إن الخوف من الحق جل وعلا من المنازل التي قلّما نستطيع أن نجد للعوام من الناس منزلة، في مستوى منزلة الخوف من الحق سبحانه. وهذا الخوف مضافاً إلى أنه يكون من الكمالات المعنوية، يعتبر منشأً لكثير من الفضائل النفسية، وعاملاً هامّاً لإصلاح النفس، بل مصدر جميع الإصلاحات للنفس، ومبدأً لعلاج جميع الأمراض الروحية. ويجب على الإنسان المؤمن بالله، السالك والمهاجر إلى الله، أن يهتم كثيراً بهذه المنزلة، وأن يُقبل بوجهه أكثر فأكثر على ما يبعث الخشية من الله في القلب، ويعمّق جذوره فيه، مثل التفكر في العذاب والعقاب وشدّة أهوال الموت وبعد الموت من عالم البرزخ والقيامة، والصراط والميزان والحساب، وألوان عذاب جهنم، ومثل التذكر لعظمة الحق المتعالي وجلاله وقهره وسلطانه ومكره وسوء العاقبة وأمثال ذلك.
وقد تحدثت الكثير من الآيات والروايات حول موضوع الخوف من الله تعالى. ففي حديث للإمام الصادق عليه السلام عن محمد بن يعقوب بإسناده عن إسحاق بن عمار قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: "يا إسحاق، خَفِ الله كأنَّك تراه، وإن كنت لا تراه أنَّه لا يراك فقد كفرت، وإن كنت تعلم أنَّه يراك ثم برزت له بالمعصية فقد جعلته من أهون الناظرين عليك".
مما يُظهر عزيزي القارئ أهمية الخوف من الله على أمل الاتعاظ، والسلام.