إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين آخر الكلام | الضيفُ السعيد

الشرطي بدر..محبوب المارّة

هيئة التحرير

 



إذا أردتَ المرور يوماً بتقاطع الرويس، فاعلم أنّك سوف تصادف شرطيّ سير من نوعٍ خاصٍّ وفريد.. يقابلك بابتسامةٍ صادقة، وحيويةٍ ونشاطٍ دائمَين، وكذلك بتواضع وهدوء، يؤدّي لك التحيّة، ثمّ يدعوك للتقدّم بكلماتٍ دافئةٍ نابعةٍ من القلب: "تفضّل يا قلبي، تفضّل يا عيني.. على راسي". إنّه الشرطي (علي عكّاش) المشهور بـ(علي بدر)، الذي ذاع صيت ابتسامته في كلّ مكان، حتّى أصبح شخصيةً مشهورة على صعيد المنطقة، إذ لم يعد هناك أحد من سكّان الضاحية الجنوبيّة في بيروت إلّا ويعرفه شخصيّاً، أو سمع باسمه على أقلّ تقدير. أحبّت مجلّة "بقيّة الله" أن تقدّم نموذجاً محبوباً في خدمة الناس، على الرغم من أنّ مهنته تعرّضه لكثير من الصعوبات والمواقف والخطر أحياناً، إلّا أنّ ابتسامته لم تفارق صاحبها.

* مهنة الخير
يحبّ بدر مهنة تنظيم السير، فلا يكلّ أو يتعب أبداً. فتراه في نشاطٍ وحماسٍ مستمرَّين، ما يبعث السرور في نفوس المارّة. وهو السبّاق دائماً إلى الخير، فإذا ما لاحظ وجود مريضٍ ما داخل إحدى السيّارات، فإنه يعمل فوراً على إيقاف السير من جميع الاتجاهات حتّى يسمح لتلك السيارة بالمرور بسرعة.

* لوجه الله..
لا يقتصر دوره عند ذاك التقاطع على أمور السير فقط، وإنّما يتعدّاه لأعمالٍ إنسانيةٍ عديدة، كمساعدة كبار السنّ الذين يودّون قطع الطريق سيراً، فيوقف السير ليتمكّنوا من المرور بهدوء، وكبار السنّ الذين يريدون أن يستقلّوا سيارةً، فيتقدّم منهم، ويفتح لهم الباب، وهذه كلّها بحسب بدر: "حسنات جارية لوجه الله".
هذا فضلاً عن تقديم خدماته إذا ما وقع حادث سير بالقرب منه، فتجده أوّل المبادرين إلى قطع منطقة الحادث بالإطارات، حتّى لا يعيق سير الآليّات والمركبات، ريثما يحضر المعنيّون لإزالة السيارات من هناك، لفتح الطريق مجدداً.

* مفتاح القلوب
أمّا عن سرّ تلك الابتسامة، وهي أكثر ما يميّزه، فإنّ غايته منها إدخال السرور إلى قلوب الناس، خاصةً أولئك الذين قد يغادرون بيوتهم أو أعمالهم وهم في حالة غضب أو ضغط أو انفعال، "فالبسمة أكيد رح تترك أثر طيّب بقلوبن، وهيدا اللي بهمني. ولازم الشرطي يكون سلس ولطيف مع الناس"، يقول بدر.

* عمل إنسانيّ
وهكذا، لا يتعامل بدر مع عمله على أساس أنّه وظيفة أو مهنة يتقاضى إثرها مردوداً ماليّاً، وإنّما يعدّه عملاً إنسانيّاً لا يقدّر بأيّ ثمن! كيف لا، وهو يجده باباً من أبواب تقديم الخدمات إلى الناس: "وخدمة الناس عبادة".

* وسام شرف
يكنّ بدر لسكان الضاحية الكثير من التقدير، والحبّ، والامتنان، ويعبّر أنّ كلّ ما يقوم به لا يساوي شيئاً أمام ما قدّموه: "فهم الذين ضحّوا، وقدّموا الدم والشهداء لنعيش بعزّة وكرامة، ويشرّفني أن أخدمهم، وأكون بينهم، وأنا أفتخر بهم. الضاحية هي قلبي، وعيوني، وروحي.. وأنا فداءٌ لها وللسيّد حسن!".

* نصيحة أمان
يؤكّد بدر على ضرورة الالتزام بوضع حزام الأمان، وينصح السائقين كلّهم بذلك: "وإذا كان إلي معزّة بقلوبكن التزموا بحزام الأمان حفاظاً على سلامتكن وسلامة غيركن من حوادث السير والموت..".
ولم ينسَ بدر شكر كلّ الذين بادلوه المحبّة، ودعموه وشجّعوه بكلمة أو موقف. وكما بدأ اللقاء، كان الختام ابتسامة تكاد لا تفارق وجهه.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع

الجنوب

عباس خلف

2019-02-28 19:35:43

اجمل ما يفرح الإنسان في هذه الحياه رغم كل المصاعب هي الإبتسامه وتكون مثل اخونا علي بدر