أذكار | أذكار لطلب الرزق مع الإمام الخامنئي | سيّدة قمّ المقدّسة نور روح الله | الجهاد مذهب التشيّع‏* كيـف تولّى المهديّ عجل الله تعالى فرجه الإمامة صغيراً؟* أخلاقنا | الصلاة: ميعاد الذاكرين* مفاتيح الحياة | التسوّل طوق المذلَّة* الإمام الصادق عليه السلام يُبطل كيد الملحدين تسابيح جراح | بجراحي واسيتُ الأكبر عليه السلام  تربية | أطفال الحرب: صدمات وعلاج اعرف عدوك | ظاهرة الانتحار في الجيش الأميركيّ

أفغانستان: قلب آسيا النازف



* الموقع والمحيط
تقع أفغانستان في قلب آسيا. تبلغ مساحتها 652.211 كلم2. وهي بلاد داخلية لا شواطىء بحرية لها. أقرب البحار إليها بحر عمان "البحر العربي" الذي يبعد عنها قرابة الخمسمائة كلم.
يحد أفغانستان من الشمال تركمنستان، أزبكستان، وتاجيكستان. كما تقع في أقصى الشمال حدودها مع الصين الشعبية"مقاطعة سينكيانغ ذات الحكم الذاتي" ويحدها من الغرب إيران، ومن الشرق والجنوب باكستان.

* عدد السكان
يبلغ عدد سكان أفغانستان"حب إحصائيات عام 1984م" 23 مليون نسمة، يشكل المسلمون 99% منهم ويتوزعون ما بين المذهب الحنفي بنسبة 64%، والمذهب الشيعي الاثنا عشري بنسبة 35%. وهناك نسبة ضئيلة من الشيعة الإسماعيلية إلى جانب نسبة ضئيلة أيضاً من الهندوس والنصارى واليهود بنسبة 1%.

* مميزاتها
أفغانستان بلد جبلي، تحتل الجبال قرابة السبعين بالمئة"70%" من مساحته. وتتميز هذه الجبال بعلوها الشاهق وغاباتها الخضراء ومياهها العذبة وجمالها الخلاب. أشهر قممها قمة "شاه فولاي" في جبل بابا التي يبلغ ارتفاعها"5158م" وأشهر جبالها "هندوكوش"، "بابا"، "سليمان"، و"سبين غور".
ونظراً لوجود الجبال والقمم الشاهقة، فإن هناك أودية سحيقة.
كما تمتد في أفغانستان القفار الجرداء والصحاري القاحلة.
 

بالإضافة إلى كل ذلك، فإن أفغانستان بلاد غنية بالأحجار الكريمة المختلفة والمعادن، لا سيما الحديد والفحم الحجري والرخام والرصاص والكبريت.. وهذه تتركز في منطقة هزارة جات، إضافة إلى البترول وغيره.
ولأفغانستان موقع جغرافي هام وحساس وذلك لوقوعها في قلب القارة الآسيوية، وعلى بوابة الهند والشرق الأقصى، ولارتباط تاريخها بتاريخ منطقة واسعة تمتد من العراق إلى عمق شبه القارة الهندية. فقد كانت تشكل جزءاً مهماً في تاريخ آسيا لموقعيتها المتوسطة، ولوجود الممرات الجبلية فيها"في جبال الهندوكوش" التي جعلتها همزة وصل ما بين الشرق والغرب، ومعبراً للقوافل التجارية، فكانت ملتقى للحضارات القديمة.

* أسماؤها
عرفت أفغانستان خلال مسيرتها التاريخية بثلاثة أسماء هي:
1- آريانا: نسبة إلى الآريين الذين هاجروا إليها من وراء نهر جيحون وأقاموا دولتهم فيها.
2- خراسان: وهو من أشهر أسمائها، ويعني مظلع الشمس، وأطلق عليها من القرن الخامس الميلادي وحتى القرن التاسع عشر.
3- أفغانستان: ويعني بلد الأفغان. والأفغان اسم آخر لقبائل البشتون التي حكمت أفغانستان أكثر من قرنين، والتي بادرت إلى تغيير اسم البلاد من خراسان إلى أفغانستان، أواخر القرن الثامن عشر ميلادي.

* استقلالها
نات أفغانستان استقلالها الشكلي عام 1921م إبان حكم الملك أمان الله خان بعد انتهاء الحرب الأفغانية البريطانية الثالثة.
كان نظام الحكم الملكي، حاكماً على البلاد حتى سنة 1973م، حيث كان الحاكم آنذاك الملك محمد ظاهر شاه الذي قضى على حكمه وعلى النظام الملكي كله ابن عمه داود خان، الذي انقلب انقلاباً أبيض عليه وأقام النظام الجمهوري.
هذا، وأفغانستان اليوم واحدة من الدول المستقلة التي تنتمي إلى مجموعة دول عدم الانحياز.

* اللغات المتداولة
تعتبر اللغة الفارسية"الدرية" هي اللغة الرسمية في البلاد، حيث يتناولها ويتداولها حوالي الـ90% من الشعب الأفغاني على اختلاف قومياتهم وعروقهم. تليها في الدرجة الثانية اللغة البشتونية وهي لغة قبائل البشتون"الأفغان". وقد حاولت الأنظمة البشتونية الحاكمة فرض اللغة البشتونية على القوميات الأخرى.

* شعوبها وعرقياتها
يتألف الشعب الأفغاني من مجموعات عرقية مختلفة أهمها:
1- البشتون: وهؤلاء يشكلون حوالي 40% من مجموع السكان، ولهم امتداد في باكستان، ويطلق علهيم كما ذكرنا آنفاً الأفغان. وغالبيتهم من المسلمين السنة، وفيهم عدد قليل من المسلمين الشيعة.
2- الهزارة: ويشكلون نسبة 30% من السكان ويقطنون المرتفعات المتوسطة ومناطق الشمال، وتزداد نسبتهم في العاصمة كابل.
يقترن التشيع في أفغانستان بقبائل الهزارة الذين عمدت السلطات الحاكمة منذ عام 1880 إلى اضطهادهم وحرمانهم من حقوقهم المدنية.
3- التاجيك: وتقدر نسبتهم بحوالي 20% يسكنون في مناطق الشمال والشمال الشرقي للبلاد. وأغلبهم من المسلمين السنة التابعين للمذهب الحنفي، وفيهم عدد قليل من الشيعة الإمامية. أما لغتهم التي ينطقون بها، فهي الفارسية. هذا وقد يطلق اسم "التاجيك" على جميع الناطقين بالفارسية عدا "الهزارة".
4- الأزبك: وهؤلاء يشكلون 5% من عدد السكان. وهم امتداد لسكان أزبكستان، وينطقون بالتركية الأزبكية، ويقطنون الشريط الحدودي الممتد بين أفغانستان وأزبكستان ومناطق شمال البلاد. وأغلبهم من المسلمين السنة على المذهب الحنفي.

* دخول الإسلام إليها
دخل الإسلام إلى أفغانستان في عصر الفتوحات، حينما زحف الجيش الإسلامي بقيادة الأحنف بن قيس إلى خراسان، وفتح هرات وبلغ وكابل، وذلك في زمن الخليفة عمر بن الخطاب"سنة 644م/ 22هـ" ونجحوا بعد عدة معارك في تثبيت أقدامهم، فتحولت أفغانستان إلى نقطة انطلاق لجيش الفتح الإسلامي، وامتد الفتح حينها إلى بلاد ما وراء النهر والهند حتى سور الصين العظيم.
ولقد أحدث دخول الإسلام، لا كعقيدة دينية فحسب بل كنظام حضاري وثقافي، انقلاباً عظيماً في حياة الشعوب، حيث أزالت النظم الإسلامية ما كان سائداً من عادات وتقاليد وثقافات وأساطير قديمة، وأحلت محلها الثقافة الإسلامية. فأصبح أهلها يعتزون بدينهم القويم ومبادئه السامية ويزهون بتراثه الإسلامي الباهر في الأدب والفنون والفلسفة و...
ولقد لمع من أفغانستان، في شتى العصور عدد كبير من علماء المسلمين الذين برعوا في الفقه والشريعة والأدب وغيرها...

* الأسر الإسلامية التي حكمتها
تداولت حكم أفغانستان، أسر إسلامية عديدة نذكر منها:
1: الطاهريون:
ومؤسس هذه الأسرة هو طاهر بن الحسين بن زريق بن ماهان من منطقة بوشنج بالقرب من هرات. وكان طاهر قائداً لجيش المأمون، وقد عينه أميراً على خراسان. وتعاقب على الحكم عدد من أبناء الأسرة الطاهرية التي دام حكمها حوالي الإحدى والخمسين سنة"821م- 872م".
 

2: الصفاريون:
ومؤسس هذه الأسرة هو يعقوب بن ليث الصفار. وذلك في عام 247هـ عندما استولى على الحكم، وحكم سبعة عشر عاماً، وخلفه في الحكم أخوه عمرو بن ليث.
آخر سلاطين هذه الأسرة كان خلف بن بانو الذي أسره السلطان محمود الغزنوي.
 

3: السامانيون:
منؤسس هذه الدولة هو أسد بن سامان من بلخ. حكمت هذه الأسرة من سنة 892م إلى سنة 999م، وتعاقب على الحكم فيها أحد عشر سلطاناً، إلى أن انقرضت على أيدي الغزنويين.
 

4: الغزنويون:
أسس الدولة الغزنوية ألف تكين الذي دخل في خدمة السامانيين فولوه خراسان. وأسس دولة امتد سلطانها حتى شمل أفغانستان كلها.
برز من هذه الأسرة السلطان محمود الغزنوي الذي كان من أشهر ملوك الشرق، وخير نصير للفنون والآداب، والذي شيد امبراطورية واسعة شملت أفغانستان وفارس وجانباً كبيراً من الهند. وهو الذي عمل على دخول الدين الإسلامي ونشره في شبه القارة الهندية.

- يتبع-
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع