الشيخ علي حجازي

تتداول الناس فيما بينها الكثير من الأقوال عن حليّة بعض الأنواع من الأسماك أو حرمتها، وعن السمك الحلال متى يجوز أكله ومتى لا يجوز؟ وما هو معيار الحليّة من ذلك؟ تلك أبرز الأسئلة التي سنعمل على تبيانها في الصفحات التالية.

1ـ ما يؤكل من السمك
أ- لا يؤكل من الحيوانات البحريّة والنهريّة ونحوهما إلّا ما تحقّق فيه شرطان:
الأول: أن يكون سمكاً، فما لا يصدق عليه أنّه سمك لا يجوز أكله. مثلاً: لا يجوز أكل الأخطبوط.
الثاني: أن يكون له فَلْس(1) وقشر بالأصل، سواء بقي الفلس على بدنه، أم زال العارض. مثلاً: ورد أنّ سمك الكنعت له فلس، غير أنّه يحتكّ بكلّ شيء، فيذهب فلسه، ولذا لو نظرت إلى أصل أُذُن هذا السمك لوجدت الفلس فيه، فيكون حلالاً.
ب- لا يشترط أن يكون جميع بدن السمكة مغطى بالفلس، بل يكفي كونها من جنس الأسماك ذات الفلس، حتّى لو لم يكن لها فلس إلّا على مؤخّر ذيلها، أو حول رأسها فقط.
ج- لا يجوز أكل ما ليس له فلس، كالجرّي (الحنكليس)، والمارماهي (حية الماء)، والزمّير (له شوك ناتئ على ظهره، وأكثر ما يكون في المياه العذبة)، وغيرها.
د- يجوز أكل القريدس (وهو الأربيان، أو الروبيان)، ويجوز البني، والشُّبُّوط، والطيرامي، والإبلامي، وغيرها.

2ـ الشكّ في وجود الفلس
إذا حصل الشكّ في أنّ سمكاً له فلس أم لا، ففيه صورتان:
الأولى: إذا أُحرزت تذكيته فيحلّ أكله. وستأتي إن شاء الله تعالى طريقة التذكية.
الثانية: إذا لم تُحرز تذكيته فلا يحلّ أكله.

3ـ بيض السمك:
أ- بيض السمك يتبع السمك، فالسمك الذي يحلّ أكله يكون بيضه حلالاً وإن كان أملس. والسمك الذي يحرم أكله يكون بيضه حراماً وإن كان خشناً.
ب- إذا لم يُعرف أنّ البيض من السمك المحلّل أو المحرّم، فله ثلاث صور:
الأولى: إذا كان البيض خشناً حلّ أكله.
الثانية: إذا كان أملس فالأحوط وجوباً عدم أكله.
الثالثة: إذا اشتبه حال البيض، ولم يُعرف أنّه خشن أو أملس جاز أكله.

4ـ زيت السمك
أ- يجوز تناول زيت السمك إذا كان من سمك له فلس، بشرط أن يتمّ إحراز ذكاة السمك.
ب- لا يجوز تناول زيت السمك إذا كان من سمك ليس له فلس.
ج- لا يجوز تناول زيت السمك من السمك غير المذكّى.
د- إذا لم يُعرف أنّ زيت السمك هو من السمك الذي له فلس أو من السمك الذي ليس له فلس، فله صورتان:
الأولى: إذا أحرزنا ذكاة السمك جاز تناول زيته.
الثانية: إذا لم نُحرز ذكاته، فلا يجوز تناول زيته.

5ـ تربية السمك في المنزل
لا يكره تربية السمك في المنزل.

6ـ أكل السمك يوم الأربعاء
لم يثبت استحباب أكل السمك في يوم الأربعاء بالخصوص.

7ـ السمك الجلّال
أ- الجلل هو أن يتغذّى الحيوان على عَذِرة الإنسان، بحيث يصدق عرفاً أنّها غذاؤه، ولا يلحق بعذرة الإنسان عذرة غيره، ولا سائر النجاسات.
ب- يتحقّق صدق الجلل بأمرين:
الأول: أن ينحصر غذاء الحيوان بعذرة الإنسان، فلو كان الحيوان يتغذّى بعذرة الإنسان مع غيرها لم يتحقّق عنوان الجلل. نعم لو كان تغذّيه بغير عذرة الإنسان نادراً، بحيث يكون أنظار العرف بحكم العدم، بحيث يكون تغذيّه به كأنّه لم يكن، لندرته، ففي هذه الحالة لا مانع من تحقّق عنوان الجلل عرفاً.
الثاني: أن يكون تغذّي الحيوان بعذرة الإنسان مدّة معتدّاً بها، ولا يكفي التغذّي في يوم وليلة، بل يُشكّ في صدقه بأقلّ من يومين أو ثلاثة.
ج- يحرم أكل السمك الجلّال. وتزول حرمة أكله بالاستبراء، وذلك بترك التغذّي بالعذرة، وأن يتغذّى مدّة بغيرها حتّى يزول عنه اسم الجلل، ولا يترك الاحتياط مع زوال الاسم بمضيّ يوم وليلة في السمك. فإذا زال عنوان الجلل جاز أكل السمك مع اجتماع باقي شروط الحلّيّة.

8ـ بيع وشراء السمك
لا يجوز بيع وشراء السمك المحرّم بقصد الأكل، حتّى وإن كان المشتري ممّن يستحلّ أكله. ولكن إذا كان لها منافع محلّلة مقصودة عند العقلاء غير الأكل، من قبيل الاستفادات الطبّيّة أو الصناعيّة، أو لتغذية بعض الحيوانات ونحو ذلك، فلا إشكال في بيعها وشرائها لذلك.