جبهة نضالية عالمية في مواجهة الإمبريالية والصهيونية والديكتاتورية

موسى حسين صفوان


لم يكن مخططاً لمنتدى بيروت العالمي للمقاومة... أن ينعقد في ظل العدوان الوحشي الذي شنته الدولة الغاصبة على غزة، فقد بدأت التحضيرات لعقد هذا المنتدى قبل أشهر... ولا شك أن احتشاد ما يزيد عن (450) هيئة ومنظمة ومؤسسة من مختلف بلدان العالم، ممثلين بمئات الشخصيات العالمية الناشطة في مجالات نضالية مختلفة، يشكل خير شاهد على الجرائم التي ترتكبها الصهيونية العنصرية بدعم من الإمبريالية العالمية وتواطؤ وقح من الأنظمة الديكتاتورية.

وإذا كانت المنظمات المناهضة للديكتاتورية والإمبريالية تحتاج إلى الوقائع الحية لتغذية دوافعها الثورية، فقد شكل العدوان الأخير بكل ما تضمنه من جرائم وحشية وقوداً ثورياً ومبرراً كافياً لقيام جبهة أممية عالمية لمناهضة طواغيت الإمبريالية، وقد بدا جلياً أن التناقض الأساس الذي شخصته فعاليات المؤتمر بات بين قوى الطغيان والظلم والإستبداد والإستكبار من جهة، وبين المقهورين والمظلومين والمعذبين والمضطهدين من جهة ثانية، وهذا ما جعل الإسلامي، واللاهوت تحريري، والأممي، والقومي، وغيرهم من الايديولوجيات يتجاوزون كل خصوصياتهم، في لحمة نضالية عالمية قلّ نظيرها. قام على رعاية هذا المنتدى كل من 1 – المركز الإستشاري للدراسات والتوثيق، C.C.S.D 2 – المنتدى العالمي لمناهضة الإمبريالية والتضامن بين الشعوب IAPSCC. 3 – الحملة الدولية ضد الاحتلال الأميركي والصهيوني. 4 – التجمع الوطني لدعم خيار المقاومة The National Gathering to support The choice of Resistance. 5 – منظمة أوقفوا الحرب Stop The war.

افتتح المؤتمرفي القاعة الرئيسية لقصر الأونيسكو، الساعة الرابعة من بعد ظهر يوم الجمعة في 16 كانون الثاني 2009 بكلمة افتتاحية للدكتور علي فياض. كلمة ترحيبية للدكتور يحيى غدار، وتعاقب على الكلام العديد من الضيوف، منهم:
1- مانيك مكرجي أمين عام منتدى كالكوتا لمناهضة الامبريالية (الهند).
2- السيد علي أكبر محتشمي الذي أكد على صراع الإرادات في غزّة ودعا إلى قطع العلاقات مع العدو الإسرائيلي.
3- بيتروس قسطنطينوس عن حملة أوقفوا الحرب.
4- د. ليلى غانم منسق محكمة الضمير العالمية لبنان.
5- رامسي كلارك المدعي العام الأميركي السابق والحائز على جائزة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، والذي عرض تاريخ المجازر الأميركية خلال القرن الماضي.
6- بيتر كوستر.
7- الأستاذ محمد قاسم عضو اللجنة المنظمة للمنتدى وعضو في الأمانة العامة لمنتدى مناهضة الإمبريالية/الهند.

وأخيراً، كانت كلمة الشيخ نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله، وأهم ما جاء فيها:
"نؤمن بالمقاومة طريقاً للتحرير، وندعو شعوب العالم أن يختاروا قواعدهم في مواجهة قواعد المستكبرين". وأطلق شعار: يا أحرار العالم اتحدوا"، وأكد أن القضايا المطلوب الاهتمام بها تتجاوز القضايا السياسية إلى قضايا التنمية والبيئة والفساد، والتي تشكل قضايا مشتركة يتبناها معسكر المقاومة في مواجه معسكر الشيطان الأكبر أمريكا. وقد استمر المؤتمر ليومي السبت والأحد 17 و18 كانون الثاني. وشملت نشاطاته أكثر من سبع ورشات عمل تناولت ما يقارب العشرين محوراً أهمها:
ـ ورشة دعم المقاومة والتحرير.
ـ ورشة عمل مناهضة الإمبريالية والتضامن بين الشعوب.
ـ ورشة عمل البدائل السياسية.
ـ الورشة الحقوقية.
ـ الورشة الاعلامية.

ومن أهم المحاور التي تناولها المنتدى:
محور العدوان الإسرائيلي على غزة، وأساليب كسر الحصار عنها، وتحريك الدعاوى القانونية من خلال ما أطلق عليه محكمة الشعوب، ومتابعة قرارات محكمة الضمير العالمية في بروكسيل، إضافة لورشة البرلمانيين والمجالس المنتخبة، وورشة التجارب الإعلامية تحت عنوان: الحقيقة في مواجهة العدوان. وقد أقيم على هامش المنتدى عشرات المعارض التي ساهم بها المشاركون من المنظمات الدولية المختلفة. كما شهد المنتدى أكثر من مؤتمر صحفي، كان أبرزها المؤتمر الصحفي الذي عقده البرلمانيون الفنزويليون، والذي أكد على مواقف فنزويلا الداعمة لنضال الشعوب الكادحة، وبالأخص المقاومة اللبنانية والمقاومة في غزَّة، كما أدان الجرائم الصهيونية والإمبريالية الأميركية.