نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

أفغانستان قلب آسيا النازف "2"



في العام 1979 دخلت قوات الجيش الأحمر السوفياتي أفغانستان وسلمت الحكم في بادئ الأمر لموظف نور طرقي ثم عزل واستدعي بابرك كارمل في ألمانيا الشرقية لاستلام السلطة بعده.
واستمر الاحتلال السوفياتي ما يقارب العشر سنوات قتل خلالها مئات الآلاف من المسلمين وشُرد حوالي ستة ملايين إلى إيران التي ما زالت تستقبل معظمهم حتى الآن.


* نظرة عامة

تحت وطأة الضربات الموجعة التي ألحقها المجاهدون الأفغان بالقوات السوفياتية وبناءً لاتفاقية جنيف 1988، انسحبت الجيوش الغازية من أفغانستان مخلفةً وراءها حكماً عميلاً لها يعمل بتوجهاتها على رأسه نجيب الله، لذلك استمرت الحرب بينه وبين المجاهدين، لأن ذلك النظام ظلَّ يمثل الامتداد الشيوعي، وهذا ما لا ينسجم مع عقيدة الشعب الأفغاني الذي يتميز بشدة تعلقه بالإسلام، فلم يستطع الصمود أكثر من ثلاث سنوات حيث سقط عام 1992 بفرار زعيمه من القصر الجمهوري.

مما جعل الفصائل الأفغانية تجتمع لتختار صبغة الله مجددي رئيساً لمدة شهر على أن يليه برهان الدين رباني لمدة أربعة أشهر الذي استطاع أن يشكل برلماناً مؤيداً له يضمن إعادة تعيينه لمدة سنتين مما أثار حفيظة الفصائل المعارضة وعلى رأسهم قلب الدين حكمتيار، وذلك كان السبب لأن تعود أفغانستان لتدخل أتون الحرب، إنما هذه المرة، الحرب الأهلية البغيضة التي تختلف عن الجهاد اختلافاً جوهرياً، وفي آذار 1993 توسطت كل من باكستان- إيران- السعودية لعقد مؤتمر في إسلام آباد تحددت على أثره فترة حكم رباني بثمانية عشر شهراً وأيضاً تحددت ضرورة تشكيل حكومة ائتلافية انتقالية برئاسة حكمتيار.

إلا أن الاتفاق فشل مجدداً بسبب استبعاد حكمتيار لأحمد شاه مسعود من وزارة الدفاع، وبسبب تفرد رباني وعدم احترامه لنصوص اتفاقية إسلام آباد، فعاد القتال مجدداً بين قوات حكمتيار وقوات تحالف رباني- أحمد شاه مسعود فمن هم هؤلاء؟
وأين هم الشيعة في هذا النزاع؟
في الإجابة على السؤال الأول لا بد من ذكر مسألة مهمة وهي أن معظم الأحزاب والحركات الإسلامية إما أحزاب منشقة عن بعضها. وإما تحالفات أحزاب كثيرة، وأكثرها يتسم بالطابع المذهبي "شيعة- سنة" أو القبلي "هزارة- البشتون" أو القومي "ناجيك- ازبك"

 ولا بد من ذكر أهم الحركات الإسلامية السنية في أفغانستان التي هي:
أ- الحزب الإسلامي بقيادة قلب الدين حكمتيار.

ب- الجمعية الإسلامية الأفغانية بزعامة برهان الدين رباني "أحمد شاه مسعود".

ج- الحزب الإسلامي "جناح يونس خالص".

د- الاتحاد الإسلامي لتحرير أفغانستان بزعامة عبد رب الرسول سياف.

هـ الجبهة الوطنية لتحرير أفغانستان برئاسة صبغة الله مجددي.

و- الحركة الوطنية الإسلامية بزعامة الجنرال عبد الرشيد دوستم.

وفي الإجابة عن السؤال الثاني نبدأ بلمحة عامة عن تاريخ الشيعة في أفغانستان.

يقول السيد جمال الدين الأفغاني أن الغوريين "سكان هزارو جات معقل الشيعة" أسلموا في بدايات الهجرة النبوية وارسلوا جماعة منهم ليتفقهوا في الدين، ويقال إنهم أسلموا أيام خلافة الإمام علي عليه السلام وأظهروا ولاءُ شديداً للإسلام وأهل البيت عليهم السلام حيث رفضوا الانصياع لأوامر معاوية بن أبي سفيان بستٍ وشتم الإمام علي عليه السلام على المنابر مما آثار سخطه فأرسل جيشاً لمحاربتهم فأصبحت مناطقهم معقلاً للمقاومة الشيعية ضد الأمويين ومن ثم العباسيين.

كما لم ينحصر دور الشيعة في الدفاع عن مذهب أهل البيت عليهم السلام بل كان لهم دور بارز في الدفاع عن أفغانستان ووحدتها واستقلالها وقدكان له مشاركة كبيرة في معارك التحرير ضد القوات البريطانية والروسية وقدموا عشرات الآلاف من الشهداء في هذا السبيل.
والملاحظ أن الشيعة قد قدموا خلال عهود الجهاد هذه العديد من علمائهم فمن الأوائل "سماحة آية الله السيد سرور الواعظ البهسوري، آية الله الشيخ محمد أمين افشار، آية الله الشيخ سلطان تركستاني، آية الله السيد مصباح..".

وحتى آية الله الأستاذ عبد العلي مزاري الأمين العام لحزب الوحدة الإسلامية كان لهؤلاء العلماء ولفتاوى الجهاد التي أصدروها الأثر الكبير في اندلاع الثورة الإسلامية في أفغانستان وفي ترشيد الشعب المسلم في هذا البلد وعلى الرغم من ذلك يقول البعض أن لا وجود للمسلمين الشيعة في أفغانستان والبعض الآخر قالوا إنهم أقلية ضئيلة، أما المنصفون فلم يعارضوا منح مقعد واحد لهم في الحكومات المؤقتة التي تشكلت أكثر من مرة بعد الانتصار على نظام نجيب الله، إضافة إلى هذا عمدت بعض الحركات الإسلامية الأفغانية المتأثرة بالفكر الوهابي والمدعومة من دولة عربية معروفة إلى نفي دور الشيعة الجهادي وادعت أنهم يشكلون الطابور الخامس في أفغانستان بيد أن البسالة والإيثار والتضحية التي أبداها أبناء الإسلام المحمدي الأصيل لاسيما بعد تحريرهم مدينة "مزار شريف" الاستراتيجية في شمال البلاد ودخولهم إلى العاصمة كابول والتخطيط والعمل العسكري المتميز الذي تجلى في المدن الكبرى أثناء التحرير أبرز الوجه الحقيقي لشيعة أفغانستان الذين توحدوا تحت لواء حزب الوحدة الإسلامية كأبرز مظهر من مظاهر العمل على توحيد البلاد تحت راية الإسلام.

* نشوء حزب الوحدة الإسلامي

في تموز 1989 وفي ذكرى رحيل أربعين رحيل الإمام الخميني قدس سره وقعت الأحزاب الشيعية التسعة المنحلة على ميثاق الوحدة المؤلف من عشرين بنداً، حيث أكد الجميع على ضرورة تصعيد الجهاد لإقامة حكومة إسلامية على ضوء القرآن والسنة وولاية الفقيه الشرعي الجامع للشرائط وعلى أن أعلى سلطة في الحزب هي "شورى النظار" المؤلفة من 13 عضواً من كبار العلماء في البلاد، كما أنشأوا شورى مركزية وتسع لجان إجرائية على أن تنتخ الشورى ناطقاً رسمياً كل سنة.

مع استشهاد الأمين العام لحزب الوحدة آية الله الأستاذ عبد العلي مزاري دخلت الساحة الأفغانية مرحلة خطرة من أبرز سماتها ظهور مفاجىء ونمو متسارع لفصيل عسكري جديد يعمل بسرعة مذهلة على تبديل مواقع القوى وتغيير الجغرافية العسكرية وهو ما يسمى بـ"حركة الطالبان" التي اكتسحت ثلث أقاليم أفغانستان وما زالت ترحل صوب العاصمة "كابول" والتي قوامها 30 ألف مقاتل يملكون 200 دبابة و30 طائرة وتضم بين ظهرانيها زعماء حزببين هم أحمد جيلاني وصبغة الله مجددي ويونس خالص. وتتشكل من شيوعيين سابقين بالرغم من الطابع الذي تدعيه والمستشف من اسمها "حركة طلاب الفقه".

على أن هذا الزحف توقف عند مداخل "كابول" حيث ما زالت قوات رباني وأحمد شاه مسعود بكامل استعداداتها بالرغم من أن قوات حكمتيار أخلت مواقعها لهذه الحركة من أجل انتظار النتيجة.
أما بالنسبة لحزب الوحدة فإن وجوده في "كابول" ضروري جداً حيث يمثل هذا التواجد قوة سياسية، وعسكرية تسمح له بأن يكون عنصر أساساً في أي توافق يصل إليه الأفرقاء بعد فشل أحلام "الطالبان" في نزع أسلحة الميليشيات وإقامة حكومة أحادية الجانب.

وعلى هذا فاتباع مذهب أهل البيت عليهم السلام في تلك البلاد يتوسمون بالجمهورية الإسلامية في إيران الخير كله وما على المسلمين في جميع أنحاء العالم إلا الإيعاز للجميع بضرورة الاستظلال بمظلة الإسلام والعودة إلى حكم الله وبذلك تنتهي هذه الحرب الأهلية التي لا تخدم إلا الاستكبار المتمثل بأميركا في هذا العصر.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع