مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

مصباح الولاية: الغضب‏




قال أبو عبد الله عليه السلام: "الغضب مفتاح كل شر"، الغضب سلاح ذو حدين فهي إذا كانت معتدلة متوازنة من النعم الإلهية التي يمكن بها عمارة الدنيا والآخرة كما ورد عن الإمام الخميني قدس سره فبها يتم الحفاظ على بقاء الفرد والجنس البشري والنظام العائلي ولها التأثير الكبير في إيجاد نظام المجتمع فلولا وجود هذه الغريزة الشريفة في الإنسان لما استطاع أن يصل إلى كثير من مراتب تطوره وكمالاته زائداً على تحقق ما تقدم.

فالتفريط بها وإخمادها كلياً يعد من الأمور المذمومة التي يترب عليها الكثير من المفاسد من جهة، فالقيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتنفيذ الحدود والتعزيرات وسائر التعاليم السياسية الدينية والعقلية، لا يكون إلا في ظل القوة الغضبية الشريفة، وأيضاً الجهاد مع النفس، وهي ألدّ أعداء الإنسان، والذب عن الحدود والثغور ودفع المضرات عن المجتمع والفرد.

ومن جهة أخرى الإفراط في هذه القوة وإشعال أوارها يكون مفتاحاً لكل شر كما في الحديث بل قد يصل الأمر إلى إفساد الإيمان كما ورد عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال "الغضب يفسد الإيمان كما يفسد الخل العسل"، فقد يصل الغضب بالإنسان إلى حدّ الارتداد عن دين الله وإطفاء نور الإيمان، وأيضاً إلى الكفر الجحودي الذي نتيجته الهلاك الأبِدي حينها لا ينفع الندم، ويمكن أن تكون نار الغضب جمرة كما قال الإمام الباقر عليه السلام: "إن هذا الغضب جمرة من لاشيطان توقد في قلب ابن آدم".

فنار الغضب إما أن تبقى ناراً داخلية مظلمة تتعقد في الباطن وتنجس وتختنق فتطفئ نور الإيمان، وإما أن يستتبع ذلك الغضب معاص أخرى وهذا كثيراً ما يحدث فيمكن للغضب أن يلقي الإنسان في هاوية الهلاك والعدم في لحظات، كسبّ الأنبياء والمقدسات - والعياذ بالله - أو قتل النفس البريئة أو هتك الحرمات.

فالغضب بشكل شديد ومفرط هو مفتاح كل سوى وقد يؤدي بالإنسان إلى موت الفجأة، فهذه الغريزة التي وهبها الله للإنسان لحفظ نظام الظاهر والباطن وعالم الغيب والشهادة، لا يجب أن يستخدمها لغير تلك الأهداف وبخلاف ما يريد اله سبحانه فيمكن أن تتولد مفاسد أخلاقية من هذا الخلق وهو الحقد على عباد اله، وقد يصل الحقد على الأنبياء والأولياء بل وحتى على ذات الله المقدَّسة فهنا يجب علاج الغضب المشتعل بأن يتفكر الإنسان بما ذكر ويصرف النفس من الغضب عند أول ظهوره بإشغال النفس بأمور أخرى أو بمغادرة المكان أو بتغيير الوضعية من الجلوس للوقوف وبالعكس أيضاً، أو يشغل الإنسان نفسه بذكر الله تعالى، وهناك من يرى وجوب ذكر الله في حال الغضب.

ومن أهم سبل معالجة الغضب المذموم هو اقتلاع جذوره بإزالة الأسباب المثيرة له وهي عديدة، منها حب الذات ويتفرع عنه حب المال والجاه والشرف والنفوذ والتسلط وهذه كلها تتسبب في إشعال نار الغضب.


 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع