عبد الحليم حمود

* رسامون متخصصون في سرقة اللون‏
مع تهافت أثرياء العالم على شراء اللوحات النادرة، نشأت عصابات دولية لتزوير أسماء أو لوحات مشاهير الفنانين، وعرضها في الأسواق على أنها أصلية. ويروى عن الفنان التكعيبي "براك" أنه قرأ ذات مرة تقريظاً لعمل من أعماله، ولكنه عندما انتهى من قراءة المقال، تذكر أنه لم يرسم لوحة بهذه الأوصاف، فذهب خصيصاً ليرى اللوحة التي نالت هذا الإعجاب.. وكم كانت دهشته كبيرة عندما وجدها ليست من صنعه، وصاح وهو لا يصدق عينيه: "شي‏ء عجيب! كأنني أنا الذي رسمتها بالفعل"! وهناك فنانون تخصصوا في تقليد لوحات فنان معين بدرجة مذهلة.. وقصة الفنان الهولندي الذي ظل عدة سنوات يقلد لوحات الفنان "فرمير" ويبيعها بأسعار خيالية قبل أن يفتضح أمره قصة معروفة وعندما قدم للمحاكمة، احتار القضاة في أمره، فهل يعتبرونه مزوراً خطيراً، أم عبقرياً تقمصته روح الفنان حتى ظن الخبراء أنه عاد إلى الحياة من جديد! ويقول الفنان المصري حسين بيكار أنه شاهد في الأربعينيات معرضاً في القاهرة نظمه يهودي محتال... تضمن المعرض لوحاتٍ لفنانين عالميين ولقد لاقت الأعمال رواجاً بين أوساط الأثرياء وأغنياء الحرب.. كما أن فناناً مصرياً معروفاً قد أخبره أنه رسم بنفسه عدداً من هذه اللوحات المقلدة للتاجر المحتال. في العام 1959 قُبض في إيطاليا على فنان مغمور، اسمه دوسينا، ظل لمدة أربعين عاماً يقلد التماثيل الرومانية القديمة وكان يصنع التماثيل في سوائل حمضية داخل حوض مبطن بالاسمنت حتى تبدو وكأنها قديمة لدرجة أن المركيز سومير مدير متحف "كريمونا" عندما عرض عليه أحد أعماله المقلدة، اعتبره كشفاً هاماً في تاريخ الفن القديم! وهناك نوع من التقليد المشروع، الذي لا يقع تحت طائلة القانون وهو النسخ المتبع من قبل الكثيرين ما دامت مساحة اللوحة غير مطابقة تماماً لمساحة اللوحة الأصلية.

* العراقية زها حديد أفضل معمارية في العالم‏
ولدت في بغداد عام 1950، درست الهندسة المعمارية في لندن، وأصبحت أول معمارية عربية تنال مكانة دولية عالية إذ تعد وفق تقديرات الخبراء أفضل معمارية في العالم. تقوم إلى جانب عملها في التصميم بالتدريس في أعرق جامعات العالم مثل هارفرد وشيكاغو وهامبورغ وأوهايو وكولومبيا ونيويورك. أشكالها وألوانها في المفروشات واللوحات والموبيليا والأدوات المنزلية التي تقدم تصاميمها لكبريات شركات التصنيع في العالم الغربي، تحمل منهجاً جديداً في فن العمارة يطلق عليه تيار التفكيكية الذي يتجاوز تيار ما بعد الحداثة. أبنية زها حديد المثيرة للجدل تعتبر أبرز الصرعات التجديدية ذات الأشكال والسطوح المستطيلة المنحرفة التي تعتمد أحياناً على التشويه والتجزئة، والمقاطع المتعرجة التي تقطع الرؤية الانسيابية والانسجام وتحمل قطيعة مشوشة لما يربط الشكل الخارجي بالداخل، وتقترب من أفكار الأسلوب التكعيبي، عمارة زها حديد تحمل إبهاراً كبيراً بالنسبة إلى كل المعماريين في العالم. وفي الواحد والثلاثين من أيار الفائت، أقيم بمدينة سانت بطرسبورغ الروسية احتفال لتسليم زها حديد جائزة برتيزكر المعمارية العالمية وهي جائزة تمنح لأهم المعماريين في العالم.