مع الخامنئي | التبيين في نهج السيّدة الزهراء عليها السلام* تسابيح جراح | من الانفجار... وُلد عزّ لا يُقهر عمائــــــم سلكت درب الشهادة (1) مناسبة | التعبئة روح الشعب الثوريّة مجتمع | متفوّقون... رغم الحرب آخر الكلام  | إلى أحمد الصغير القويّ قيم الحياة الزوجيّة في سيرة أهل البيت عليهم السلام سيرة آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم نموذجُ الحياة الطيّبة الإمام عليّ عليه السلام مظهرُ العدالة والإصلاح برّ الوالدين في سيرة أهل البيت عليهم السلام

شعر: في الأربعين


الشاعر يوسف سرور
 

حَفَرْتُ نداءَكَ في المُقْلَتَيْنْ فردَّدَ دَمْعِي: حَبيبِي حُسَيْنْ
وهزّت كِياني "ألا مِن مُعينٍ" فخُطَّتْ على صَفْحَةِ القلبِ دَيْنْ
فأنْتَ الصَّلاةُ، وأنْتَ الوضُوءُ، ومسحُ الرُّؤُوسِ، وغَسْلُ اليَديْنْ
ووجْهُكَ في اللّيلِ شَفعٌ ووَتْرٌ وفي الفجْرِ إشْرَاقَةٌ مِنْ لُجَيْنْ
فلولاكَ سَاءَتْ جميعُ فِعَالي وَلَمْ أُدْرِكِ الحَقَّ في الحَالَتَيْنْ:
فقُبْحِي قَبيحٌ، وحُسْنِي قَبيحٌ، وزَيْنِي بدُونِ ولائِكَ شَيْنْ!


* * *

نَذَرْتُ زِيَارَتَكُمْ، وانْتَظَرْتُ لِيَأْذَنَ فيهَا قَطِيعُ اليَدَيْنْ
كأنِّي بِكَفَّيْهِ قُرْبَ الفُرَاتِ تُؤَدِّي لِبَارِئِهَا سَجْدَتَيْنْ
وتَعْزِفُ لَحْنَ القُنُوتِ الجَمِيلِ فَيَنْسَلُّ صوتٌ من المِرْفَقَيْنْ:
أَرِقْ قُرْبَةً، قُرْبَةً للحُسَيْنِ، وأَرْفِقْ بأُخْتٍ لَهُ، وابْنَتَيْنْ
وقُلْ: رَبِّ زِدْنِي ... فهذِي أَكُفِّي وذا سَهْمُ عَيْنِي... فِدَى الثَّقَلَيْنْ
وقِبْلَةُ قَلْبِي غدَتْ قُبْلَةً حكَاهَا على الكَفِّ ثَغْرُ الحُسَيْنْ!


* * *

حَبيبي حُسَينٌ، هجَرْتُ حيَاتِي لأبْحثَ فيكَ عَنِ الحُسْنَيَيْنْ
تلأْلأَ وجْهُكَ في ناظِرَيَّ وبَينِي وبينَكَ سبْعُونَ بَيْنْ
فصَارتْ دِمَاؤُكَ قلْباً لقَلْبِي وأضْحَى ضِيَاكَ لعَيْنَيَّ عَيْنْ
وخِلْتُكَ في أضْلُعِي ساكناً فَأَسْرعُتُ أجْثُو على الرُّكْبَتَيْنْ
لأشْتَمَّ منكَ رحِيقَ الفِدَاءِ وأنْشُرَهُ بينَ ذَيْنِ وذَيْنْ
وحرْتُ... أَتَحْلُو بعَيْنِي الحَيَاةُ وقد رَضَّتِ الخَيلُ صدْرَ الحُسينْ!!


* * *
 

ذكرتُ مُصَابَكَ في الأرْبعينَ فسَالتْ دُمُوعي علَى الوَجْنَتَيْنْ
وقد ظَلَّلَتْنِي قُيُودُ السَّبَايَا فصَلَّيتُ في ظِلِّهَا رَكْعَتَيْنْ
كأنِّي بأَنَّاتِ "زَيْنِ العِبَادِ" تبُثُّ ندَاءَكَ في الخَافِقَيْنْ
كأنِّي بِـ "يا جَابرٌ هَا هُنا...." تَجَلَّتْ مَآذِنَ في الأَصْغَرَيْنْ
وما زالَ صوتُكَ يحْلُو ويعْلُو ويهتِفُ: "أينَ المُوالُونَ، أيْنْ؟
لِيَبْكُوا علَى مَصْرَعِي مَرَّةً ويبكوا على زَيْنَبٍ مرَّتَيْنْ"!


* * *

لهَجْتُ بذِكْرِكَ يا سيِّدي فحَانَ منَ الحُزْنِ في الرُّوحِ حَيْنْ
وحَرَّمَ جِلْدِي طُقُوسَ الوَفَاةِ فلا كَفَناً يبتَغِي أو كُفَيْنْ
وخطَّتْ دمائي حُرُوفَ الولاءِ لأحيَا "حَبيباً"، وأحيَا "ابْنَ قَيْنْ"
بِحَاءٍ وسِينٍ وياءٍ ونونٍ تُسَطِّرُ "بَدْراً" هُنا، أو "حُنَيْنْ"
وقَبَّلَ عَقْلِي جَبِيْنَ الجُنُونِ لأَرْسُمَ "عَابسَ" في المُقْلَتَيْنْ
وأفْلَتَ قَلبِي، فلاحقْتُهُ، فأسْرَعَ بي نحوَ قَبْرِ الحُسَيْنْ!
أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع