نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

أدب ولغة: كشكول الأدب


إعداد: إبراهيم منصور


* من أمثال العرب
"أكرمُ من حاتم طيّ"

طيّ - وأصلُها "طَيِّىء"- هي قبيلة عربية هاجرت من اليمن إلى شمالي الجزيرة، بعد انهيار سدّ مأرب. وفي عام (630م) أرسلَتْ وفداً إلى النبيّ صلى الله عليه وآله في المدينة لتعلن إسلامها. أمَّا حاتم فهو أحد رجالها، وقد اشتُهر بالكرم. ومن أمثلة كرمه أنَّ قيصر الروم بعث إليه رسولاً ليختبر صحَّة ما يُشاع عن بالغ كرمه. وكان العرب لا يسألون الأضيافَ حاجتهم إلا بعد إقرائهم(1) وتكريمهم مدَّة ثلاثة أيام. فبعد انقضاء هذه المدَّة سأل حاتمُ ضيفه رسولَ ملك الروم عن حاجته، فقال له: "إنَّ ملكنا يريدُ منك أن تُهديه جوادَك المشهور الذي تعتزُّ به وأنت عليه حريص."

فردَّ عليه حاتم:
لو كنتَ ذكرتَ لي حاجتك قبل ثلاثة أيام، لقدَّمتُ جوادي لقيصركِ زُلْفى وعن سماح نفس. ولكني، إذ أعوزَني المال وندر عندي الطعام، ذبحتُه لك!.
بسبب هذه الحادثة وجريرة حوادث أُخَر، راح العرب - كلَّما وجدوا شخصاً موصوفاً بالكرم الشديد - يَقْرنونه بحاتم قائلين: هذا "أكرم من حاتم طيّ!".

* من أجمل الشعر
من أجمل الشعر وأرقِّه وأصدقه قولُ سيِّدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام، بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله، تُخاطب تُربة أبيها:
 

ماذا على مَنْ شَمَّ تُربةَ أحمدٍ

ألَّا يَشمَّ، مدى الزمانِ غواليا؟!

صُبَّتْ عليَّ مصائبٌ لو أَنَّها

صُبَّتْ على الأيَّامِ صِرْنَ لياليا(2)


وقولُ الإمام علي عليه السلام بعد وفاتها، كأنه يواسيها ويُخفِّفُ عنها في تربتها:

نَفْسي على زَفَراتها محبوسةٌ

يا ليتها خرجَتْ مع الزفراتِ

لا خيرَ بعدكِ في الحياة وإنّما

أبكي مخافةَ أن تطولَ حياتي(3)


* عامِّيّ أصلُه فصيح
• إنسان "مْجَبْجَبْ": هو الذي لا يُقْدِمُ، جبان، لا يختلط بالناس. التجبيب: النِّفار (الهروب). جَبَّبَ الرجلُ تجبيباً: إذا فَرَّ وعرَّد (أي هرب).
• "مخلوع": أَهْبَل، الخُلاع: شِبْه خَبَل يُصيب الإنسان. الخُلْعَة: الضَّعف، كأنَّ قلبه ينخلع من مكانه. الخَيْلَع: رجُل ضعيف. الخَوْلَع: الأحمق. الخَيْلَع: فَزَعٌ يبقى في الفؤاد.
• "كَبَّ": كبَّ الشيءَ يعني رماه، ألقاه من يده، في العاميَّة. وبالفصحى، كبَّ الإناءَ: قَلَبَه على رأسه. وكَبَّ الرجلَ على وجهه، ولوجهه: صرَعَه. سألَ معاذ بن جبل رسولَ الله صلى الله عليه وآله: يا نبيَّ الله، وإنَّا لمُؤاخَذون بما نتكلَّم به؟ فأجابه الرسول صلى الله عليه وآله: وهل يُكَبُّ الناسُ في النارِ على مناخرهم إلَّا حصائد ألسنتهم؟!(4).

* قالت لي المرآة
قالت:
•أراكَ منهمكاً بترتيب هندامك، فأينَ أَمُّك؟(5)
•عندي لقاء فكري عند الساعة السادسة.
•الساعة السادسة؟ لقد تأخَّرت!
•لا بأس، سأتأخّر عشر دقائق، لا أكثر.
•عشر دقائق، لا أكثر؟ ما أشدَّ احترام بعضكم لبعض، أيُّها البشر! وما أشدَّ حرصَكم على الوقت، وتقديركم لأهمَّيته وخطورته!. ألا تعلمُ، يا سيّدي، أنّ الضوء يلُفُّ الكُرة الأرضية سبع دورات ونصف الدورة، خلال ثانية واحدة؟!(6) فهل تعلم كم دورةً يلفُّ الكُرة الأرضية خلال عشر دقائق؟
• أنا لا أدري.
• إن الضوء سيدي المثقف يلفُّ الأرضَ، خلال هذه المدّة، 4500 مرَّة وأنتَ، يا سيّدي، لا تُقيمُ وزناً لهذه الدقائق العشر!.

* من الثنائيّات
الثنائيّات هي مفردات تُلْفظ مثنَى مثنَى، أي كلُّ مفردتين تُلفظان معاً، لنُكتةٍ أو صفةٍ تجمع بينهما. من هذه الثنائيّات ما ورد في خطاب السيدة زينب عليها السلام ليزيد في مجلسه: "تضربُ أَصْدَرَيْك فرحاً، وتَنفُضُ مِذْرَوَيْكَ مرحاً"!.
• الأَصْدَران: عِرْقان تحت الصُّدْغَيْن (الصُّدغ ما بين العين والأذن). وضرَبَ أصدَرْيه، أي: حَرَّكَ رأسه بكيفيَّةٍ خاصَّة تدلُّ على شدَّة الفرح والإعجاب بالنفس إزاءَ ما حقَّقه من انتصار موهوم.
• المِذْرَوان: ناحيتا الرأس مثل الفَوْدَين (شعر الرأس ممَّا يلي الأُذُنين) ويقال "قنّع الشّيب مذرويه" (أي جانبَي رأسه). ويأتي المِذْرَوان بمعنى طَرَفَي الأَلْيَتَيْن. ومنه: جاءَ ينفُضُ مِذْرَوَيْه، أي: جاء باغياً يُهدِّدُ الآخرين.

* من المفردات الشديدة الثَّراء
النعامة(7): من معانيها الكثيرة والغريبة:
الإكرام - الفرَح والسرور - صدر القدم - النفْس - الظُلمة - الجهل - الطريق - الجِلدة تُغَشِّي الدماغ - جماعة القوم - الصخرة الناشزة في البئر - طائرٌ من فصيلة النّعاميَّات، يُقال فيه إنّه مركّب من خِلقة الطير وخِلْقة الجمل؛ أخذ من الجمل العُنق والوظيف (مُستدِقّ الساق) والمَنْسِم،(8) ومن الطير الجناح والمنقار والإيباض (وَضْع البَيْض)!.


* من نوادر العرب
صَلَّى أعرابيٌّ خلف إمام مسجد، صلاة الغداة، فقرأ الإمامُ سورة البقَرة، وكان الأعرابيّ مستعجلاً ففاتَه مقصودُه. فلمَّا كان من الغد، بكَّرَ إلى المسجد، فابتدأ الإمام بسورة الفيل، فقطع الأعرابيُّ الصلاة َوولَّى وهو يقول:
أمس، قرأتَ "البقرة"، فلم تَفْرَغ منها إلى نصف النهار، واليوم تقرأُ "الفيل"؟ ما أظنُّكَ تفرغ منها إلى نصف الليل!.


(1) منْ أقرى الضيفَ: إذا أطعمه وكرَّمه بالمبيت عنده ومنه نارُ القرى، أي: نار الضيافة.
(2) شرح إحقاق الحق، السيد المرعشي، ج 10، ص 435.
(3) مناقب آل أبي طالب، ابن شهر آشوب، ج 1، ص 207.
(4) ميزان الحكمة، محمد الريشهري، ج 4، ص 2780.
(5) أمَّ يؤمُّ أمَّاً: قَصدَ ومعنى السؤال: أيَّ مكانٍ تقصد؟
(6) تبلغ سرعة الضوء 300000 كلم في الثانية، ويبلغ محيط الأرض عند خط الإستواء 40000 كلم. فإذا قسمنا 300000 / 40000 = 7،5).
(7) كما جاء في المنجد، مادة نَعَمَ.
(8) المَنْسِم: بمنزلة الظُّفر للإنسان، هو طَرَف خُفّ البعير والنعامة ونحوهما.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع