ولاء إبراهيم حمّود
إلى روح الشهيد حسن محمود حمود قمر "مركبا" الذي أضاء ليل الجهاد فوق تلَّة مسعود في بنت جبيل وإلى أمه المرابطة على تخوم الشوق والحنين إلى ما يشاء الله.
سلامُ اللَّه يا أمي ورضوانه، سلام الحب من قلبي، ومن شوقي لعينيك، للخدَّين، للإطلالة الجلوة.. سلامُ التوق للإغفاءة الحلوة، طويلاً بين زنديك... كيف القلب يا أمي!؟ كيف نبضه الهاتف!؟ يناديني... يناجيني، يطوي ضلوعه الحيرى... ويطويني... مضى شهران يا أمي ولم أركِ ولم ترني... وها أنذا أهاتفك من التلة، أُلاحق وجهك الباسم... أحاصر طيفك الماثل مدى عيني، أزيح خمارك الأبيض، أسوِّيه كما أبغي وما أبغيه يا أمي... قبلة طائرٍ هائم... رماه الشوق في مرساك، فمثواه بعينيك ومرساه على القلب فسيحٌ، واسعٌ أُماه، على شطآن جناحيك..
هاج الشوق بي يا أم إلى تلات قريتنا، طعنتُ الذئب كي أصل وأرضيك... ولم أجبُن ولم أهن... ألم توصني يا أمي بأن أبقى، كما في حلمك الأحلى!؟ رضاكِ عفوك أمي... رضى عينيكِ يحييني ولو.. غامت تلاويني.. عليك السلام يا ولدي من قلبي ومن ربِّي، مضى شهران يا سندي... ولم أركَ ولم ترني، وقلبي هائمٌ في الليل يطلبك وطول الليل يضنيني... أدعو اللَّه كي تبقى سراج العمر ورجاءه... أرجو اللَّه كي تغدو كما أرجوك يا ولدي... فتى اللَّه وليد القلب يا أملي ويا ريحانتي الأغلى... بك أعزَّني اللَّه وأعطاني ما أرجوه بل أكثر...
غداً ستضمني الزهراء في المحشر... رأيتك مرتجى حلمي الذي أقبل... شهيداً جئتني ولدي، وقد زفتك أشواقي... عريس الحور للجنة.. وشمسُ اللَّه في الدنيا أمير الضوء للعرش أرادتك، ولمَّا أقبلت نحوك، أضاءت حولك الكون لكي تصل، رأتك نورها الأقوى... فانكفأت على زنديك تلتهب.. ذاك النور أعرفه فقد نسجته من كبدي... ومن ضلعي ليالي الشوق، كي تمشي على الدرب الذي يرضاه من سوّاك شهيداً، شاهداً، حياً.. تواكبك أناشيد غنَّاها لك الطير.. وأهداها لحور، جاءت التلة.. تباركك مع الشهداء.. رضا قلبي، رضا ربي عليك دائماً ولدي وإن غطتني أكفاني، فهمسة صوتك الحلوة، ولمسة كفك البطلة على قبري، ستبعثني كما الوردُ من الأرض بإذن اللَّه سترويني وتحييني... أمان اللَّه يا ولدي.. سيرضيك ويرضيني..