مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

شعر: آمنت بالحسين

للشاعر الراحل: محمد مهدي الجواهري



القصيدة الخالدة التي كتب خمسة عشر بيتاً منها بأحرف من ماء الذهب على الباب الرئيسي الذي يؤدي إلى "الرواق الحسيني"

فداءٌ لمثواك من مضجع

تنوّر بالأبلج الأروع

بأعبق من نفحات الجنا

ن روحاً، ومن مِسكها أضوع

ورعياً ليومِكَ يوم "الطُفوف"

وسَقياً لأرضِكَ من مَصْرَع

وحُزناً عليك بحَبْسِ النْفوسِ

على نَهجِكَ النّيرِ المَهْيَع

وصَوتاً لمجدك من أن يُذالَ

بما أنتَ تأباهُ من مُبدَع

فيا أيُّها الوتْرُ في الخالِدي

نَ فَذاً، إلى الآن لم يُشفَع

ويا عِظَةَ الطامحينَ العِظَام

للاّهينَ عن غدِهمْ قُنّع

تعاليتَ من مُفزع للحتُوفِ

وبورك قبرُك مِن مَفْزع

تلوذ الدهورُ فمنْ سُجّد

على جانبيه ومنْ رُكّع

شَممتُ ثَراكَ فهبّ النسيمُ

نسيمُ الكرامةِ مِن بَلقع

وعفّرتُ خدّي بحيثُ استرا

حَ خدّ تفرّى ولمْ يَضرَع

وحيثُ سنابِكُ خيلِ الطُغا

ةِ جالَتْ عليهِ ولم يَخْشع

ويا واصِلاً مِن نشيدِ "الخُلودِ"

ختامَ القصيدةِ بالمطلعِ

يسيرُ الورى بركاب الزما

نِ من مستقيم ومن اظلع

وأنتَ تُسيّرُ ركْبَ الخو

د ما تستَجِدّ له يَتْبَع

تمثّلتُ "يومَكَ" في خاطري

وردّدت "صوتك" في مَسمعي

ومَحّصتُ أمرك لم "أُرتَهبْ"

ينقل "الرّواة" ولم أُخدَع

وقلتُ: لعلّ دويَّ السِنين

بأصداءِ حادِثكَ المُفجِع

وما رتَّلَ المخلصون الدّعا

ةُ مِن "مُرسلينَ" ومن "سُجَّع"

ومِنْ "ناثراتٍ" عليك المساءَ

والصُبْحَ بالشعْرِ والأدمُع

لعلّ السياسَة فيما جَنَتْ

على لاصِقٍ بكَ أو مدّعي

وتشريدها كلّ مَنْ يدّلي

بحبلٍ لأهليكَ أو مقطع

لعلّ لِذاكَ و "كونِ" الشَّجيِّ

وَلُوعاً بكلّ شَج مُولِع

يَداً في اصطباغ حديثِ "الحُسين"

بلونٍ أُريد لهُ ممتِع

وكانتْ ولمّا تَزَلْ بَرْزةً

يدُ الواثقِ المُلْجأ الألمعي

صَناعاً متى ما تُردْ خُطّةً

وكيفَ، ومهما تُرِدْ تَصنع

ولمّا أَزَحْتُ طلاءَ "القُرونِ"

وسِتْرَ الخِداع عن المَخدع

أُريدُ "الحقيقة" في ذاتها

بغيرِ الطبيعةِ لم تُطْبَع

وجدتُكَ في صُورةٍ لم أُرَعْ

بأعظمَ منها ولا أرْوع

وماذا! أأروعُ مِنْ أن يكو

نَ لحمُكَ وَقفاً على المِبضع

وأنْ تُطعم الموتَ خيرَ البنينَ

مِن "الأكهلينَ" إلى الرُّضع

وخيرَ بني "الأم" من هاشم

وخيرَ بني "الأب" من تُبّع

وخيرَ الصّحاب بخيرِ الصدو

رِ، كانوا وقاءكَ، والأذرْع

وخِلْتُ وقد طارتِ الذكرياتُ

برُوحي إلى عالم أرفع

وطُفْتُ بقبرِكَ طوف الخيالِ

بصومعةِ المُلْهم المُبدع

كأنّ يداً من وراء الضّري

ح حمراءَ "مبتورةَ الإصبع"

تمُدّ إلى عالم بالخُنوع

عِ والضيمِ ذي شَرَقٍ مُتْرع

تخبّطَ في غابَةٍ أطبقت

على مُذئبٍ منه أو مُسْبع

لتُبدلَ منه جديبَ الضمير

بآخر معشوشبٍ مُمرِع

وتدفعَ هذه النفوسَ الصِغا

رَ خوفاً إلى حرمٍ أمنع

تعاليتَ مِن صاعِقٍ يلتظي

فإنْ تدْجُ داجيةٌ يُلمع

تأرّمُ حقداً على الصاعقات

لم تُنْءِ ضيراً ولمن تَنْفع

ولم تبذُر الحبّ إثرَ الهشيمِ

وقد حرّقتهُ ولمْ تَزرَع

ولم تُخْلِ أبراجَها في السماء

ولم تأتِ أرضاً ولم تدقع

ولم تقطع الشرّ من جذمه

وغلّ الضمائر لم تَنْزع

ولم تصدْم الناسَ فيما هُمُ

عليهِ من الخُلق الأوضع

تعاليتَ من "فلكَ" قُطْرهُ

يدورُ على المحورِ الأوسع

فيا بنَ "البتولِ" وحسبي بها

ضماناً على كلّ ما أدّعي

ويا بنَ البطين بلا بطنةٍ

ويا بن الفتى الحاسرِ الأنزع

ويا غُصْنَ "هاشمَ" لم ينفتح

بأزهرَ منكَ ولم يُفْرِع

وقدّستُ "ذكراكَ" لم أنتحلْ

ثيابَ التُقاةِ ولم أدّع

تَقحمْتَ صدري وريبُ "الشُكوكِ"

يَضِجُ بجدرانه "الأربع"

ورانَ سحابٌ صفيقُ الحجابِ

عليّ من القلقِ المُفزع

وهبّتْ رياحٌ من الطَيّبات

و "الطّيبينَ" ولم يُقْشع

إذا ما تزحزحَ عن موضعٍ

تأبّى وعادَ إلى موضع

وجازَ بيَ الشكّ فيما معَ "الـ

جدود" إلى الشكّ فيما معي

إلى أن أقمتَ عليه الدليـ

ل من "مَبدأ" بدم مُشبع

فأسلمَ طوعاً إليك القِياد

وأعطاكَ إذعانةَ المُهْطِع

فَنَوّرْتَ ما اظْلّمّ من فكرتي

وقوّمْتَ ما اعوجّ مِن أضلُعي

وآمنتُ إيمانَ مَن لا يَرى

سوى (العقلِ) في الشكّ من مَرْجِع

بأنّ (الإباء)، ووحيَ السماء،

وَفيضَ النبوةِ، من مَنْبَع

تجمّعُ في (جوهر) خالصٍ

تَنَزّهَ عن (عَرَضٍ) المَطْمَع

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع