مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

مع الشهداء: وصَدَقَ الإسم‏

فاتن إبراهيم

 



"إلى إعلامي بطل... بندقيته وكاميرته... سطّرا ملحمة الوعد"، إلى زميل عزيز ترك فراغاً في قلوبنا، إلى الشهيد الإعلامي حسام قرعوني فتى البازورية.

حسام وصَدَقَ الاسم...
فيه صولة... لم تألف غير الصعاب في المهام...
وفيك سرّ... تحمله عيناك...
سألت عنه... رأيته مشغولاً...
يجول في المكان "بكاميرته"...
قلت هذا سيكون "صحافياً" ذا مقام...
حسام... سألقي السلام... كما أفعل دائماً...
وتجيبني... وأنت تنظر إلى الأرض...
بهذا القدر... كان طهر قلبك... المفعم بالإيمان...
... ذاك الوجه الروحاني... كان يخبِّئُ


ملامح لفتى هادئ..
يطمح إلى أن يكون فارساً.. يجول بصهوة جواده..
إلى وعرٍ صنع الرجال...
قاسٍ، همام... بطل... اسمه حسام...
مفعم بكسب الأجر... يطلبه من اللَّه...
لخدمة إخوته وأخواته... بصمت..
... كنت أراه دائماً... يتنقّل كفراشة ربيعيّة يدهشها النور...
يقلّب أجنحتها الحبور...
أنت هكذا في هدأتك...
تحمل الهموم... في كلية الإعلام..


لم أستغرب أنك أعظم من الشأن الذي كنت أراك فيه..
وأنك تخلع ثوب الجامعة... وتنثر كراريسها وشهاداتها...
وترتدي "بدلة" الأبطال... لتكون كادراً حسينياً...
وتعصّب جبينك بكلمة "يا زهراء"... التي فضلتها على قبعة التخرّج..
أخجلتني يا أخي... كم حمّلت كاهلك الأعباء...
لوددت أن أردّ لك قدراً من تفانيك...


فاجأني النبأ... قالوا سنريكِ فيلماً لشاب جري‏ء... يلقي للأمين العام... تحيّة على طريقته... بشاشة واعدة... من روح استشفت وعد الملكوت باللقاء.. يرشف قهوته مع رفاق دربه... ويجول بكاميرته... ويضفي على الأجواء حيويته كالمعتاد... يتحادثون باطمئنان... بالرغم من ضراوة الطيران فوقهم وهم يلجأون إلى أحد البيوت.. يتشاورون كيف سيجهزون على عدوّهم.. ويعدون أنفسهم بالشهادة بعد لحظات... وراقبت المشهد... رأيته بابتسامته الخجولة.. لاحظت كم تغيّر.. أصبح من أشاوس الرجال.. من ألهمك يا حسام... أن تلك الغارات اللئيمة ستنهال عليك بعد لحظات؟ أغزلُ الملائكة لروحك الملائكيّة... جعلت آلة التصوير صديقتك.. حتى قبل رحيلك... وحالفنا الحظّ أن وجدوها تحت الأنقاض عند انتشال جسدك الشريف... حتى تتسنى لنا مشاهدة عفويتك لآخر مرّة... سأسميك بطل الإعلام... وأنت صرح من كوادره... سأهمس لك سراً... يا زميلي.. بالماضي كنت أشعر بمرارة... وأنت تحمل حقيبتك المسافرة إلى بيروت... لتتابع دراستك... ... واليوم سافرت إلى عشقك الإلهي بدون حقيبة... وبقيت حقيبة العمر... تسرح بين وداعة طفليك... وفي قلعتك الشامخة البازورية... سلاحاً وكاميرا وحلماً من عينيك المتربصتين... وهامة تسجد في الأقصى... تقبّل جبين قائد الثورات... حصنها إمامنا الخامنئي. ... كما كنت أراك وأسمعك... ... عزيز عليّ وعلى زملائك فقدك.. .. إقبل دموعي ورثائي ومحبتي الوالهة... لصولة الأحرار... أيها الحسينيّ... أعتذر من أمك على عاطفتي المتأججة... ... سأضمّ صورتك إلى جانب صورة الشهيد عليّ رضا الذي كان زميلك في الدراسة والشهادة أثناء ملحمة الوعد الصادق، سنشتاق إليكما.. السلام عليكما.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع