نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

أدب ولغة: كشكول الأدب

إعداد: إبراهيم منصور



• قصَّة وعِبرة
مرض الأسدُ فعادَه (زاره في مرضه) جميع السباع، ما خلا الثعلب، فنمَّ عليه الذئبُ (أخبرَ الأسدَ بغيابه).
فقال الأسد: إذا حضرَ فأعلمني.
فلمّا حضر الثعلب عاتبه الأسدُ على تأخُّره، فقال الثعلب معتذراً:
ـ كنتُ في طلب الدواءِ لك.
قال الأسد:
ـ فأيَّ شيء أصَبْتَ؟
قال الثعلب:
ـ خرزةٌ في ساق الذئب، ينبغي أن تُخْرَج.
فضرب الأسدُ بمخالبه في ساق الذئب، وانسلَّ الثعلب. فمرَّ الذئب به، بعد ذلك، ودمه يسيل، فقال له الثعلب:
ـ يا صاحب الخُفّ الأحمر، إذا قعدْتَ عند الملوك، فانظر ماذا يخرج من رأسك.

• الدّعاء مقروناً بالعمل
دعا رسول الله محمد صلى الله عليه وآله على الجراد فقال: "اللَّهمَّ أهلِكْ كبارَه، وأفسِدْ صغارَه، واقطعْ دابرَه، وخذْ بأفواهه عن معايشنا وأرزاقنا، إنَّك سميع الدعاء"(1).
ولكنّ هذا الدعاء العظيم لا يُعفي المزارعين من القيام بواجبهم في أخذ الحيطة، ورشّ مزروعاتهم بالمُبيدات المناسبة. ويروى أن رجلاً زرع قمحاً له، فلمّا قام الزرعُ على سُوقه وجادَ سنبلُه (أي نَمَتْ سنابلُه واكتنزت بُحبيبات القمح) جاء جيش من الجراد ليأكل الزرع والحرث، فجعل الرجلُ يقول:
مَرَّ الجرادُ على زرعي فقلتُ له
لا تأكلَنَّ، ولا تُشْغَلْ بإفسادِ
فقامَ منهم خطيبٌ فوقَ سُنبلةٍ
إنَّا على سَفَرٍ، لا بُدَّ من زادِ

• من الأضداد
ـ رنَّقَ الماءَ: كدَّره، جعله رَنْقاً ورَنَقاً. وكذلك يعني: صفَّاه ومنه الرَّوْنق، أي الطلاوة والحُسن والإشراق.
ـ عزَّر: وقَّر، فقد جاء في قوله تعالى: ﴿لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً (الفتح: 9).
وتأتي عزَّر بمعنى عاقب، فالتعزير في الشريعة الإسلامية، عِقابٌ وقِصاصٌ، دون إقامة الحَدّ.
والعَزَر (في مقاييس اللغة لأحمد بن فارس): بمعنيين:
1ـ التعظيم والتوقير.
2ـ جنس من الضرب.
وجاء في المصباح للفيّومي: التعزير: التأديب دون الحدّ(2).

• قالت لي المرآة
ـ أراك تقرأ مندهشاً، فما الذي يُدهشُكَ فيما تقرأ؟!
ـ ما أدهشني ما أقرأه في هذا الكتاب (3) الذي يُذكر فيه قصة الأفعى المجلجلة ذات النظرات السامّة والرأس النحاسيّ والتي لها بين العين والأنف، على الجانبين، فتحة مخروطيّة مبطَّنة بخلايا حسَّاسة. وهاتان الفتحتان تُشبهان ملمسَيْ رادار توأمَيْن، وهما تستجيبان لطاقة النور من النوع الحراري. وتَعرِف الأفعى بوساطة كلّ فتحة، درجة الحرارة أو البرودة لضحيَّتها القريبة منها، فتنقضُّ عليها حتى دون أن تراها في الليل، وحتى لو كانت مختبئة بين الأغصان والأوراق، وتستسيغُها عشاءً فسبحان الله، لماذا خلق هذا الحيوان الشرس الآثم المعتدي؟ أَلِيُروِّع الآمنين من البشر وغيرهم؟!

• عندها قالت المرآة:
ـ اعلَمْ أن الله لم يخلق شيئاً عبثاً، فقد قال تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاء وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (الأنبياء: 16). والحيَّة تأكل الحشرات والفئران والجرذان ومختلف القوارض والحيوانات الضارّة بالإنسان ومزروعاته. وهي بهذا تُساهم في الحماية من مرض الطاعون وغيره. والحيَّة حلقة في سلسلة المخلوقات، فوجودها مهمّ في حفظ التنوّع البيولوجي والتوازن البيئي "الإيكولوجي". أمَّا سُمُّها فهو ترياق ضد خطر أمراض القلب والدم والشرايين والدماغ، فهذه الأمراض لا يفيد في معالجتها سوى سُمّ الأفاعي، إذ إنّ قدراً ضئيلاً من السٌّمّ كفيل بأن يحرِّض عضلة القلب المريضة على العمل، ويفتح الشرايين المسدودة.
عندئذٍ قلتُ مطمئنّاً:
ـ تباركتَ اللَّهمَّ في بدائع خلقك.. ﴿مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ (آل عمران: 191).

• من نوادر العرب
تقدَّم إمامٌ فصلّى، في البادية، بقوم من الأعراب. فلمّا قرأ "الحمدُ" افتتح بسورة يوسف، فانصرف القوم وتركوه وحيداً. وعندما أحسّ بانصرافهم، صرخ قائلاً: سبحان الله! قلْ هو الله أحد... فرجعوا وصلوا خلفه.

• الكنز اللغوي
من معاني خفَّ:
ـ خفَّ الوزن، فهو خفيف وخُفاف، وجمعُه خِفاف.
ـ الخفَّة: نقيض الثّقل، وتكون في الجسم والعقل والعمل.
ـ الخِفُّ: كلُّ شيء خفَّ محملُه.
ـ خَفَّ فلان لفلان: أطاعه وانقاد له.
ـ خَفَّ القومُ عن منزلهم: ارتحلوا مسرعين.
ـ المُخِفُّ: القليل المال الخفيف الحال.
ـ الخُفُّ: ما يُنتعَلُ فوق الحذاء.
ـ تخفَّفَ خُفاً: احتذى حذاءً انتعلَ نعلاً.
ـ جاءت الإبلُ على خُفٍّ واحد: تَبِعَ بعضها بعضاً كأنها قطار (4).

• من أمثال العرب
"إن الحديدَ بالحديد يُفلَح" أي: يُشَقّ، من الفَلْح، وهو الشَّقّ، ومنه فلاحة الأرض. وقيل كذلك: "لا يفلُّ الحديد إلا الحديد". أي: لا يقطع الحديد ويُحدِث فيه فُلولاً (تآكلاً) إلا الحديد. ويقول المثل الإنكليزي: "Diamond cut diamond"، أي: الماس يقطع الماس. وقد ثبت علميّاً أن الماس هو أصلبُ العناصر (أصلب من الفولاذ). وعليه، فحقٌّ لنا أن نعدِّل المثل العربيّ قائلين: "لا يقطع الحديد إلا الماس".
وقد رأينا ما أصاب الآليات الإسرائيلية الحديدية، في جنوب لبنان، بفضل المقاومة الماسيَّة الإسلامية!


(1) بحار الأنوار، المجلسي، ج 62، ص 202.
(2) الإرهاب والعنف، د. محسن الحيدري، ص 259.
(3) عالم الليل، لورس ميلن، ص 89، 90.
(4) عالم الحيوان، د. سمير كبريت، ص 7 و 8.

 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع