جمعية الهيئة الصحية الإسلامية
إن طبيعة مهنة الإنسان ونموذج حياته تفرض عليه نظاماً غذائياً معيناً، وبما أن سبل الحياة قد تغيرت آفاقها، وفرضت على الإنسان طبيعة عمل ونشاطات مختلفة تماماً عن أسلافه التي لم تكن مطلوبة منهم في السابق، وإذا نظرنا إلى أصناف الأعمال التي يمارسها الإنسان نرى أن كل طبيعة عمل تفرض مردوداً غذائياً معيناً.
إن الأشخاص الذين يقضون معظم أوقاتهم في غرفة قليلة الهواء أو التهوية،دون أن يتحركوا يحتاجون إل غذاء سهل الهضم ومنشط للجسم.
والغذاء الصالح لهؤلاء هو الخضار الطازجة والفواكه، فالماء الذي يحتويه الخس والسبانخ أو العنب أو البرتقال يسهل توازن الجسم ويساعد على طرح السموم، كما أن الألياف السيليولوزية الموجودة في هذه الأغذية تحرض الأمعاء على الإفراغ.
فالخضار والفواكه تزود الجسم بمزيج من الأملاح المعدنية المفيدة كالكالسيوم والفوسفور والكبريت والبوتاسيم وغيرها، وتحتوي أيضاً عى قليل من الصوديوم لتساعد على طرح البول وتجنب المسنة والترهل.
فالجلوس الطويل والسكون وعدم الحركة تؤدي إلى تخلل في فقرات الظهر ويسبب ويسبب ضعف الكالسيوم في العظام، وإن الأغذية التي تحتوي على الفيتامينات والكالسيوم هي خير مساعد على تعويض النقص.
فهناك بعض المهن تتطلب بالإضافة إلى ركود الجسم وقلة الحركة، جهداً دماغياً كبيراً، كما هو الحال لدى الأشخاص، الذين يمارسون عملاً فكرياً، فهؤلاء الناس يحتاجون إلى أغذية إضافية تثير المراكز الفكرية في الدماغ على العمل، بما أن العمل الفكري يبدد كثيراً من الأملاح المعدنية، وبشكل خاص المواد الفوسفورية والكلسية لذا يتوجب على الذين يعملون بأدمغتهم أن يعوضوا ما يفقدهم عملهم من هذه المواد، وهنا يبرز لنا الحليب مصدراً مممتازاً لتعويض الكالسيوم والفوسفور، وأيضاً مشتقات الحليب كالأجبان والألبان.
ومن المأكولات الغنية بالفوسفور والكالسيوم نذكر منها: صفار البيض ورحيق القمح والبندق واللوز والأسماك وأيضاً مغلي اللحم الغني بحامض الغلوماتيك الذي يطلق عليه اسم (منشط الذكاء) وخلافاً لما هو شائع أن المنبهات كالقهوة والشاي تفقر المواد العضوية الدماغية.
أما الذين يعملون بأعصابهم (أي طبيعة العمل المشنجة) فيحتاجون إلى المهدئات التي تقلل من توتر الأعصاب وتشنجها بقدرة تساعدها على تحمل الإثارة والتوتر، فلهؤلاء الناس وجبة العشاء هي أهم وجباتهم، فالأفضل أن تحتوي الوجبة على طبق من حساء الخضار الكثيف وطبق من الخضار الطازجة الخضراء يتبعها قطعة من الجبن ونوع واحد من الفاكهة ويجب الإقلال من اللحوم لأنها تزيد حموضة الدم، ولا بأس في تناول قليل من الخس والجزر أو البطاطا فجميعها مهدئة للأعصاب.
أما الذين يعملون بالأشغال الشاقة ذات المجهود العضلي فيحتاجون إلى مقدار عالٍ من الطاقة الحرارية، فمعدل الوسط للإنسان العادي من الطاقة الحرارية ما بين 2500 إلى 3000 أما في حال المجهود الجسدي والعضلي تصل مقدار الحاجة إلى الطاقة الحرارية بين 3500 إلى 6000 وحدة، ومن الطبيعي أن مثل هذه الطاقة الحرارية لا يمكن الحصول عليها إلا عن طريق المواد السكرية والدهنية.
ولا بد لمن يعملون في نطاق المجهود العضلي أن يحافظوا على التوازن الضروري لأجسامهم وتزويدها بالحراريات اللازمة لمواجهة الجهد المفرط الذي يبذلونه، ولتحقيق هذه الغاية يوجد قائمة تحتوي على الأغذية الضرورية ذات القدرة الحرارية العالية، كالخبز والحبوب واللحوم والزيت والأجبان والزبدة بالإضافة إلى بعض المواد ذات الكمية الحرارية العالية كالتمر والمكسرات والتين اليابس (المجفف) ولا ننسى الماء الذي يحتاجه الإنسان للمحافظة على توازن الأنسجة.