صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين آخر الكلام | الضيفُ السعيد الافتتاحية| الأمـومـــة... العمل الأرقى  الشيخ البهائيّ مهندسٌ مبدعٌ في العبادةِ... جمالٌ مع الخامنئي | نحو مجتمع قرآنيّ* اثنا عشر خليفة آخرهم المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف* أخلاقنا | اذكروا اللّه عند كلّ نعمة* مناسبة | الصيامُ تثبيتٌ للإخلاص

شباب: فجل.. غير قابل للبدل

ديما جمعة فواز


كانت فاطمة تنتقي الخضار بعناية شديدة، فهي تعرف كم تغضب منها أمها إذا أحضرتها غير طازجة. وبين الحين والآخر، تسأل العم صالح عن أسعار الفاكهة لتتأكد أنها تختار الأفضل والأوفر. فجأة سمعت صوت مشادّة كلاميّة في زاوية المحل، فاسترقت النظر لترى طفلاً في التاسعة من عمره، يتناقش مع البائع على انفراد. كان العم صالح يهزّ رأسه رافضاً عروض وتوسلات الفتى الحزينة. التفت إليها واقترب منها منهياً حواره مع الفتى: "لديّ زبائن ولست مستعداً لأضيع وقتي معك". وقف الولد مكانه لثوانٍ، ثم خرج من المحل بخطى بطيئة يضرب كفاً بآخر.

وضعت فاطمة الأكياس الممتلئة من يدها قرب الصندوق وهرولت نحو الفتى.
كان يتمتم بألم، وما إن سألته مستفسرة حتى انهمرت دموعه وبدأ يشكو لها. هو لا يملك سوى 500 ليرة لشراء الفجل وكان الفجل مهترئاً ما أغضب والدته وطلبت منه إعادته وشراء البندورة بثمنه. ولكن البائع رفض إعادته أو تبديله، فكيف تراه يعود إلى المنزل؟ وماذا يقول لوالدته؟
وما إن أنهى شكواه، حتى تناولت فاطمة، بحركة عفوية، ألف ليرة من حقيبتها وناولته إياه.. وكم تعجّبت من نظراته المستنكرة التي لم تفهم مغزاها حتى انبرى صائحاً: "لماذا تعطينني ألفاً؟ لا أطلب مالاً. أريد فقط أن أبدل الفجل بالبندورة". أجابته بثقة: "وأنا أريد أن أشتري منك الفجل بألف!" تبسّم شاكراً: "ولكن سعره 500 ليرة فقط!". توجّها نحو العم صالح الذي بقي يحملق بهما، صرف لهما الألف، فاشترى الفتى البندورة ورحل.

وصلت فاطمة إلى المنزل، وضعت الأكياس في المطبخ وتوجهت نحو غرفتها، وما هي إلا دقائق حتى سمعت صوت والدتها تصيح بغضب: "يا فاطمة! هذا الفجل غير صالح للأكل! لماذا اشتريته؟ أعيديه للبائع وقولي له إنه مهترئ! "تبسمت فاطمة وهمست: "هذا الفجل غير قابل للبدل.. على الأقل في هذه الدنيا..".


 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع