية في ساعة يد:
طرحت شركة كاسيو طرازاً جديداً من ساعات اليد الرياضية مزودة بسوار جلدي أسود اللون،
وتضم بداخلها كاميرا رقمية لإلتقاط الصور بالألوان، تمتاز الساعة الجديدة بتسهيل
عملية التقاط الصور أثناء الحركة وعرضها على شاشة الساعة للاطلاع عليها قبل نقلها
إلى الحاسب الشخصي، وعلى الرغم من أنها تظهر على شاشة الساعة باللونين الأسود
والأبيض فقط فإنها تظهر بألوان فائقة الجودة بمجرد نقلها إلى الحاسب الشخصي. تباع
الساعة مصحوبة بوصلة تعمل بالأشعة تحت الحمراء، وتتصل بالحاسب الشخصي عبر فتحة
توصيل "يو إس بي" (USB) وتعمل على نقل الصور من الساعة إلى الحاسب لاسلكياً
باستخدام تقنية الأشعة تحت الحمراء، وتتطلب تلك الوصلة تعريفها على الحاسب الشخصي
من خلال برنامج التعريف المصاحب للساعة. تعمل الساعة بنظام تشغيل ويندوز 98
وميللانيوم، وتتطلب توافر ذاكرة 64 ميغابايت كحد أدنى لمتطلبات التشغيل. كما تمتاز
الساعة أيضاً بانخفاض سعرها مقارنة بالساعات الأخرى ومقارنة بالكاميرات الرقمية،
مما يجعلها مناسبة لاستخدامات هواة التصوير والأشخاص دائمي التنقل.