ندى بنجك
في مرحلة ازدحام العمليّات الاستشهاديّة للمقاومة الإسلاميّة، وعلى مشارف الاندحار الذليل للجيش الصهيونيّ، من جنوب لبنان، ما هو الهدف من قرار المقاومة الإسلاميّة تنفيذ عمليّة استشهاديّة؟
الجواب: هو ما كان يصرّح به قادة العدوّ، بعد كلّ عمليّة استشهاديّة، من أنّ للطائرة حلّاً، وللدبابة حلّاً، وللصاروخ حلّاً، أمّا أن يأتي شابٌّ ليفجّر نفسه، فهذا لا حلّ له.
إنّه الرعب القاتل، الذي عاشه العدوّ طوال الاحتلال، من جرّاء العمليّات الاستشهاديّة. من هنا، كانت عمليّة الاستشهاديّ عمّار حمّود، عند مثلّث القليعة - الدمشقيّة - في مرجعيون، بتاريخ 30/12/1999م توثيقاً وتأكيداً أنّ المقاومة الإسلاميّة ستظلّ تضرب في العمق، وبكلّ الأساليب، حتّى تحرير الأرض وقيام النصر.. وبعده كان التحرير.
•ومن ينسى ليلتك الإلهيّة؟
وفي الجنوب طفل يولد ذات احتلال..
ولأنّ وجود العدوّ في القرية خراب، أسموه عمّاراً،
وما أدراهم أنّ الاسم ليس اسماً، وإنّما كتلة نور ونار!
سرعان ما جرت في دمه كلمات تنضجه وتلهبه:
"أبطال المقاومة الإسلاميّة اقتحموا.. أبطال المقاومة الإسلاميّة فجّروا.."، وبطولات وبطولات..
يهمس الفتى الورديّ: "متى أكبر وأكون منهم؟".
يكبر عمّار..
في زمن جهاديّ، تحدّه الأرض المحتلّة كلّها... وعيون الشهداء.
قليلٌ من العمر ويضيء مثل قنديل
ويكشف عن دروب الوصول كما الدليل
هذا الطريّ قد عشق عن علم ومعرفة، مناجاة: "وإنّ الراحل إليك قريب المسافة، وإنّك لا تحتجب عن خلقك إلّا أن تحجبهم الأعمال دونك".
بهذا العرفان أصبح عمّار
والله يتولّى رعاية من يحبّونه
هذا الطريّ يطيل السجود ويبكي
هذا الطريّ تكثر غيباته، وتقلّ كلماته
يستشهد شقيقه "محمد"، فيتنوّر وجهه إلى حدٍّ غريب.
هو الذي يردّد دائماً: "الشهيد لا ينسى أحبابه".. فاستبشر بأنّ اللحاق قريب.
وهو الذي يحبّ الصيد الثقيل، التحق بسرايا الاستشهاديّين.
وهو المطمئنّ أنّ الاختيار من عند الله، جاءته البشارة في رؤيا قبل أيّام ثلاثة..
يخبره أمير المؤمنين عليه السلام "نفّذ العمليّة وأنا أتولّاها..".
وفي شهر رمضان المبارك، وليلة الجمعة، وليلة القدر الكبرى، وليلة القدس، وصل عمّار إلى الهدف الذي عاينه أكثر من مرّة مستطلعاً..
المرحلة ناريّة، والنقطة حسّاسة جدّاً، والجسد الطريّ يمزّق أمن الصهاينة وجنوده.
قال كلمات ثلاثاً أخيرة: "فزت وربّ الكعبة"، ثمّ فجّر وعبر..
عمّار حمّود.. ومن ينسى ليلتك الإلهيّة!!
الاستشهاديّ عمّار حمّود