* إننا قادمون‏/ كلمات إلى روح الشهيد علي محمد سرحال‏

هجر الورد مساكبه... هجرت الفراشات مصابيح الليل وتحلقت تعشقاً بعينيك... افترشت الملائكة أجنحتها لاستقبالك يا شهيدنا... يا صانع الأمجاد في زمن الغفلة والاستسلام، يا دليل المجاهدين في القافلة النورانية أيها الراحل الكبير... انبلج فجرك باكراً مع أن ليل العشاق طويل... نعم عرفت باكراً هدف الخلق "ما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون" وعرفت أقصر الطرق "الشهادة" للوصول إلى غاية العبّاد الفناء في المعبود... تاركاً خلفك كل الأحلام الوردية... ميمماً وجهك شطر السماء تسابق الملائكة تزاحمها حول كرسي العرش تتفاخر عليها كيف لا وأنت المنتسب لمحمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليه السلام من لأجلهم خلقت الأرض والسماء. أخي علي... كنا نلهو ونعبث معاً لكن أنت كبرت فينا سريعاً بعقلك بأحلامك لتصبح لنا القدوة والدليل في درب الجهاد المرصع بدمك... كنت أول شاهد في سبحة الشهداء، وها هو القدر يسبِّح فيها وقد جاوزوا الستين(1). ها أنت تمتطي صهوة جوادك ملبياً النداء لبيك أبا عبد اللَّه... كل يوم عاشوراء... كل أرض كربلاء... فداك الروح والدماء مرثية رددتها مع فوهات البنادق تقاسيمها قرقعة سلاح وعبوات وقنابل موت لاهب تُلهب قلوب وحصون العدو... لازمتها صرخة اللَّه أكبر مع كل ضغطة زناد... وارتفعت صارخاً كإمام المتقين فزت ورب الكعبة تحلق بروحك كفراشة عشقت النور تدور حوله فرحة بلذة الفناء... أخي علي... روحك عاينت نصرنا على عدونا وروحك شهدت معنا قائد النصر نصر اللَّه يحتفل مع الأهل مع المجاهدين مع عوائل الشهداء مع الجرحى بالنصر في قلعة المسلمين "مشغرة" بالنصر على الأعداء مطلقاً هناك صرخة ووعداً للقدس بأننا قادمون... قادمون مع الشهداء مع الدماء... واللقاء القادم إن شاء اللَّه عما قريب على عتبات الأقصى الشريف. أخي علي أيها الساكن قلوبنا وعقولنا ذكراك تلهب مشاعرنا أريج عبق شهادتك فواح فينا، دمك الأحمر القاني صبغ دماء إخوانك فغطوا بلون أرجواني ربى البقاع الغربي وعاملة... أخي علي نظرة من عليائك، من نعيمك، من خلودك ودعوة إلى من لم يزل في الركب منتظراً..."عين على العدو وعين على السماء"... للقاء قريب... ولتهنأ روحك في مقرها الأبدي ولتقر عينك حيث لا فناء وعهد منا بمتابعة المسير على الخط المرصع بدماء الشهداء حتى النصر أو الشهادة...
 

رفيق دربك "أبو علي"
(1) شهداء البقاع الغربي.

****

* مناجاة السحر

أناجيك مولاي في لحظة الأنس عند السحر...
أيا ساقي العاشقين من النور والوحي هبني الأثر
فإني بعيدٌ عن السالكين أعاني هوى النفس قلبي أسر
أناجيك مولاي شوقاً إليك سأتلو السور...
وأتلو ذنوباً رمتني عليلاً فأين المفر!؟

وأحرقني الشوق حتى انطوى الليل وسط القمر!
وألهبني صمت ذاك السحاب فأبكى فؤاديَ دمعاً أحر
فأقسمت بالشفع في حضرة العشق كيما أراها دموع الحجر
فنادى هناك تُصاغُ الإنابة فاسمع تسابيح كل البشر
أيا ظامئاً خذ معاني الحياةِ... تعالَ إليَّ فإني قريب كلمح البصر!

حسين سهوان / المملكة العربية السعودية