نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

مصباح الولاية: عوامل فساد المجتمعات


إن لفساد المجتمعات وأهلها عوامل كثيرة وأسباباً جمّة، منها ما هو كامن في أبناء المجتمع جميعهم أو أغلبهم ومنها ما هو راجعٌ إلى طائفة من طوائفه تملك من التأثير، ما لا يملكه غيرها. وأخيراً ما يكون منها راجعاً إلى فساد وطغيان فرد مخصوص بعينه، له المؤثرية في سريان الفساد منه إلى كافة طبقات المجتمع، فماذا عن هذا الموضوع؟ هذا ما سنعرض للكلام عنه في هذا العدد.


1: المعصية:
للمعصية دور كبير في فساد المجتمعات، وتأثير خطير في تداعي أسسها وانهيار بناها، خصوصاً في حال الجهر والتجاهر بها علانية أمام الناس، والتعاطي معها بشكل سوي كأية حالة طبيعية في المجتمع، دون الإنكار لها، أو النهوض لمنعها أو الحدِّ منها. فقد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وآله إنه قال:
"إن المعصية إذا عمل بها العبد سراً لم تضر إلا عاملها، وإذا عمل بها علانية ولم يغير عليه أضرَّ بالعامة". وقال في موضع آخر:
"إن الله لا يعذب العامة بعمل الخاصة، حتى يروا المنكر بين ظهرانيهم، وهم قادرون على أن ينكروه، فإذا فعلوا ذلك عذب الله الخاصة والعامة".


2: الاختلاف (بمعنى التشتت والانقسام):
لا يخفى على أحد ما للاختلاف وعدم التوحد في الآراء والاتجاهات. من تأثير على فساد الأمة وتشتتها وانقسامها إلى طوائف متفرقة لا تعرف معنى للإلفة والوحدة والمحبة، وهذا ما أشار إليه الرسول صلى الله عليه وآله حين قال:
"ما اختلفت أمة بعد نبيها إلا ظهر أهل باطلها على أهل حقها".

3: الاستواء:
بمعنى أن يكون جميع أفراد المجتمع متساويين في القدرات والقابليات والفاعلية في كل شيء (كان يكونوا جميعهم فلاسفة أو جميعهم نجارين، دون النظر إلى الحاجات والمهن الأخرى التي يتطلبها المجتمع والتي يكون بها قوامه) مما يؤثر سلباً في تعاطي الناس بإيجابية مع بعضهم، وفي تسخير بعضهم للبعض الآخر، فينتفي بذلك النظام، ويسود التشرذم والفساد.
وقد جاء عن أمير المؤمنين عليه السلام قوله: "لا يزال الناس بخير ما تفاوتوا فإذا استووا هلكوا".

5: فساد الخاصة:
فقد جاء في هذا الشأن عن أمير المؤمنين عليه السلام قوله:
"قوام الدنيا بأربعة: بعالم مستعمل لعلمه، وبفني باذل لمعروفه، وبجاهل لا يتكبر أن يتعلم، وبفقير لا يبيع آخرته بدنيا غيره. وإذا عطل العالم علمه، وأمسك الغني معروفه، وتكبر الجاهل أن يتعلم، وباع الفقير آخرته بدنيا غيره، فعليهم الثبور".

6: ملك الأراذل:
بما أن الناس غالباً على دين ملكوتهم، فقد وجب أن يحكم البشر ذوو الإيمان والتقى والصلاح والعدل، وذلك حتى ينعم الرعية في ظلهم بالأمن والأمان، وحتى يسيروا بهم في مدارج الكمال، ويوصلوهم إلى أقصى غايات السعادة، لا إلى أسفل دركات الشقاء والانحطاط فيما لو كانوا فاسدين ومفسدين. وهذا ما أشار إليه سيد الموحدين عليه السلام في قوله: "إذا ملك الأراذل هلك الأفاضل"، وقوله:
"إذا استولى اللئام اضطهد الكرام" وما أشار إليه رسول الإنسانية محمد صلى الله عليه وآله في قوله:
"صنفان من أمتي إذا صلحا صلحت أمتي، وإذا فسدا فسدت أمتي. قيل يا رسول الله ومن هما؟ قال" الفقهاء والأمراء".

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع