مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

مصباح الولاية: ستر العيوب



إن ستر العيوب هو من أعظم شعب النصيحة ولا حد لثوابه، "من ستر على مسلم ستره الله في الدنيا والآخرة".
وقال صلى الله عليه وآله: "لا يستر عبد عيب عبد إلا ستره الله يوم القيامة" وقال. صلى الله عليه وآله: "لا يرى امرؤ من أخيه عورة فيسترها عليه، إلا دخل الجنة".


 وكفى بستر العيوب فضلاً أنه من أوصاف الله سبحانه، ومن شدة اعتنائه بستر الفواحش أناط ثبوت الزنا. وهو أفحشها. بما لا يمكن اتفاقه إلا نادراً، وهو مشاهدة أربعة عدول كالميل في المكحلة فانظر إلى أنه تعالى كيف أسبل الستر على العُصاة من خلقه في الدنيا، بتضييق الطرق المؤدية إلى كشفه.

ولا تظنن أنك تحرم هذا الستر يوم تبلى السرائر، فقد وردفي الحديث: "أن الله تعالى إذا ستر على عبد عورته في الدنيا فهو أكرم من أن يكشفها في الآخرة، وإن كشفها في الدنيا فهو أكرم من أن يكشفها أخرى". وورد أيضاً: "أنه يؤتى يوم القيامة بعبد يبكي، فيقول الله سبحانه له: لم تبكي؟ فيقول: أبكي على ما سينكشف عني من عوراتي وعيوبي عند الناس والملائكة. فيقول الله: عبدي ما افتضحتك في الدنيا بكشف عيوبك وفواحشك، وأنت تعصيني وتضحك! فكيف أفضحك اليوم بكشفها وأنت تعصيني وتبكي!".

وفي خبر آخر: "أن رسول الله. صلى الله عليه وآله. يطلب يوم القيامة من الله سبحانه ألاَّ يحاسب أمته بحضرة من الملائكة والرُّسل وسائر الأمم، لئلا تظهر عيوبهم عندهم، بل يحاسبهم بحيث لا يطّلع على معاصيهم غيره سبحانه، وسواه. صلى الله عليه وآله، فيقول الله سبحانه: يا حبيب، أنا أرأف بعبادي منك، فإذا كرهت كشف عيوبهم عند غيرك، فأنا أكره كشفها عندك أيضاً، فأحاسبهم وحدي بحيث لا يطلع على عثراتهم غيري".

فإذا كانت عناية الله سبحانه في ستر عيوب العباد بهذه المثابة، فأنى لك أيها المسكين المبتلى بأنواع العيوب والمعاصي، تسعى في كشف عيوب عباد الله، مع أنك مثلهم في الاتصاف بأنواع العيوب والعثرات! وتأمل أنه لو أظهر أحد بعض فواحشك عند الناس كيف يكون حالك، فقسَّ عليه حال غيرك ممن تكشف أنت بعض فواحشه. وقد ثبت ووضح من الأخبار والتجربة: أن من يفضح يفتضح فترحم على نفسك وتأس بربك، فأسبل الستر على عيوب غيرك حتى يسبل الله ستره عليك، والسلام.
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع