مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

علوم: البَراكين

 


* ولادة البركان:
عند بدء الثوران تبدأ ألسنة النار المندفعة من فوهة البركان كأنها خارجة من مِصْهر في باطن لأرض، وكأنّما هناك منافخ عظيمة تعمل بدون انقطاع. وهذا المصهر يتراوح عمقه بين 30 و 90 كلم، وهو عبارة عن مجموعة "بحيرات" من الصخور الذائبة تحت تأثير الحرارة السائدة في هكذا مستوى (تصل أحياناً إلى 1500 درجة مئوية). ويطلق على هذه الصخور اسم "ماغما" (في اليونانية تعني مادة عجينية)، وهذه الماغما تكون محاطة من كل جهاتها بصخور صلبة شبيهة بخزنة حديدية تضغط بقوة على المادة السائلة. وهذه الجدران الصخرية تحركها الزلازل أحياناً فتظهر فيها شقوق تتسرب منها الماغما، وتكون ولادة البركان مع تدفق هذه المادة نحو سطح الأرض.

* جبل من حمم:
تشق الماغما طريقها، كالحية المنسابة، عبر نفق طويل في باطن الأرض ينتهي بالفوهة.
والحمم هي الماغما نفسها بعد تدفقها إلى الخارج حيث تجرف ما يعترض طريقها فيكبر حجمها. ومع تعاقب الدفعات تكوّن الحمم بناء مخروطي الشكل يصل أحياناً إلى مستوى جبل عامل، ويبدو جبل البركان كما لو أنّه من صنع مهندس ماهر.
البراكين الناشطة والبراكين المنطفئة:
تعمل بعض البراكين بشكل متواصل فترمي الحجارة وتنفث غيوم الرماد وتقذف ألسنة اللهب والدخان والغاز، بينما استنفدت براكين أخرى ما كانت تدخره من "الماغما" وأمست منطفئة.
ويجب التنبه إلى أنّ بعضها يمكن أن يستفيق ويثور مجدداً، فقد يكون تحت الفوهة المقفلة ضغط هائل يزداد باستمرار ليحدث ثوراناً مفاجئاً، تماماً كما يقفز غطاء القدر بعد ازدياد الضغط عليه، ويكون الانفجار عنيفاً وهائلاً.

* البراكين تتشابه ولكن...
يبدو البركان بصورة عامة على شكل جبل مشقق السفوح مقصوص الرأس. وهو يقذف مواد خفيفة وثقيلة، وقد تكون المواد صلبة كالصخور أو سائلة كالحمم. ويختلف شكل البركان باختلاف طبيعة المواد التي يرميها، وبصورة عامة يمكن تصنيف البراكين إلى أربعة أنواع مختلفة:

* النوع الهاوايي:
البراكين المشهورة في جزر الهاواي هي "مونالوا" و "كيلاويا" و "هاليكالا"، وهذا الأخير تعد فوهته الهادئة الأكثر اتساعاً في العالم. وهذه البراكين تقذف حممها إلى مسافات بعيدة، وحتى في حالات الهدوء تستمر الحمم بالتسرب دون صعوبة بفضل اتساع الفوهات.

* النوع السترونيولي:
بعض البراكين، كالسترونبولي في جزيرة أيوليان قرب صقلية، تقذف حمماً ثقيلة لزجة تختلف عن النوع الذي ترميه براكين الهاواي. ولهذا تجد الحمم صعوبة في الاندفاع نحو الفوهة، مما يجعل الثوران عنيفاً ومصحوباً بانفجارات قوية. وبما أنّ الحمم تتجمّد بسرعة فإنّ تراكمها يكون في الفوهة.

* النوع الفولكاني:
بين مجموعة جزر ليباري الإيطالية الواقعة شمالي صقلية جزيرة يطلق عليها اسم فولكانو. وحمم البركان الذي أعطى اسمه للجزيرة ثقيلة ولزجة إلى درجة أنها درجة أنّها تسد الفوهة أحياناً. وعندما يصل الضغط إلى ذروته يقذف الانفجار الحمم في السماء وتظهر الشقوق في سفوح البركان.

* النوع البيلاني:
في جزيرة المارتينيك أعطى جبل بيليه اسمه لنوع من البراكين تفرز حمماً كثيفة وعجينية ما أن تصل إلى الهواء الطلق حتّى تتجمّد على شكل قبّة أو مسلّة بارزة من الفوهة. وعندما يزداد ضغط الغاز يحدث انفجار هائل فيتشقق جسم البركان وتنبعث سحب حارة غالباً ما تكون قاتلة.
حمم، رماد، حجارة، صخور..
إنّ الحمم التي تُقذف بعيداً تكون عادة سائلة، كما يرمي البركان مواد أخرى منها:
الغازات: التي تنبعث بكمية كبيرة، وهي خطرة بالنسبة للإنسان والطبيعة لما تحويه من مواد سامة تسبب اختناق كل عنصر حي.
البخار: الذي يكون مع ثورة البركان، وقد تصل حرارته إلى درجة مرتفعة جداً تجعله خطراً على ما حوله.
الرماد: الذي يتألف من ذرات الحمم على أثر انفجار الغاز. وهو لخفته يرتفع عالياً ولا يسقط إلاّ بعد مرور زمن طويل.
الرمل: الذي يتكون من جزئيات أكبر حجماً من الرماد وأشد ثقلاً.
الحجارة: التي يتراوح حجمها بين 5 و 50 ملم.
الصخور: وهي عبارة عن قطع من الحمم تتخذ بعد تطايرها شكلاً كروياً. وتكون الصخور لينة أحياناً عند ارتطامها بالأرض، وأحياناً أخرى تنفجر في الهواء بسبب ضغط الغاز في داخلها، وذلك لدى انتقالها من الحرارة إلى البرودة.

* عدد البراكين:
إذا كنا نجد سهولة في معرفة عدد البراكين المنطفئة والناشطة على سطح الأرض، فإنّه يصعب علينا تعداد الفوهات في قاع البحار إذ لا يمكن التعرف إلى وجودها إلاّ في أثناء ثورانها. كما أنّ هناك عدداً من البراكين الناشطة في البحار لا نستطيع تحديد مواقعها بسبب عمقها مما لا يسمح بظهور أي أثر للحمم على صفحات المياه. أمّا البراكين غير العميقة فإنّ اندلاع حممها قد يحدث تيارات بحرية قوية، إذا ما استمرّ ثوران البركان فقد يخلق صفاً من الحمم المتجمدة العائمة على المياه.
وقد تظهر بعض البراكين فجأة من بين الأمواج، في سنة 1831 شهدت المنطقة الواقعة بين صقلية وجزيرة بانتيليرا ولادة جزيرة صغيرة أطلق عليها اسم فارديناندا، وهي عبارة عن كمية من الحمم المتجمدة. ولكن البركان الذي أوجد تلك الجزيرة انطفأ ثمّ غارت الجزيرة واختفت كما ظهرت، وذلك بفعل الأمواج والانهيارات في قاع البحر، وبفعل الزلازل المتكرّرة.
البراكين المزيفة: هناك ظاهرات طبيعية أخرى تتوفر فيها كلّ الخصائص المذكورة سابقاً، وهي مع ذلك لا علاقة لها بالحركات البركانية ومنها:
العيون الملتهبة: هي عبارة عن كميات من الغاز الطبيعي الذي يتسرب من شقوق الأرض، وهو سريع الالتهاب، فقد يشتعل ذلك الغاز ويبقى مشتعلاً سنوات عدة.
براكين الوحل: تفرز شقوق الأرض في بعض الأماكن أوحالاً باردة، وهي تخرج من بطن الأرض عندما تكون ممزوجة بكمية من المياه مع جيوب من الغاز الضاغط. ويبلغ ارتفاع تلك الأوحال لدى خروجها بضعة سنتيمترات، وقد يتعدى الارتفاع المتر أحياناً. ولكن بعض الأوحال القريبة من بحر قزوين تصل لدى انطلاقها إلى ارتفاع يمكن أن يصل إلى 300 و 400 م.

* الزلازل والبراكين:
إنّ المناطق التي تتوفر فيها البراكين تشهد غالباً هزات أرضية عنيفة. وقد لاحظ العلماء غير مرة أنّ الزلازل تحدث حيث تكون قشرة الأرض ضعيفة وحيث تتجمع طبقات من الصخور الذائبة التي تكون أساساً لانطلاق البراكين، فهناك إذاً علاقة بين الظاهرتين. وفي بعض الأحيان يرتفع سطح الأرض أمتاراً عدة بسبب الغاز والحمم التي تضغط من تحت إلى فوق. وهذا ما حدث خلال ثوران بركان "أوزو" الياباني بين 1944 و 1945 عندما ارتفعت الأرض المجاورة خمسين متراً.

 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع