نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

الجبهة والجهاد الأكبر: حفظ الحقوق المالية

الجهاد ليس عملاً، بل مسؤولية. أن يكون الإنسان مجاهداً يعني أن يكون حامياً للولاية والإسلام وجندياً لإمام الزمان عليه السلام، ويجب عليه أن ينتبه لحق الناس ويحرص عليه، وأن يكون حرصه على السلاح، والسيارة وأي وسيلة أخرى تعطى له ويحافظ على أموال بيت المال خصوصاً في الجبهة بصورة جيدة. أموال بيت المال. كالأفعى السامة المهلكة. إذا غفلتم عنها أهلكتكم ورمتكم في جهنم.

* تقسيمات الذنوب:
الذنوب على قسمين:
1- الذنوب التي ترتبط بحق الله.
2- الذنوب التي ترتبط بحق الناس.

* حق الناس
لهذا الحق أهمية خاصة، وهو مهم لدرجة أن الله أقسم به وقال: "بعزتي وجلالي، يمكن أن أتجاوز عن حقي يوم القيامة، ولكن لن أتجاوز عن حق الناس". يؤاخذ الإنسان يوم القيامة على حق الناس بشدة ودقة، فلا يسمح له حتى بمقدار رأس إبرة، ومنه رأي الفقهاء المتعارف، لو صلى المرء بلباس فيه خيط مغصوب لبطلت صلاته، وحتى أنه تبطل الصلاة بلباس فيه زر مغصوب. عن أمين المؤمنين عليه السلام أنه قال: "والله لو أعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها على أن أعصي الله في نملة أسلبها جلب شعيرة ما فعلته". يعلمنا هذا الكلام أن غصب حق الناس ولو كان بمقدار جلب شعيرة يوجب الخسران، ولو عوض الإنسان كل الدنيا بدل ذلك فلن يكون ذلك له عوضاً.

* أوامر أمير المؤمنين عليه السلام لولاته
كتب أمير المؤمنين عليه السلام لولاته:
"ادقّوا أقلامكم وقاربوا بين سطوركم واحذفوا عني فضولكم واقصدوا قصد المعاني وإياكم والإكثار فإن أموال المسلمين لا تحتمل الإضرار". هذه الأوامر والأحكام تشملكم جميعاً يا مسؤولي ومديري الجمهورية الإسلامية، انتبهوا إلى كلام إمام المسلمين وهو يقول: لا حق لكم أن تستهلكوا ولو قليلاً أكثر من حاجتكم للورق.

 * حياة سلمان
كان سلمان ولياً على المدائن، يقول الراوي عند وفاته كنت بقربه، وكان يبكي، فسألته: لماذا تبكي، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: في يوم القيامة صعاب لا يصبر عنها إلا المتخففون، يقول الراوي: نظرت حولي لأرى ما الذي لديه يُثقله ويخاف منه، فوجدت أن كل أملاكه هي عبارة عن جلد نعجة يستخدمها فراش نومه، قلم ودواة لكتابة توصياته. قنديل صغير، وكان البيت الذي يعيش فيه عبارة عن دكان، يعمل بها، وينام ليلاً ولم تكن ملكه بل كانت مستأجرة!! تعجبت للأمر أكان سلمان بالرم من قلة أملاكه يعتبر نفسه ثقيل الحمل، ولهذا كان يخاف يوم القيامة، يقول سلمان: أخاف أن يسألوني: يا ولي المدائن ماذا كنت تفعل بأموال الناس وأموال بيت المال؟ كان سلمان الفارسي رحمه الله يبكي حين وفاته ويقول: "أنا ثقيل الحمل بالرغم من كل خدماته للإسلام وبالرغم من زهده وتواضعه وتقواه وشدة حرصه وحياته المتواضعة"! علينا جميعاً أن نحسن الحفاظ على أموال بيت المال في كل الإدارات والوحدات وخصوصاً في الجبهات.

أيها الأعزاء لا تستهينوا بأموال بيت المال. المسؤولية على عاتقكم كبيرة. ستسألون يوم القيامة وستحاسبون على كل شي‏ء، ولا مجال لأن يترك حق الناس. لو أطلقتم رصاصة عبثاً، أو استخدمتم سيارة بيت المال بدون حق وسرتم بها بسرعة. فستتحملوا المسؤولية أمام كل المسلمين ودماء الشهداء.

* تضييع حق الناس وآثاره السيئة

إذا ضيعنا حق الناس يسبب لنا ذلك الخسران في الدنيا والآخرة وجهنم فقط، بل سيترك آثاره السيئة على أنبائنا. الذين يخشون عاقبة السوء لأبنائهم عليهم أن ينتبهوا أن حق الناس على عاتقهم، عليهم أن لا يشهدوا شهادة الزور، أن لا يظلموا، وأن يتقوا. ﴿وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافاً خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولاً سديداً. أيها الأعزاء المجاهدون إذا لم تحفظوا أموال المقاومة وخصوصاً في الجبهة، وإذا ضُيع حق الناس، فلن تكون الآثار السيئة شاملة لحال المضيع فقد بل وستشمل الجبهة والعمل والحرب، يعني أنه يحترق اليابس والأخضر معاً!! انتبهوا لذلك وكونوا يقظين!!!

قصة عن أمير المؤمنين عليه السلام

ذات يوم كان أمير المؤمنين عليه السلام يراجع الموجودات في خزنة بيت المال فافتقد حلية لم يجدها فمسألة الخازن "محمد بن رافع" عنها، فقال: أخذتها زينب عليها السلام عارية وتكلفت بضمانها إذا أصابها شي‏ء، أرسل الأمير عليه السلام خلف زينب عليها السلام وعندما جاءت سألها: "لماذا فعلت ذلك يا بنت فاطمة؟!" فقالت سلام الله عليها: أبي أخذتها عارية، فقال الإمام: أنا لا أقبل أن تستفيد ابنتي من بيت المال حتى ولو كانت عارية مضمونة.
الجندي، الذي يقدم كل وجوده فداءً لأمير المؤمنين عليه السلام، فيذهب إلى الجبهة، ويقدم روحه في سبيله، يجب عليه أن يقتدي بإمامه في المحافظة على حقوق الناس وعلى بيت المال.

* الخمس‏
يقول القرآن في حق الذي لا يدفع خمس ماله: ﴿إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون في بطونهم ناراً وسيصلون سعيراً. يقول الإمام الصادق عليه السلام "نحن أحد مصاديق اليتامى"، يعني أن سهم الإمام لإمام الزمان عليه السلام والسادات، والذي لا يخمس فإنه لا يعطيهم حقهم، وسيأكل النار. يقول الفقهاء العظام في كتبهم الفقهية: إذا لم يخمس المرء، ولم يدفع الزكاة، ولم يعتن بالواجبات المالية، فإنه يكون بذلك قد ظلم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته. وإذا قرأ في زيارة عاشوراء: للهم العن أول ظالم ظلم حق محمد وآل محمد وآخر تابع له على ذلك" يكون في الواقع قد ظلم نفسه. إذا كان أحدهم مديوناً بمقدار درهم واحد من الخمس، فسيطلب كل السادة حقهم منه يوم القيامة. وإذا كان مديوناً بدرهم واحد زكاة، يكون قد ضيع حق كل المساكين. احذروا يوم القيامة حيث لا يمكن لأحد أن يفي دينه، فيؤخذ منه عوض كل درهم ثواب أربعين صلاة.
 

*التقصير في حفظ بيت المال
إذا ما قصر أحد المجاهدين في عمله أو في الجبهة في حفظ بيت المال، فقتل فلن يكون شهيداً وسيأخذ الناس حقهم منه يوم القيامة. سيسأله الله... لماذا صرفت عشرة توامين إسرافاً، أو لماذا أطلقت النار دون حاجة!. إذا كان لديك لباسك، وأخذت لباساً آخر أو أسرفت فيجب أن تدفع ثمن ذلك يوم القيامة، ولا عذاب يومذاك أشد من ألم الندم. هناك ترى أصدقاءك يدخلون الجنة أفواجاً ولكن تمنع عن ذلك لأن حق الناس لا يزال على عاتقك ولأنك قصرت في حفظ بيت المال.

* الإمام علي عليه السلام وبيت المال
عندما صار أمير المؤمنين عليه السلام خليفة قال: "بما أني صرت حاكماً فسأستعيد مال الناس وأعيده إليهم ولو كان في أرحام نسائكم". كان أمير المؤمنين عليه السلام يضي‏ء شمعة ليرى أثناء حساب أموال بيت المال وبمجرد انتهائه من ذلك كان يطفئها. وكان يحفظ طعامه المكون من خبز يابس في كيس مغلق حتى لا يوضع الدهن عليه، وكان يحضر قمح خبره من الأرض التي كان يتولى زراعتها بنفسه. كان عليه السلام يرتعد من برد الشتاء القارس، دون أن يستعمل ما في بيت المال من لباس فكان البعض يقول له: ألم تصلك مجموعة ألبسة لبيت المال؟ فكان يقول: لا أرغب باستعمال ألبسة بيت المال ولو كانت كثيرة. طبعاً لا نقصد أن تكونوا كأمير المؤمنين عليه السلام فلن تتمكنوا من ذلك. بل كونوا متقين، كونوا أتباعاً صادقين له. وكما يقول عليه السلام ما معناه: لستم قادرين على ذلك ولكن أعينوني بورع وتقوى.
 

*وصية أمير المؤمنين لأحد ولاته
"وما ظننت أنك تجيب إلى طعام قوم عائلهم مجفو وغنيهم مدعو. فانظر إلى ما تقضمه من هذا المقضم. فما اشتبه عليك فالفظه، وما أيقنت بطيب وجوهه، فنل منه.
إلا وإن لكل مأموم إماماً يقتدي به ويستضي‏ء بنور علمه، ألا وإن إمامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه، ومن طعامه بقرصيه...
".
يا مجاهدي جبهة الحق، الإمام علي عليه السلام مقتداكم، لم يأكل من حلال الله، فابتعدوا عن حرامه، لم يكن علي عليه السلام يحمل نفسه الحلال ولا يلبس لباس الحلال، فلا تأكلوا الحرام ولا ترتدوا اللباس الحرام. اهتموا بحفظ بيت المال، ولا تحملوا أنفسكم الحرام بالاختلاف على الطعام، اللباس، المهمات و... لا تختلفوا في الجبهة، فالويل للجبهة التي يكون فيها هكذا اختلاف.
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع