مع إمام زماننا| مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين آخر الكلام | الضيفُ السعيد الافتتاحية| الأمـومـــة... العمل الأرقى  الشيخ البهائيّ مهندسٌ مبدعٌ في العبادةِ... جمالٌ مع الخامنئي | نحو مجتمع قرآنيّ* اثنا عشر خليفة آخرهم المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف*

وصايا العلماء: رشحاتٌ من فيض لا ينقطع

آية الله الشيخ محمد تقي بهجت قدس سره


* الطريق الوحيد لتحصيل سعادة الدنيا والآخرة
علينا أن نعلم صغاراً وكباراً بأن الطريق الوحيد لتحصيل سعادة ا لدنيا والآخرة، هو العبودية للّه عزّ وجلّ. وهي تتحقّق بترك المعصية في العقيدة والعمل. لئن عملنا بما نعلمه، وتوقفنا واحتطنا فيما لا نعلمه، إلى أن نحصِّل العلم به، فلن نكون في معرض الندم والخسران أبداً. ولئن تحقّق هذا العزم في العبد بشكل ثابت وراسخ، فسيكون اللّه تعالى أولى بتوفيقه وإعانته.

* ترك المعصية
ليس هناك ذكر أرقى من "الذكر العملي"، ولا ذكر عملياً أرقى من "ترك المعصية في الأمور الاعتقادية والعملية". والظاهر أن ترك المعصية بقول مطلق لا يتمّ من دون "المراقبة الدائمة".

* من يتيقّن ويعتقد بالخالق والمخلوق
إنّ مَنْ يتيقّن ويعتقد بالخالق والمخلوق، ويرتبط ويعتقد بجميع الأنبياء والأوصياء صلوات اللّه عليهم، ولديه توسل اعتقادي وعملي بهم، وينبعث في حركاته وسكناته وفق توجيهاتهم، ويخلي قلبه في العبادات عمّا سوى اللّه ، ويأتي بالصلاة والتي هي الأساس، وكل شيء تابع لها - فارغ القلب، ويتبع في المشكوكات إمام العصر عجّل اللّه له الفرج: أي يخالف كل من يراه الإمام مخالفاً له، ويوافق من يراه الإمام موافقاً له، ويلعن من يلعنه الإمام، ويترحّم على من يترحّم عليه الإمام، ولو على سبيل الإجمال - إنّ شخصاً كهذا - لن يفتقد أي كمال، ولن ينال أي وزر أو وبال.

* مَن يذكر الله تعالى
قلت مراراً وأكرّر الآن: إن من يعلم: "بأن كل من يذكر اللّه تعالى فاللّه جليسه، لا يحتاج إلى أية موعظة. إذ أنه يعلم ما الذي يجب عليه فعله أو تركه، ويعلم أن عليه أن يأتي بما يعلمه ويحتاط فيما لا يعلمه".

*رضا الله تعالى
كلّنا نعلم بأنّ رضا اللّه جل جلاله، مع أنه غني بالذات، ولا يحتاج إلى إيمان العباد ولوازم إيمانهم، هو في أن يكون العباد دوماً في مقام التقرّب إليه. فنحن نعلم إذاً أن اللّه تعالى إنّما يحب ذكره واستمرار ذكره، لأجل حاجة عباده إلى التقرّب إلى مبدأ الألطاف وإدامة هذا التقرّب. فنحن نعلم إذاً بأن انتفاعنا من التقرّب إليه، سيكون بدرجة اشتغالنا بذكره. وبمقدار ما نسعى في طاعته وخدمته، ننال درجة متناسبة من التقرّب والانتفاع بقربه. والفرق بيننا وبين سلمان سلام اللّه عليه إنما هو في درجة طاعته وذكره له تعالى، اللذين يؤثّران في درجة قربنا منه سبحانه.  وإنّ ما نعلمه، هو أنّ ثمّة أعمالاً ستقع محل ابتلائنا في الدنيا، فعلينا أنْ نعلم أنّ ما كان منها محل رضا للّه عزّ وجلّ فسيُعَدُّ خدمة وعبادة وطاعة له أيضاً. فعلينا أن نعرف إذاً، أنّ هدفنا يجب أنْ يكون في لزوم صرف العمر كلّه في ذكر اللّه وطاعته وعبادته، إلى أنْ نصل إلى آخر درجة في التقرّب نملك الاستعداد (والقابلية) لها. وإلاّ، فعندما نرى وصول البعض إلى المقامات العالية، وتخلّفنا عن ذلك من دون علّة، سنكون من النادمين. وفّقنا اللّه لترك الاشتغال بغير رضاه، بمحمد وآله، صلوات اللّه عليهم أجمعين.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع