على حدود بورما مع لاوس (آسيا) في المناطق الجبلية إذا قصدت تلك المناطق تستطيع ملاحظة نساء استطالت أعناقهن بشكل غريب، يطلق عليهن اسم النساء الزرافات، تضع المرأة منهن حول عنقها طوقاً لولبياً على شكل حلقات معدنية قد يبلغ ارتفاعه أحياناً إلى 30 سنتيمتراً فمن عادات هؤلاء القوم - 25000 نسمة - أن البنت إذا بلغت من العمر خمس سنوات فمن الواجب على أهلها أن يضعوا لها أول طوق، وتجري هذه العملية على يد (عرّاف) القرية الذي يقوم بذبح دجاجة لكي يستشير النجوم ويتحدَّد انسب الأوقات - على حد زعمه - لوضع أول طوق في عنق الفتاة فيقوم بتشكيل حلقات من النحاس يبلغ ارتفاعها 8 أو 9 سنتمرات يلفها حول عنقها فيتعطل رأس البنت عن الحركة وكذلك عضلات العنق، فتحمل الحلقات النحاسية الرأس بدلاً من فقرات العنق وعضلاته، وبعدها بسنتين يزيد العراف حلقة أخرى تصل إلى تحت الذقن، وتتكرر هذه العملية عدة مرات بعد سن البلوغ مما يجعل عضلات العنق تستطيل، ومع ازدياد حلقات الطوق ازداد احترام الفتاة، ولذلك تتبارى فتيات القرية في زيادة الحلقات، وعندما يبلغ الطوق أقصى عدد ممكن من الحلقات تضيف إليه الفتاة أطواقاً وسلاسل تتدلى على عنقها زيادة في المباهاة.
هذا إضافة إلى أطواق الساقين للدلالة على مدى ثراء الفتاة بكثرتها، وهكذا ترافقها هذه الأطواق حتى مماتها.

والويل للمرأة التي تخون زوجها فإنه - حسب أعرافهم - يذهب بها إلى العرّاف ليسترد شرفه فتعاقب أمام أهل القرية بنزع حلقات الطوق مما يعني لها الموت المحتم! فالرأس المستند إلى تلك الحلقات يصبح ثقيلاً على العنق الطويل الدقيق، فيهوي الرأس إلى أحد الجانبين مؤدياً إلى انكسار فقرات الرقبة ووفاة الفتاة، فإذا أراد شخص ثالث أن ينقذ المرأة عليه أن يسند رأسها حتى لا يميل أو يقع.

ويسبِّب الطوق النحاسيّ العديد من الأمراض في بلد يجمع مناخه بين الرطوبة والحرارة، إضافة إلى التعرق واحتكاك الجلد بالنحاس يسبب التهابات حادة، وتقوم النساء برش دقيق الأرز بين الرقبة وحلقات الطوق إضافة إلى بعض العقاقير والأعشاب التي يصفها لهنّ عرّاف القرية.