أذكار | أذكار لطلب الرزق مع الإمام الخامنئي | سيّدة قمّ المقدّسة نور روح الله | الجهاد مذهب التشيّع‏* كيـف تولّى المهديّ عجل الله تعالى فرجه الإمامة صغيراً؟* أخلاقنا | الصلاة: ميعاد الذاكرين* مفاتيح الحياة | التسوّل طوق المذلَّة* الإمام الصادق عليه السلام يُبطل كيد الملحدين تسابيح جراح | بجراحي واسيتُ الأكبر عليه السلام  تربية | أطفال الحرب: صدمات وعلاج اعرف عدوك | ظاهرة الانتحار في الجيش الأميركيّ

ذكرى أريج العصمة

في ذكرى بضعة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فتهلّل النساء وتكبرن لمجد عبر كل حدود الشكل والظاهر وحلّق بجناحي الإيمان ليجاور الأنبياء والمرسلين.

هي ذكرى الأنوار التي تبعث في نفوس المخبتين كل معاني حياة الروح فترتفع بها إلى مدارج الملكوت وحضرة القرب. فالصدّيقة الزهراء عليها السلام قد جسدت بسيرتها وراثة الأنبياء عليهم السلام، لي فقط في الطهر والعصمة بل في حمل أمانة إلهية استودعها الله فيها وفي ذريتها يعجز الأولياء المقربون عن إدراك كنهها. ولأنها صاحبة القلب الأكبر، فقد شاهدت ما سيجري على أمة الرسول من بعده، ورأت أبناءها صرعى، وحملت شكاية الإرث المسلوب. ولأنها أسرعت الرحيل عن دار الفناء فقد أضحت أروع مثال لشهدائنا في ريعان شبابهم، وعلمتهم أن الحياة الحقيقية في موتهم قاهرين، وأن عمر الإنسان مهما كان قليلاً فهو بحجم الهم وثقل المسؤولية لا بعدد السنين.
لا عجب أبداً أن يكون نداء الأحرار في مواجهة الطغاة "يا زهراء"، لأن أول نداء انبعث في وجه الظالمين بعد رحيل الأمين هو نداء الزهراء. ولأن شهداءنا ومجاهدينا هم السابقين في آحاد الأمة فإن قدوتهم هي السابقة بالرفض والثورة.

* دروس نتعلمها
لئن كان أجل الإنسان الذي يمثل فرصة تكامله ف هذه الدنيا عامراً بفيوضات إلهية، فإن الأمم تمنح فرصاً أيضاً. ولئن كان الهدف من وجود الإنسان هو شهود قدرة الله المطلقة وعلمه اللامتناهي كما قال عز من قائل: ﴿الله الذي خلق سبع سموات ومن أرض مثلهن يتزل الأمر بينهم لتعلموا أن الله على كل شي‏ء قدير وأن الله قد أحاط بكل شي‏ء علما. فإن حركة الأمم إما أن تكون نحو شهود قاهرية الله كما فُعل بالأقوام السابقين، أو نحو شهود رحيمية الله، وهم ثلة وقليل. وأمتنا اليوم على موعد مع الشهود، فإما أن تقهر وإما أن تقهر. وكل الأيام فرص وشهود الحق في ظل الرحمة المطلقة لرب العالمين. وما زالت أمطار سحائب الغيب تهطل على أرضنا ببركة دماء الصادقين وتضحيات المجاهدين، وها هي الحقائق ماثلة أمام ناظرنا ترسم للغد حلم الواقع. لقد اجتمع كل الأعداء متضافرين لإسكات انتفاضة الإرادة الحرة وإخماد لهيب الثورة الإسلامية، ولو كانوا استطاعوا لفعلوا ولكن الله هو خير الماكرين. فقط ضعاف الإيمان يخيفهم غوغاء الكفر وضجيجه، أما الذين آمنوا فإنهم يزدادون إ يماناً وقوة، لأن اجتماع الكثرة هو الحدود النهائية التي تفصلهم عن عالم الوحدة واللقاء بالمحبوب الأول: ﴿الذين إذا قال لهم الناس أن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً ولأنهم يعلمون أن هذا من بشائر النصر حيث شهود حقيقة: ﴿وما النصر إلا من عند الله، فإنهم يفرحون بنصر الله، لأن الله قد جعلهم شهداء الرحمة الرحيمية دون سواها.

فاعلموا أن لله جنود السموات والأرض ولو شاء لما ترك عليها منهم أحداً ولمحاهم عن بكرتكم وهم في خوضهم يترددون. ولكن الله عزة آلاؤه يريدنا أن نصل إلى يقين الحقيقة، ولا يحصل ذلك إلا بحرارة البلاء وغمار الحرب.

والسلام‏

 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع