نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

قصة: في مجلس الخليفة



كان الخليفة المتوكل يحذر الإمام الهادي عليه السلام ويخاف من التفاف الناس حوله وإطاعتهم له، وكان الوشاة المحيطة بالمتوكل لا يترددون عن القول أن الإمام الهادي يسعى للإطاحة بحكم المتوكل ولا يستبعدون أن يوجد في دار الإمام أدلة ومستمسكات تشير إلى ذلك، كأن يكون بيته مذخراً للأسلحة، ما دعا المتوكل أن يرسل رجاله في ليلة من الليالي التي خيّم فيها السكون على البلدة وسلّط النوم كابوسه على الأبصار، لتفتيش بيت الإمام وإحضار الإمام عليه السلام إلى مجلس الخليفة الذي كان ثملاً آنذاك، يناجي غوانيه وندماءه.

عندما دخل رجال المتوكل على الإمام عليه السلام وجدوه مشغولاً بالعبادة لا يلهيه عن ذكر الله لاهٍ. ولما فتشوا زوايا الدار لم يجدوا مرادهم فاكتفوا بأن أخذوا الإمام معهم وأحضروه إلى المتوكل.
كان المتوكل سكراناً عندما دخل الإمام عليه، فأمر زبانيته أن يجلسوا الإمام إلى جانبه، فلمّا جلس الإمام عليه السلام قدّم المتوكل له خمراً فامتنع الإمام عن شربه معتذراً. فقبل المتوكل اعتذاره على أن يسمع الحاضرين شعراً غزلياً، فاعتذر الإمام مرة أخرى، إلا أن المتوكل لم يقبل عذره هذه المرة، فشرع الإمام عليه السلام ينشد هذه الأبيات:

باتوا على قلل الأجيال تحرسهم

غلب الرجال فلم تنفعهم القلل

واستنزلوا بعد عز عن معاقلهم

وأسكنوا حفراً يا بئس ما نزلوا

ناداهم صارخ من بعد ما دفنوا

أين الأساور والتيجان والحلل

فأفصح القبر عنهم حين ساءلهم

تلك الوجوه عليها الدود ينتقل

قد طال ما أكلوا دهراً وما شربوا

فأصبحوا بعد ذاك الأكل قد أكلوا


ولما أنشد الإمام عليه السلام هذه الأبيات، صحا المتوكل من سكره وتقاطرت دموعه على خديه وطلب من الإمام العفو والصفح.
وهكذا انفض مجلس الخليفة، وهكذا استطاع نور الحق أن يبزغ بالحقيقة فيزيل ضباب الباطل.

 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع