مع الإمام الخامنئي | لا تنبهروا بقوّة العدوّ* نور روح الله | لو اجتمع المسلمون في وجه الصهاينة* كيف تكون البيعة للإمام عند ظهـوره؟* أخلاقنا | كونوا مع الصادقين* الشهيد على طريق القدس عبّاس حسين ضاهر تسابيح جراح | إصابتان لن تكسرا إرادتي(1) على طريق القدس | «اقرأ وتصدّق» مشهد المعصومة عليها السلام قلبُ قـمّ النابض مجتمع | حقيبتي أثقل منّي صحة وحياة | لكي لا يرعبهم جدار الصوت

لتكون الصلاة معراجاً


"تقرير عن جمعية المعراج لإقامة الصلاة"


لمّا كانت الصلاة عمود الدين، ومنهاج الأنبياء ومعراج المؤمن، كان من الواجب الحفاظ عليها وعدم التهاون بها. ولكن مع ملاحظة استخفاف الناس بها وتكاسلهم في أدائها لأسباب مختلفة، كان لا بدّ من الوقوف عند هذه الكارثة التي نخرت مجتمعنا الإسلاميّ، فكانت جمعيّة "المعراج" السبّاقة في إدراك الأمر ومعالجته من خلال نشاطاتها المثمرة، والتي عملت على تصويب الاعوجاج في المجتمع، وخاصةً مجتمع الشباب.


* الصلاة توصية وأولويّة السيّد القائد
أولى سماحة الإمام القائد السيّد عليّ الخامنئي دام ظله موضوع الصلاة أهميّة كبيرة؛ برزت في خطاباته في المؤتمرات العامّة والخاصّة، حتّى إنّه أطلق على أحد الأعوام السابقة "عام الصلاة".

وفي الإطار عينه دعا الإمام دام ظله في رسالة وجّهها إلى المؤتمر العام الثاني والعشرين للصلاة، المفكّرين وأصحاب وسائل الإعلام إلى أداء مسؤوليّتهم في الترويج للصلاة، من خلال تناول القضيّة بصورة جذّابة وفنيّة، من شأنها معالجة نقاط الضعف وتغطية النّقص في عدد المساجد في المدن والقرى..، وكذلك رعاية أوقات الصلاة في الرحلات الطويلة والاهتمام اللائق بمسألة الصلاة في الكتب الدراسيّة.

وانطلاقاً من هذه الدعوات انبثق العديد من الأنشطة والجمعيّات التي تُعنى بالصلاة، وكان منها جمعيّة "المعراج لإقامة الصلاة" في لبنان التي أخذت على عاتقها وضع العبد بين يدي الله، وتمتين حبال الوصال بينهما.

* جمعية "المعراج"
تأسّست جمعية "المعراج" كجمعيّة ثقافيّة وتربويّة في العام 2008م. ورسمت أهدافاً منذ البداية تلخّصت بالدعوة إلى إقامة الصلاة، ونشر معانيها ومفاهيمها وأحكامها وأهدافها، وتعليمها للأجيال الناشئة بالشكل الصحيح، والمساهمة في رفع نسبة ارتياد المصلّين المساجد. ولتحقيق أهدافها "أجرت دراسة على حوالي 2000 شخص من فئة الشباب تتراوح أعمارهم بين (20 و45 سنة) من مختلف المناطق، أوضحت نتائجها علاقة الناس بالصلاة، إنْ من جهة أدائها في أوّل وقتها أو الحضور في صلاة الجماعة أو المواظبة على صلاة الصبح، بالإضافة إلى معرفة مدى إدراك الناس لهدف الصلاة، كما استخلصت الأمور التي تحتاج إلى المعالجة". وبناءً على ذلك حدّدت الجمعيّة مسارات وبرامج مختلفة لإحياء الصلاة، منها:
أ- إقامة مؤتمرات وندوات وورش حول الصلاة وأهميّة إحيائها وكيفيّة تعليمها للأبناء بطريقة جذّابة.

ب- إصدار كتيّبات ومنشورات وأقراص مُدمجة عن تعليم الصلاة ومعارفها، نذكر منها:

1- إصدار كتاب "كيف أصلّي؟" الخاصّ بالفتية والفتيات. وقد صدر بخمس لغات، منها: العربيّة، الإنكليزيّة. وكتاب "من أعماق الصلاة" لسماحة الإمام الخامنئي دام ظله يبيّن الأبعاد العميقة لمفهوم الصلاة والغرض من إقامتها.

2- إنتاج أقراص مدمجة CD وDVD تتناول تعليم الصلاة ومعارفها.

3- إعداد بوسترات وبطاقات ملخّصة عن الوضوء، الصلاة، التيمّم، أحكام الشكّ، صلاة الآيات، "رواية حمّاد"، وغيرها... إضافة إلى طباعة بطاقات جَيب تبيّن بعض الصلوات المستحبّة.

4- إعداد بروشيرات تبين أهميّة الصلاة في أوّل وقتها، منها: "صلاتي نجاتي" للأطفال، "الصلاة معراج المؤمن" للشباب والكبار، و"الأربعون صباحاً".

5- إصدار أعمال فنيّة سمعيّة وبصريّة تتمحور حول معاني الصلاة والحثّ على إقامتها، منها: فلاشات وأناشيد...

6- محاولة تسهيل إقامة الصلاة وذلك عبر تجهيز مصلَّيات بشكل كامل أو بشكل جزئيّ.

7- إصدار ألعاب ترفيهيّة - تعليميّة حول الصلاة وأحكامها - إصدار برامج إعلاميّة (إذاعيّة - تلفزيونيّة)، وافتتاح عدد كبير من المصلّيات في كليّات مختلفة.

8- إقامة مسابقات دينيّة وأدبيّة حول الصلاة، من أبرزها مسابقة "أريج الصلاة".

9- إطلاق موقع فعّال للجمعيّة على شبكة الإنترنت.

* المشوار طويل وبعض الأهداف تحقّق
للوقوف أكثر عند أعمال الجمعيّة وأهدافها ومدى نجاحاتها كان لنا وقفة مع مدير عام "جمعيّة المعراج لإقامة الصلاة"، الشيخ ناجي حمادي، شرح فيها مضامين الأنشطة المتنوّعة التي تقيمها الجمعيّة وحصَرَها باتّجاهين "الأوّل: تعليم الصلاة وأحكامها الابتلائيّة ومقدّماتها بشتّى الأساليب والطرق. والثاني: التحفيز الذاتيّ للاهتمام بالصلاة والمحافظة عليها، وإقامتها في أوّل وقتها بحضور قلب في المسجد جماعة بوسائل وأساليب متعدّدة تحمل مادة معرفيّة ثقافيّة تخاطب العقل والقلب".

تحدّث الشيخ حمادي عن مشوار الجمعيّة الطويل الرامي إلى تحقيق أهدافها، واضعاً بين أيدينا أمثلة وأرقاماً تبيّن ذلك: "قطعنا مسافة مهمّة للوصول إلى غاياتنا، إنْ كان على مستوى إقامة ورش تعليم الصلاة لمختلف الأعمار في المناطق اللبنانيّة شارك فيها الآلاف. كما أجرينا مسابقات كتبيّة عديدة، منها مسابقة "أريج الصلاة" وظهر ذلك من عدد الحضور في احتفالات التكريم، ومن عدد المشاركين الذي تزايد مع توالي الأعوام ليصل إلى 18500 فرد. وتجدر الإشارة إلى أنّ احتفالات التكريم كانت موزّعة على كافة المناطق اللبنانيّة من الضاحية إلى بعلبك والهرمل، والنبطيّة وبنت جبيل، وكانت تقام برعاية بلديّات المناطق".

* أنشطة حول الصلاة
من الأعمال التي تبيّن نجاحات الجمعية في تحقيق أهدافها "طلب العديد من المؤسّسات التربويّة، والمدارس، والثانويّات والجامعات، تجهيز مصلّيات، وقد وفّقنا بحمد الله لتجهيز 24 مصلى تجهيزاً كاملاً. أضف إلى ذلك، لبّت الجمعية طلبات بعض المدارس حول برامج ومواد إعلاميّة وثقافيّة لإقامة أنشطة حول الصلاة تستهدف طلابها. ونشير هنا إلى أنّنا أقمنا أربع مسابقات في كتاب "من أعماق الصلاة" لطلاب جامعيّين وثانويّين شارك فيها آلاف الطلاب والطالبات.

أمّا في المساحة الإعلامية فقد أنتجنا 31 فلاشاً مرئياً وفيلمين قصيرَين، ونشيدَين مصوَّرين حول الصلاة. وقد زوّدنا العشرات من المؤسسات الإعلاميّة والفضائيّات في لبنان وخارجه بهذه الإنتاجات. وفي الساحة الفنيّة أقمْنا عرضاً مسرحيّاً افتتاحياً لاقى حضوراً لافتاً".

* الفنّ الملتزم وسيلة ناجحة ومؤثّرة
وعن حجم التفاعل بين الناس والجمعيّة يرى الشيخ ناجي أنّ ذلك يظهر بوضوح من خلال عدد الزيارات التي تسجّل لموقع الجمعيّة الإلكترونيّ (www.assalat.org)، ووسائل التواصل الاجتماعيّ ورسائل البريد الإلكترونيّ التي ترِدنا من الشرق والغرب. كذلك "لاحظنا التفاعل من خلال الحضور الجماهيريّ الحاشد في النشاط الافتتاحي للعرض المسرحيّ الذي أقمناه بالتعاون مع جمعيّة رسالات. كان الحضور يُقارب 850 مشاهداً، ونعمل على إجراء عروضات في مختلف المناطق اللبنانيّة".

وبشأن الخطوات المستقبليّة، يقول الشيخ ناجي حمادي: "نرجو الله سبحانه وتعالى التوفيق في إنجاز أعمالنا، من تفعيل الاهتمام بعالم المسرح والفن الملتزم والاستفادة منه كأسلوب فنّيّ هادف لمزيد من ترسيخ شعيرة الصلاة وقيَمها في سلوك أفراد بيئتنا المؤمنة، كذلك إعداد تطبيقات إلكترونيّة حول موضوع الصلاة وشؤونها لتحقيق أوسع استفادة، وخاصةً لجيل الشباب العزيز".

وأخيراً، بدورنا نسأل الله أن يأخذ بيد الجمعيّة نحو النجاحات لما في ذلك من رضىً لله تعالى، وتقف الجمعيّة بأفرادها، حسب تعبير الشيخ ناجي، "أمام هدف كبير ومسؤوليّة جسيمة يتطلّبان المزيد من الإمكانات الماديّة والموارد البشريّة والتطوير الإداري للسير أسرع وبخطىً ثابتة نحو تحقيق الأهداف ورفع الموانع، لتفعيل إقامة هذه الشعيرة الإلهيّة عبر برامج هادفة متقنة".

تحقيق: زهراء عودي شكر
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع