رؤبال ناصيف

بعدما عرفنا في العدد السابق كيف تحصل عمليّة التنصّت عبر الهواتف الذكيّة، ودور المساعد الرقميّ في هذا الخصوص بالتحديد، من المهمّ أن نسلّط الضوء على طريقة عمل هذا الأخير لإدراك مدى خطورته.

* كيف يعمل المساعد الرقميّ؟
للوهلة الأولى، قد يعتقد المستخدم أنّ تفاعله مع مساعده الرقميّ يتمّ بشكلٍ فرديّ وخاصّ، خصوصاً عندما يحصل على إجابته بسرعة. ولكنّ الحقيقة هي أنّ هذا المساعد يقوم بخطوات عدّة عندما يُكلّف بطلب:

1. الاتّصال بالإنترنت: يشترط أن يكون الجهاز متّصلاً بالإنترنت كي يتمكّن المساعد الرقميّ من العمل.

2. التسجيل الصوتيّ: تبدأ العمليّة عندما يتحدّث المستخدم إلى المساعد الرقميّ، فيسجّل طلبه الصوتيّ.

3. إرسال البيانات إلى الخادم: يُرسل التسجيل الصوتيّ إلى خوادم الشركة عبر الإنترنت.

4. معالجة الطلب: يحوّل التسجيل من صوت إلى نصّ باستخدام تقنيّات التعرّف على الكلام، ثمّ يُحلّل النصّ لفهم الطلب وتحديد الإجابة المناسبة.

5. إنشاء الاستجابة الصوتيّة: تُنشأ الاستجابة كنصّ، ثمّ تحوّل إلى صوت باستخدام تقنيّات التوليد الصوتيّ النصيّ، ممّا يتيح للمساعد الرقميّ التحدّث إلى المستخدم بصوت يُحاكي الكلام البشريّ.

6. إرسال الردّ الصوتيّ إلى جهاز المستخدم: بحيث يشغّل عبر مكبّرات الصوت الخاصّة به.

هذه العمليّة تحدث في ثوانٍ قليلة، ممّا يجعل التفاعل مع المساعد سريعاً وكأنّ المستخدم يتحدّث إلى شخص حقيقيّ.

* آثار المساعد الرقميّ
مثل معظم الأنشطة التي يقوم بها المستخدمون على الإنترنت، تترك التفاعلات مع المساعد الرقميّ أثراً في العديد من المواقع التي تنتقل فيها البيانات بين الهاتف والخوادم، بالإضافة إلى البيانات المخزّنة على الهاتف والخوادم نفسها. أمّا التسجيلات والردود الصوتيّة، فقد تبقى في هاتف المستخدم لمدّة طويلة أو قد لا تخزّن، اعتماداً على إعدادات الجهاز.

بالإضافة إلى ذلك، قد تكون الطلبات الصوتيّة المرسلة إلى شركات المساعدين مقترنة بمعرّفات فريدة للأجهزة، وببيانات مثل البريد الإلكترونيّ للمستخدم.

تذكر شركة Apple أنّها تخزّن طلبات Siri مع بيانات المعرّفات لمدّة ستّة أشهر، ثمّ تحذف المعرّفات والبريد الإلكترونيّ وتحتفظ بالطلبات الصوتيّة فقط لمدّة 18 شهراً إضافيّاً. في المقابل، تقوم شركات مثل:Google - Amazon -Microsoft بربط الطلبات الصوتيّة بالبريد الإلكترونيّ للمستخدمين، وتشفيرها وتخزينها إلى أجل غير مسمّى، بغرض تحسين الخدمة وتدريب النماذج الحسابيّة والامتثال للقوانين.

كما أنّ المساعد الرقميّ لا يقتصر على التقاط طلبات المستخدم الصوتيّة ومعرّفات الجهاز والبريد الإلكترونيّ، بل يمكنه أيضاً جمع بيانات جهات الاتّصال، والتقويم، وسجلّ التصفّح، والموقع الجغرافيّ، ومكتبة الموسيقى، وبيانات المشتريات، والتفضيلات الشخصيّة الأخرى. يحتاج المساعد إلى هذه البيانات لتنفيذ وظائف متعدّدة مثل: إجراء المكالمات، وتحديد المواعيد، والحصول على تقارير المرور أو الطقس أثناء التنقّل، أو اقتراح مطاعم قريبة.

* حذف التسجيلات واستخدامها
1. حذف التسجيلات: تسمح الأنظمة الآتية: Google ، Amazon، Microsoft للمستخدمين بمشاهدة تسجيلاتهم الصوتيّة عبر الإنترنت وحذفها. أمّا Apple فتقوم بحذف جميع المعلومات تلقائيّاً بعد تعطيل Siri، ويتمّ إعادة بدء العمليّة من الصفر عند إعادة تفعيله.

2. استخدام الآخرين لها تُستخدم هذه التسجيلات في حال:

أ. الملاحقة القانونيّة: قد تقدّم شركات المساعدات الرقميّة البيانات للسلطات القانونيّة إذا استدعى الأمر، ممّا يؤثر على الخصوصيّة.

ب. الأمن: يمكن للشركات تقديم البيانات لجهات أمنيّة خاصّة. كما يمكن للقراصنة اختراق الخوادم لسرقة البيانات لأغراض الابتزاز.

ج. الإعلانات: استخدام التسجيلات لتوجيه الإعلانات بطريقة مستهدفة، ممّا يثير قضايا الخصوصيّة.

* أمان المساعدات الرقميّة ضدّ الاختراق
إنّ التنصّت عبر اختراق المساعدين الرقميّين هو سيناريو محتمل ولكنّه يتطلّب اختراق الأنظمة المؤمّنة بشكلٍ جيّد. يعتمد نجاح القراصنة على مدى قوّة الحماية في خوادم الشركات ونقاط الضعف في برمجيّاتها؛ فإذا تمكّنوا من الوصول إلى النظام، يمكنهم الوصول إلى البيانات الشخصيّة، والتسجيلات الصوتيّة، وربّما التنصّت على المحادثات الحاليّة أو تسجيل محادثات جديدة دون علم المستخدمين.

* التحكّم بعمل المساعد الرقميّ
المساعدات الرقميّة، المدمجة مع أنظمة التشغيل مثل Android، iOS، وMicrosoft، وكذلك مع تطبيقات مصنّعي الهواتف مثل Bixby من Samsung، لا تكون مفعّلة تلقائيّاً. يجب على المستخدم تفعيلها خلال إعداد الهاتف الأوّليّ، بعد الموافقة على شروط الاستخدام والخصوصيّة.

المستخدمون يمكنهم تشغيل المساعدات الرقميّة عبر تطبيقاتها أو باستخدام أوامر صوتيّة مثل «Hey Siri» لأجهزة Apple
و «Ok Google» لأجهزة Android.

بإمكان المستخدم التأكّد من حالة أو وضع المساعدات الرقميّة في هاتفه عبر الخطوات الآتية:

1. :Google Assistant في حالة استخدام أجهزةAndroid ، اضغط مطوّلاً على زرّ الصفحة الرئيسة، أو اسحب إلى الأعلى من الزاوية السفليّة إذا كان الجهاز يستخدم إيماءات. إذا ظهر Assistant Google، فهذا يعني أنّه نشط. بالإمكان أيضاً الانتقال إلى المسار الآتي:

Settings/ Google) google services) / All services/ Settings for google apps/ Search, assistant & voice/ Google assistant/ Hey google & voice match/ Enable or disable hey google.

في حال كان مفعّلاً، يجب التأكّد من أنّ الميكروفون يعمل، مثلاً قل: «Hey Google» أو«Ok Google» وانتظر لمعرفة إذا كان الجهاز يستجيب. إذا لم يستجب، قد تحتاج للتحقّق من إعدادات الميكروفون في جهازك أو السماح لتطبيق Google بالوصول إلى الميكروفون من خلال إعدادات التطبيق.

2. Bixby-:Google Assistant وهو بديل عن Samsung؛ وللتأكّد من تفعيل التطبيق، حاول التحدّث معه عبر مناداته Hey Bixby، ليفتح بانتظار الأوامر الصوتيّة أو الضغط مطوّلاً على Home بانتظار ظهوره، أو الذهاب إلى خصائص تطبيق Bixby لمعرفة وضعيّته.

Apps/ Bixby Voice/ Bixby Voice Settings/ Voice wake-up.
Apps/ Bixby Vision/ Bixby Vision Settings/ Accessibility Modes.
Apps/ Bixby Dictation/ Permission/ Microphone & Phone.
3. المساعد الرقميّ Siri: للتأكّد من أنّه مفعّل أو خامد على جهاز Apple، يمكن اتّباع الخطوات الآتية:

Settings/ General/ Siri & Search/ Listen for Hey Siri/ Enable or Disable.
إذا لم تكن خيارات Siri موجودة ضمن الإعدادات، قد يكون ذلك بسبب قيود مفروضة على الجهاز ضمن إعدادات «Screen Time» أو«Restrictions». يجب التحقّق من هذه الإعدادات والتأكّد من أنّ Siri ليست مقيّدة.

إذا أردنا أن نستفيد من التكنولوجيا ومزاياها المتعدّدة، من المهمّ أن نكون مستخدمين نشطين ومطّلعين، لا سلبيّين. يجب علينا مراجعة الأذونات بانتظام، واستخدام برمجيّات الأمان المعتمدة، والبقاء على اطّلاع على أحدث ممارسات الخصوصيّة والأمان.