نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

شؤون المرأة: اختيار الزوج‏

ماجدة الحاج‏


متى تقول الفتاة نعم، هذا الشخص يناسبني، ومتى تقول لا، لا أريده زوجاً لي. في الحياة هناك خيارات علينا أن نقف عندها مطولاً، ونفكر فيها ملياً، ونستشير أهل الرأي والحكمة، منها خيار الزواج، فالموافقة فيه موافقة على شريك للعمر، لكل ما تبقى من هذا العمر، وليست موافقة على شريك لنزهة، إن اتفقا يكون الأمر جيداً، وإذا اختلفا، تنتهي الأمور بمجرد انتهاء الرحلة. كما أنها ليست شراكة تجارية أو مرحلية، إنها شراكة إنسانية، مخطط لها أن تستمر في مشوار الحياة.

والأهم أنها علاقة إنسانية، تنتج بشراً وعلى الأهل أن يتحملوا مسؤوليتهم تجاههم. هذه الموافقة ترتب أثراً فيما بعد في مجال الحقوق، فعندما تقول الفتاة: قبلت، ذلك يعني أنها جعلت من الطرف الآخر زوجاً لها، وبالتالي أصبح له عليها حقوقاً وواجباتٍ، عليها أن تدرك حجم المسؤولية فيها، فهذا الشخص سيكون زوجاً وأباً وشريكاً وصديقاً ومعيناً ومرشداً، زوجاً لها وشريكاً في المؤسسة الزوجية في رحلة حياتها، وأباً لأولادها، وصديقاً ومعيناً ومرشداً لها للوصول إلى الهدف الإنساني الأسمى: عبادة الله سبحانه وتعالى ومرضاته.

والشخص المناسب لهذه المسؤولية لا بد أن تتوفر فيه صفات تؤهله للقيام بهذا الدور، والرسول صلى الله عليه وآله اختصر الصفات بأمرين أساسيين: "إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه....".

1- الدين: إن الزواج هو خطوة باتجاه مرضاة الله، وعلى الفتاة أن تختار زوجاً مُعِيْناً لها في هذا الطريق، فالتزامه الديني وإيمانه شرط أساسي غير قابل للنقاش، وما نعنيه بالإيمان ليس فقط الجانب الفكري العقائدي بل الالتزام العملي بأحكام الله، لأنه فيما بعد، في علاقته معها كزوجة، من الذي يضمن أنه لن يسي‏ء إليها، ولن يظلمها عندما يكون هو المسؤول عنها دون سواه، وحيث لا معين لها سواه؟ إنه دينه والتزامه بالحكم الشرعي، وخوفه من الله. فلا القانون سيحميها ولا أهلها. وهنا قد يقع الالتباس، أحياناً نسمع من الفتيات: هذا الشاب يريدني وهو مؤمن، وعندما أسأل كيف عرفت أنه مؤمن؟ تقول ظاهره شكله يوحي بذلك، وهو يصلي ويصوم. نعم الظاهر مهم والصلاة أكثر أهمية، ولكن الإيمان الحقيقي لا يقف هنا، والمؤمن يُعرف بأمور عديدة أهمها: علاقته بالله: ونقصد التزامه بحكم الله، وعلى الفتاة أن تسأل: هل يهتم لأمر عندما يقال بأنه حرام؟ هل يرتدع... وهل يهتم لأمر عندما يقال بأنه واجب؟ هل يلتزم... وهل يهتم لحضور الأدعية والمناسبات الدينية؟ على الفتاة أن تسأل عن أدائه للصلاة في أول وقتها، هذا الشاب يصلي، ولكن هل يهتم متى يصلي؟ وهل يهتم لأداء الصلاة جماعة في المسجد؟ وهل...؟ وهل...؟
علاقته بالناس: أولاً علاقته بأهله، أبيه أمه وأخوته داخل البيت، لأن ذلك يكشف صفاته الحقيقية، لأن الإنسان يتصرف على طبيعته وعلى سجيته في بيته ومع عائلته، أما بين الناس فيحاول أن يكون ملائكياً يراعي الناس ويظهر الحياء والأدب وأفضل الأخلاق، يضع قناعاً ليخفي سيئاته، ولا ينزع هذا القناع إلا أمام من يعرفونه ومن تعود عليهم.

وهنا على الفتاة أن تسأل وتبحث عن إجابات لمجموعة أسئلة:
هل يحترم والديه؟
كيف يتعاطى مع والدته؟
هل يقدِّر إخوته ويعطف على من هم أصغر منه سناً؟
ما هو شكل العلاقة بينه وبين أخواته البنات ؟
هل يتحمل مسؤوليته كفرد من العائلة؟
هل يبادر بالحب والحنان والعفو؟

ومن المهم أن تسأل الفتاة عن محيط هذا الشاب، عن أسرته وعن القيم التي يحملها: الاحترام، المحبة، الإنسانية، العدالة، الرأفة، التواضع، لأن الإنسان يتأثر بثقافة أهله وبشكل العلاقات في أسرته، فهو منذ الصغر يرسم صورة الزوج على غرار ما يراه في والده. ولا بد أن تسأل عن أصحابه وأصدقائه أيضاً. فإذا اجتمعت فيه هذه الصفات يمكن حينها تسميته بالمؤمن وفي الحديث: "زوِّج المؤمن فإنه إن أحبها أكرمها وإن كرهها لم يظلمها".

2- الأخلاق: الأخلاق ليست أمراً منفصلاً عن الدين وعن الإيمان، ولكن الرسول صلى الله عليه وآله ذكرها ليؤكد عليها، وليؤكد على أن الإيمان هو أمر سلوكي حياتي يظهر في أخلاق الناس، وأحياناً قد نجد إنساناً يطبق الأحكام، ولكن تنقصه اللياقة في التعاطي مع الناس والأصدقاء والأقارب، ففي مجال العلاقات الإنسانية على الفتاة أن تسأل:

ما هي الألفاظ التي يستعملها في حديثه؟
كيف يتعامل مع من أساء إليه واخطأ بحقه، وبالأخص مع من هم دونه في التراتبية والمسؤولية؟
كيف يتصرف عند الشدائد، هل هو إنسان عصبي، حاد المزاج، هل يكظم غيظه، أم يترك العنان لغضبه؟
هل يتمتع بحس المبادرة والإيثار والتضحية؟
إلى أي مدى هذا يكون مستعداً لأن يضحي براحته من أجل عائلته، وهل يحرص على راحة غيره أم أنه إنسان أناني يطلب راحته؟
هل يتحمل مسؤولية أفعاله وأقواله؟
وهل هو إنسان يتحمل المسؤولية الفردية والاجتماعية؟

عزيزتي الفتاة قد تعتبرين أن ما ذكرته أمر مبالغ فيه، نعم لأنك لم تخوضي غمار التجربة بعد، ولكنك لو عرضتها على من سبَقَتْك في هذا الطريق، عندها قد تجدين الأمر مختلفاً.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع

شكراً

SMB

2016-11-04 15:08:11

موضوع مهم جدا وبالصميم جزاكم الله خيراً

نطق لغوي

فضل أحمد

2016-11-11 15:47:32

أنا معي لسونس علوم إجتماعيه في الجامعه اللبنانيه هل يحق لي في في معادلة الشهاده وأسجل تقويم نطق لغوي الرجاء الرد