أذكار | أذكار لطلب الرزق مع الإمام الخامنئي | سيّدة قمّ المقدّسة نور روح الله | الجهاد مذهب التشيّع‏* كيـف تولّى المهديّ عجل الله تعالى فرجه الإمامة صغيراً؟* أخلاقنا | الصلاة: ميعاد الذاكرين* مفاتيح الحياة | التسوّل طوق المذلَّة* الإمام الصادق عليه السلام يُبطل كيد الملحدين تسابيح جراح | بجراحي واسيتُ الأكبر عليه السلام  تربية | أطفال الحرب: صدمات وعلاج اعرف عدوك | ظاهرة الانتحار في الجيش الأميركيّ

أول الكلام‏


ها نحن أمام قضية لطالما تشكل في أهميتها الكثير من ناحية المسؤولية والحساب ألا وهي قضية الشباب. هذا الموضوع الذي أولاه الإسلام أهمية بالغة ورعاية خاصة وتعامل معه بالصورة التي تلحظ كل الخصوصيات التي تحيط بالشباب وبوجودهم سواء على مستوى التفكير أو القابلية التي يملكها أو على صعيد غيرها من الخصوصيات التي تضع الشاب أمام انفعالاته وتأثره بالظروف التي يصنعها المجتمع فقد ورد عن أهل بيت العصمة "إنما قلب الحدث كالأرض الخالية ما ألقي فيها من شي‏ء إلا قبلته".

هذه المسؤولية العظيمة والخطيرة تتوزع باتجاهين:
الاتجاه الأول: المسؤولية الخاصة بالشباب أنفسهم والملقاة على عاتقهم لحفظ هذه النعمة والفضل الإلهي فقد ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام "شيئان لا يعرف فضلهما إلا من فقدها، الشباب والعافية" حيث تتأكد المسؤولية هنا من ناحية الشعور بهذا الفضل والمحافظة عليه وأخذ الخيارات والتوجهات التي تقع في خدمة هذا الفضل الإلهي من خلال طاعة اللّه والابتعاد عن معاصيه. وإلا فإن مرحلة الشباب التي تعد نعمة وفضلاً للإنسان قد تتحول إلى وبال ونقمة ينزلق الإنسان من خلالها في ميادين التيه والضلال.

الاتجاه الثاني: المسؤولية الخاصة التي لها علاقة بالمجتمع الذي يصنع الظروف ويهيى‏ء المقدمات التي لها علاقة بالشباب، فإن هذا المجتمع وبحسب شرائحه سواء على مستوى الأسرة ومن خلال مسؤولية الآباء والأمهات أو على مستوى القيمين من خلال المؤسسات الثقافية والاجتماعية والإعلامية وكل بحسب إمكانياته مطالبين بإعداد كل المقدمات التي تساهم في صناعة الظروف السليمة للبيئة الشبابية حيث تساعدهم وتأخذ بأيديهم نحو بر الهداية والأمان، هذه المسؤولية تتأكد يوماً بعد يوم وخاصة أن الشباب لن ينتظر أحداً، بل إنه سيمضي بالركب الذي يشعر أنه يواكبه وعلى هذا فإن هذه القضية تفرض نفسها بقوة وخاصة في هذا العصر الذي يجد من خلاله الشاب نفسه أمام العديد من الخيارات السريعة والمتعددة التي تسمح له باتخاذ القرار السريع في زمن بلغت فيه الأمور درجة يستطيع معها الإنسان أن يشاهد العالم بأكمله من خلال جلوسه للحظة أمام ما توصلت إليه الابتكارات الحديثة وخاصة وسائل الاتصال...

من هنا فإننا مطالبون جميعاً من خلال الطرق والأساليب المتعددة بوضع البرامج العملية التي تساهم في صقل شخصية الشاب على مستوى فكره وسلوكه وإعداده بشكل يتلاءم مع هذه المسؤولية العظيمة.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع