سارة الموسوي خزعل(*)

الثوم والبصل نبتتان متميّزتان برائحة حادّة قد تزعج البعض، ولكن سبحان الذي كما جعل للوردة العطرة أشواكاً، جعل لهاتين النبتتين المفيدتين رائحة حادّة. ولهذه الرائحة سرٌّ هام، فهي التي تعطي بعض الخصائص الغذائيّة للثوم والبصل.

*الأحاديث الشريفة تحثّ على تناول الثوم والبصل
نعلم، منذ الصغر، أنّ من تلسعه النحلة مثلاً، يفرك مكان اللّسعة، سريعاً، بالثوم فيسكن الألم ويذهب الورم. كما إنّ البصل كان غذاءً هامّاً للرياضيين في القِدَم ليشدّوا به عضلاتهم. وكذلك هناك العديد من الأحاديث الشريفة والدراسات العلمية التي تحثّ على تناولهما.
في العدد (271) تحدّثنا عن أسرار البصل الغذائيّة ومنافعه، أمّا هذا العدد فسنفرده للحديث عن الثوم.. ما هي الكميّة المطلوبة منه لتحقّق الفائدة؟ وكيف تصفه الأحاديث الشريفة؟

روى أمير المؤمنين عليّ عليه السلام، عن رسول الله أنّه قال: "كلوا الثوم وتداووا به، فإنّ فيه شفاء من سبعين داء"(1).

*خصائص الثوم
يحتوي الثوم على معادن وفيتامينات متنوعة، ومواد أخرى، تعطيه الخصائص العلاجية وهي:
المانغانيز - فيتامين (B6) - فيتامين (C) - السيلينيوم - مادة الـ(Allicin).

*فوائد الثوم
1- للقلب والشرايين:
يؤثر تناول الثوم إيجاباً على القلب والشرايين، فهو:
أ- يخفّض مستوى الدهون في الدم: وخاصّة دهن الكوليستيرول والتريغليسيريد.

ب- يخفض ضغط الدم:
- يساعد في إفراز مادة أوكسيد النيتريك (NO2) التي من مهامها توسيع قطر الشرايين. وهذا، يؤدّي إلى تقليص الضغط الممارس من جدار الشريان على الدم.
- يساعد الثوم في تقليل التكلّس (ترسّب الكالسيوم) في الأوردة التاجيّة(2).
- يقلّل الثوم من ظهور البلاكات(3) التي تسبّب التجلّطات وترفع ضغط الدم.

ج- تخفيض نسبة التجلّطات وتصلّب الشرايين:
- إن المواد السلفريّة والكروميوم والـ(Vit B6) الموجودة في الثوم تخفّض من عنصر الـ(homocyctiene) الذي يتلف جدران الشرايين عند ارتفاع نسبته في الدم، ويرفع خطر الإصابة بأمراض القلب.
- إنّ المواد المضادة للأكسدة مرتفعة في الثوم، وهي تقلّل من وجود الجزيئات الحُرَّة في الدم وتؤدّي إلى تأكسد الدهون فيه، وهو يقلّل من خطر الإصابة بالتجلّطات.

يمكن تناول أقراص ثوم مصنّعة شبيهة بأقراص الدواء، لمن لا يحب طعم الثوم، فهي تساعد في تخفيض نسبة الدهون في الدم وتسييل الدم كذلك. ولكن يجب الانتباه إلى أنه لا يمكن تناول هذه الأقراص مع الأدوية المسيلة للدم كالـ(Aspirin) أو الـ(Warafarin) لأنها تزيد السيلان. لذلك من الأفضل استشارة الطبيب قبل تناولها.

2- يحمي من السرطان:
- إنّ المادّة المسؤولة عن الرائحة الحادة في الثوم الـ(Allicin) هي مادة مضادّة للسرطان وفي اختبار أجري على الفئران المصابة بالسرطان، تبين أن مادة الـ(Allicin) ساعدت في إطالة عمر هذه الفئران من شهرين إلى 6 أشهر.
- إنّ دراسات عديدة أجريت على الثوم بيّنت أثره في الحماية من الإصابة من أنواع متعددة من السرطان منها: سرطان البروستات، سرطان القصبة الهوائية، سرطان الثدي، سرطان الجلد، سرطان الكولون.

3- مفيد لصحة الأمعاء والقولون:
ففي دراسة واسعة لوحظ أنّ تناول الثوم من قِبَل 41000 امرأة في أعمار متوسطة (Iowa Woman´s Health Study) ، أظهرَ أنّ الإصابة بسرطان الكولون كانت أقل بـ 35 % عند اللّواتي يتناولن الثوم بانتظام.

4- مضاد للالتهابات والبكتيريا ومقوٍّ للمناعة:
بيّنت الأبحاث العلميّة أنّ الثوم يحتوي على الـ(VitC) والـ(Quercitin) اللّذين يساعدان في تقليل التهابات المفاصل والروماتيزم. وكذلك يحتوي على الـ(isothiocyanat) الذي يساعد في تقليل الألم الناتج عن الالتهابات. بالإضافة إلى ما ذكر سابقاً، فإنّ الثوم يحتوي على نسبة عالية من المواد المضادة للأكسدة الكفيلة بالحماية من الأوبئة والأمراض كما ذكر الحديث الشريف.

*سرٌّ خاص بالثوم
لقد تبيَّن أنّ الثوم يساعد في تخفيف الوزن والمحافظة عليه إذا ما تم تناوله بكميات كبيرة، وذلك حسب دراسة نشرت في مجلة (American Journal of Hypertension).

وفي الختام نقول يكفي في الثوم تناول حوالي ثلاثة حصوص يومياً لتحقيق الفائدة المرجوة.

^{(*) أخصّائية تغذية.
1.مكارم الأخلاق، الطبرسي، ص182.
2.الأوردة التاجيّة: الأوردة الدمويّة التي تحيط القلب.
3.البلاكات: تنتج عن تخثّر الدم في الشريان بعد تعرّضه لجرح ما يؤدّي إلى ضيق في الشريان}