هلا الزين‏

النجاح هدف يسعى إليه كلّ‏ُ إنسان، وهو متعدد الأشكال يتضمن هدفاً معيناً عند الفرد، فقد يكون النجاح اجتماعياً وقد يكون شخصياً. وفي هذه الأيام شُوِّه مفهوم النجاح عبر وسائل الإعلام التي تقدِّم نماذج معينة وتعرضها على أنها شخصيات ناجحة نساءً ورجالاً فالإعلام يصور فتاة الإعلان مثلاً بأنها النموذج الناجح للمرأة، بينما تُطمس صور النساء القدوة اللاتي تمثلن رمز النجاح على مستوياتٍ عدة كالمهارات والأهداف الإنسانية اللاتي تسعين لتحقيقها. فما هو النجاح الذي ينبغي أن تسعى المرأة لتحقيقه اجتماعياً؟ وماذا عن مفاتيح النجاح ووسائل تحقيقه؟ وكيف تصل المرأة إلى قمة نجاحها في المجتمع الذي تتواجدُ فيه وتصبح قدوة لغيرها من النساء، والفتيات؟

* ما هو النجاح؟
النجاح ليس مجرد "حظٍّ" كما يقول البعض بل هو نتيجة جهدٍ ومثابرة على عمل ما، وربما سبقه العديد من التجارب الفاشلة قبل أن تتوج هذه التجارب بالنجاح. وحتى نصل إليه لا بدَّ أن نواجه العوائق المانعة من الوصول إليه.

* أنواع النجاح‏
تختلف أنواع النجاح باختلاف أهدافه ومعطياته والأشخاص الذين يسعون إليه، فقد يكون للنجاح طابع شخصي لا يستفيد منه سوى صاحبه، وقد يكون له طابع عام حيث ينعكس على صاحبه والآخرين، عندما ينجح شخص ما في اكتشاف أمر علمي أو تربوي أو اقتصادي تعم فوائده المجتمع كله. أو قد يكون له طابع خدماتي، وذلك عندما ينجح شخص ما، رجل أو امرأة في تسخير الفكر والطاقة والعمل لخدمة بعض الفئات في المجتمع، التي لا تملك ظروف تغيير واقعها إلاَّ بمساعدة الآخرين القادرين على دراسة أوضاعهم وإرشادهم لما يلزم تنفيذه والقيام به. وهنا نشير إلى أنّ‏َ المرأة لها قدرة اجتماعية مهمة على صعيد الخدمات التطوعية في مجالات شتَّى إذا سخَّرت وقتها الثمين لإنجاز العديد من الأعمال.

* مفاتيح النجاح أمام المرأة في المجال الاجتماعي‏
1- إدراك أنّ‏َ مسيرة النجاح تبدأ من داخل الفرد نفسه: ومن فكرة الفرد عن نفسه من حيث ما يتسم به من صفات وقدرات عقلية واجتماعية. فالمرأة يجب أن تعرف ذاتها جيداً وما هي القدرات والمهارات التي تجعلها ناجحة في علاقاتها مع المحيط الذي تعيش فيه. وكيف يمكن أن تبني علاقات متينة مع العائلة الصغيرة (الخاصة بها) والعائلة الأوسع (الجيران العمل...) والعلاقات الطارئة عليها اجتماعياً. فإذا كان لديها ما يلزم من مهارات الاتصال بمن حولها، استطاعت أن تحقق نجاحاً واقتراباً منهم وتأثيراً عليهم، وهنا تثبت كفاءتها وتخصص وقتها لما هو مفيد ومثمر.

2- الثقة بالنفس: وهي من المؤشرات الأساسية للصحة النفسية الجيدة وأنّ‏َ الفاقد لثقته بنفسه يكون عرضة للكآبة والوسوسة والسلبية في علاقته بالآخرين وهي من مبيدات النجاح، فثقة المرأة بنفسها وبأهمية دورها على صعيد أسرتها ومجتمعها وعملها هي أساس في تخطي حاجز من حواجز منع النجاح، فالمرأة عندما تثق بما لديها تعمل على إخراجه من حيز الكتمان إلى ساحة البيان والعمل وتسعى للاستفادة منه قدر استطاعتها وبالسعي والتطوير يتحقق النجاح، والمرأة عندما تجد حاجة المجتمع ضرورية لوجود أناس يدعمون بناءه ويعملون على سد الثغرات الموجودة فيه، عندها لن تبخل على محيطها بما لديها من طاقة وعمل.

3- تحديد الهدف: النجاح هو الوصول إلى هدف ما، والهدف يكون متعدد الأشكال، فهناك أهداف قصيرة الأمد وأخرى طويلة، كما أنّ‏َ هناك أهدافاً شخصية وعائلية واقتصادية واجتماعية ودينية، وعلى هذا لا بدَّ أن نتبع الأسلوب الأمثل في اختيار الهدف، وهذا يستدعي منا أن نستغرق في لحظات تأمل مع أنفسنا ومع محيطنا لنعرف ما هو متقارب مع قدراتنا وأهدافنا، وهذا لا يمنع من مشاورة الآخرين "فمن شاور الناس شاركها عقولها". فالمرأة التي تجد في نفسها قدرة على الانخراط في المجتمع ولديها المهارات الكلامية والعلمية والحس الاجتماعي، فإنها تضع هدفاً أمامها واضح المعالم تحدد من خلاله ماذا تريد أن تقدم، وفي أي مكان وبيئة، ومع أي أناس، والطريقة المثلى للتنفيذ والتواصل، للوصول إلى النجاح وتحقيق الفائدة.

4- الإيمان: الإيمان بخالق الحياة وبدورنا في الحياة وبما أودعه اللَّه تعالى فينا، يزيد من قابلية تكيّف المرأة مع محيطها ما يجعلها تتجاوز الظروف الصعبة، وتصل إلى قناعة تامة بعظيم تأثيرها، وعندما تحسن إدارة مقوماتها وإمكانياتها تعيش جوهر الآيات القرآنية التي تبعث على الاطمئنان داخل المرأة بأنها المخلوق الإنساني الذي جعله اللَّه خليفة له على الأرض. والمرأة التي تحقق نجاحاً في علاقاتها وتواصلها مع أسرتها ومجتمعها تصبح قادرة على إيصال الأمانة وهي رسالة اللَّه وتعاليمه والمفاهيم الإيمانية.

5- النضج الاجتماعي: وهو يعود إلى أربعة عوامل أساسية: المهارات الكلامية، الثقافة، الأخلاق الجيدة، والصدر الرحب في التعاطي مع الناس وهذه أمور أساسية لدعم المرأة في عملها ونجاحها اجتماعياً، وكلما توسعت دائرة النضج الاجتماعي كان النجاحُ حليف صاحبه.

6 - الحرص على الوقت: إن الاستفادة من الوقت مسألة أساسية ومفتاح كبير من مفاتيح نجاح المرأة في تواصلها مع مجتمعها ومحيطها، ومن معوقات الحرص على الاستفادة من الوقت: الفوضى الاهتمام بالكماليات إعطاء مساحة للثرثرة غير المجدية الإرهاق نتيجة أعمال ليست ضرورية، تسويف الأعمال الهامة وعدم معرفة المسؤولية الملقاة على عاتقها. وإذا وضعت المرأة أمامها هذه الآية "ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر" تعلم كم ينبغي أن تخصص من وقت لتحقيق ما جاء في هذه الآية المباركة وتدرك أن نجاحها اجتماعياً يُسهِّل عليها حسن الانجاز والقيام بالدور الهام هذا. فتحصِّن نفسها بالبر والتقوى لتعاون الرجل ومن حولها على ذلك "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان".

وفي الختام نستحضر دعاء الإمام علي بن الحسين عليه السلام في مكارم الأخلاق ومرضي الأفعال: "اللهم وأنطقني بالهدى وألهمني التقوى ووفِّقني لما هو أزكى واستعملني بما هو أرضى". هذا الدعاء يشكِّل ميزاناً وصراطاً للإنسان، بشكل عام، والمرأة التي تريد أن تتواجد في الساحة الاجتماعية التي ترضي اللَّه تعالى لا بد أن تتسلح بالهدى والتقوى وأن تجعل نفسها تسير وفقاً للرضى الإلهي ليكون توفيقها باللَّه ونجاحها نعمة من نعمه الوافرة.

*****
إرشادات لربة المنزل‏

* خشبة الفرم‏
لإزالة روائح البصل والثوم والسمك عن خشبة الفرم، اقطعي ليمونة حامض إلى نصفين، وافركي بها المساحة التي تريدين تنظيفها. وأيضاً أعجني بعض بيكربونات الصودا مع الماء وافركي بها اللوح، ثم اشطفيه.

* خلاّطة
املأي نصفها بالماء الساخن وأضيفي القليل من مسحوق الجلي. ضعي الغطاء عليها وأديري حركتها بضع لحظات. اشطفيها ودعيها تنشف.

* روائح‏
لإزالة الروائح المزعجة ضعي بعض الخل في إحدى الطناجر الصغيرة ودعيه يغلي على نار خفيفة أثناء طبخ الخضر التي تسبب روائح غير مستحبة. أو أضيفي الخل إلى الماء الذي يطبخ فيه الخضر.

* سكين اللحمة
قبيل غسله، امسحيه بقطعة من الخبز.

* شواية
حديدة الشوي المسطحة، لتنظيفها بسرعة وفعالية استعملي بقايا القهوة. صبي تفل البن على الشواية الساخنة أو الباردة وامسحيها بالورق.

* غلاية
لإزالة الرواسب الكلسية التي تتجمع فيها، املأيها بمزيج مؤلف من كميتين متساويتين من الماء والخل. دعي المزيج يغلي واتركيه في الغلاية طوال الليل.