الدكتورة ديانا كريّم العثماني (*)


تبيِّن الإحصاءات بأن ثلثي حالات توقف الحمل تحصل قبل الشهر السادس للحمل، وأغلبيتها تتم مباشرة بعد الحمل، أي قبل موعد مجي‏ء العادة الشهرية، وهذا يسمى إجهاضاً غير مرئي أو ما قبل السريري. عادة تتم عملية الإجهاض بعد 4 أسابيع من توقف الحمل وتؤدي إلى هبوط نسبة الهرمونات ثم تليها مباشرة العلامات السريرية الأولى للإجهاض. إن الاسباب الرئيسية لحالات الإجهاض المبكّر هي اضطراب عدد الكروموزومات، الذي يعتبر حادثاً عرضياً وغير مؤثر في نجاح الحمل التالي للإجهاض.

* تعريف الإجهاض وأنواعه‏:
هو خروج الجنين ميتاً قبل موعد الولادة الطبيعية السليمة، إذاً هي المرحلة التي تمتد من مرحلة التزاوج وتلقيح بويضة المرأة حتى موعد الولادة. هناك صعوبة في تحديد موعد تلقيح البويضة بكل دقة، وإن كان هناك طرقٌ تساعدنا في ذلك كأخذ حرارة الجسم أو إجراء الصورة الصوتية التي تساعدنا في معرفة موعد نضوج البويضة. أما بالنسبة لتحديد موعد الحمل فإن إجراء فحص BHGG أو ما يسمى فحص الحمل بالدم باللغة الشائعة في اليوم الخامس والعشرين للدورة، أو إجراء صورة صوتية للجنين بين الأسبوع السادس والثامن للحمل تساعدنا في تبيان موعد الحمل بشكل دقيق.

هناك عدة أنواع من الإجهاض:
• الإجهاض الذي يتم آجلاً يعني الثلاثة أشهر والستة أشهر التالية للحمل.
• الإجهاض المتكرر، أي الإجهاض الذي يتكرر أكثر من ثلاث مرات.
نسبة الاجهاضات: هي 10% من حالات الحمل.

* الأسباب‏
1 - الأسباب التي تؤدي إلى الإجهاض المبكِّر قبل 9 أسابيع:
أ - التشوّه الكروموزومي 57% من الحالات.
ب - موت الجنين بدون سبب 20%.
ج - تشوّه في المشيمة والحبل السري 4%.
د - تشوه في الرحم وتوسع في عنق الرحم 4%.
هـ - تكتل دموي تحت المشيمة 4%.
و - توائم.
ز - المشيمة في مكانها غير الطبيعي.
ح - بعض الأسباب الأخرى عند الأم: إصابتها بأمراض مع ارتفاع في درجات الحرارة، تليفات والتصاقات في الرحم، إصابة الأم بأمراض مزمنة ضغط، سكري، التهابات في البول وبعض الحوادث عند الأم.

2- الأسباب التي تؤدي إلى الإجهاض المتأخر من 9 أسابيع حتى الشهر السادس:
أ - إضطرابات في نمو الجنين والمشيمة 5،45%.
ب -موت الجنين وتأخر نموّه 32%.
ج - تشوّه عند الجنين 5،7%.
د - التهابات المشيمة وفي الرحم والأغشية بكتيريا أو فيروس.
هـ - التوائم.

* كيفية الوقاية والتعامل مع هذه الأسباب‏
تواجه الأطباء الأخصائيين أحياناً صعوبة تحديد السبب المباشر المسؤول عن حدوث الاجهاض لأنه يمكن أن يكون هناك سبب واحد أو أسباب مجتمعة متعلقة بالأم والمشيمة والحبل السري.
كيف تؤثر هذه الأسباب وكيف نعالجها؟

1- التليّفات أو Myoues uterins: تمنع عادة من تعشيش الجنين بشكل جيد داخل الرحم، وتمنع من نمو شرايين الرحم والمشيمة خلال فترة الحمل، لذلك يجب استئصال هذه التليّفات قبل الحمل إن وجدت خاصة إذا كان موقعها مؤثراً على الحمل.

2 - الإلتصاقات داخل الرحم: تكون عادة موجودة داخل عنق الرحم ومعطوبة لوجود توسعات في عنق الرحم، فلذلك نلجأ أحياناً إلى اجراء ربط لعنق الرحم خلال الحمل.

3 - الأمراض المصطحبة لارتفاع في درجات الحرارة عند الأم: مثلاً: السفلس الهربس بعض الفطريات، وتكون أنسجة الجنين حسَّاسة بشكل كبير لهذه الأمراض لعدم قدرتها على المقاومة لهذه الالتهابات.

4 - الأمراض المزمنة عند الأم: كالسكري والضغط وانخفاض في إفراز هرمونات الغدة الدرقية والاضطرابات في الغدد فوق الكلوية والمبيض فكل هذه الأمراض يجب أن تعالج بشكل كامل خلال الحمل وقبل الحمل إذا اكتشفت مبكراً. هناك تأثير سي‏ء للأدوية التي تتناولها الأم بدون استشارة طبيبها خلال فترة حملها، أو الأدوية المضادة للسرطان مثلاً: لا يمكننا أن نتجاهل من بين الأسباب الموجودة عند الأم، تلك المتعلِّقة بالحالة النفسية للأم ومحيطها، فبقدر ما نؤمّن لها الأجواء النفسية الملائمة بقدر ما نضمن استمرارية الحمل بدون متاعب ومشاكل، تعتبر حوادث الطرقات مسؤولة عن الإجهاضات التي تتم بعد الثلاثة أشهر الأولى للحمل.

5 - الضعف في إفراز الهرمونات: إن النقص في إفراز هرمونات الأوستروجين والبروجستيرون يكون سبباً في عملية الإجهاض، فهنا نلجأ إلى العلاج بالتعويض الهرموني، كما أن هنالك حالات من بداية الحمل تصطحب لظهور كيس وظيفي على المبيض يكون مسؤولاً عن إمداد الحمل بالهرمونات اللازمة لاستمراريته، ويؤدي استئصاله إلى حدوث الإجهاض.

* العلاج‏
في حالات التهديد بالإجهاض، المترافقة عادة مع وجود نزيف رحمي أو أوجاع في البطن، يجب أن تزور الحامل طبيبتها لإجراء الفحوصات الهرمونية اللازمة والصورة الصوتية للجنين، وفي بعض الحالات يمكننا أن نعالج الأسباب المسؤولة عن هذه الحالة إذا وجدت إلتهابات أو أمراض مزمنة عند الأم الخ..، كما أنه تُعطى أحياناً مثبّتات الحمل إذا كان الحمل جيداً أما في حالات توقف الحمل فلا يجب أن تعطى مثل هذه العلاجات، كما أننا ننصح الحامل بالتخفيف من الجهد الجسدي ويعطى البعض الأدوية المضادة للتشنجات، ولكن ليس بالضرورة أن تؤدي جميع هذه الأدوية غرضها.
* في حالة الإجهاض المكتمل للجنين، يجب أن يبعث به إلى مختبر الأنسجة لدراسة الأسباب.
* في حالات الإجهاض غير المكتمل: يجب إجراء قحط رحمي للتخفيف من النزيف الرحمي والالتهابات والأوجاع.
* في حالة التعرض لثلاثة إجهاضات متكررة يجب أن نجري فحص للجينات يسمى Caryotype للزوجين.

(*) أخصائية أمراض وجراحة نسائية