مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

تحقيق: مركز تأهيل الطفل المعاق- بعلبك

 


هم أولياء النعمة وخدمتهم بنظر الإمام قدس سره أفضل عبادة، وعيدنا الحقيقي عندما نحقق لهم الحياة المرفهة والسليمة ولذلك كان يقول: «أوصي الجميع بالسعي لتحقيق الرفاه للطبقات المحرومة فإن ذلك خير الدنيا والآخرة».

هي جمعية إمداد الإمام الخميني قدس سره الخيرية الإسلامية، حفظت الوصية وحملت الأمانة، ولا شك في أن ما تقدمه من إعانات ومساعدات للمعوزين والمساكين والأيتام والعجزة والمحتاجين في مختلف المجالات قد أقرّ عين الإمام رضي الله عنهوأسعد روحه الطاهرة في عالم القدس وجوار أولياء الله المقرّبين.

ومسيرة الخدمة متواصلة لا تتوقف، ففي العام الماضي افتتحت مركزاً لتأهيل الطفل المعاق في بعلبك، وبعد النجاح الكبير توجهنا إليه للتعرف إليه عن كثب فالتقينا مدير المركز المهندس الحاج عبد المنعم نون وكان هذا الحوار:

* لماذا تفتتح جمعية الإمداد مركزاً لتأهيل الطفل المعاق، ولماذا في بعلبك؟
- للإجابة عن هذا السؤال لا بد من توضيح الأهداف العامة للجمعية بإيجاز، وهي باختصار إعالة من لا معيل له ولا كفيل، ومساعدة المساكين والعجزة والأيتام على الأراضي اللبنانية كافة.
والإعالة هنا تشمل الكثير من الأمور مثل بناء المساكن، تأمين الملابس، مشاريع تطوير العوائل للوصول بهم إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي، تأمين القرطاسيات والكتب المدرسية للطلاب، دفع الأقساط المدرسية للمعوزين، تأمين المساعدات العينية والمادية، الصحية وغيرها، في المناسبات وغيرها مثل كسوة العيد وما إلى ذلك.
وعليه فاهتمامات الجمعية متعددة الجوانب ومتنوعة المجالات، وأحد هذه الاهتمامات الرئيسية الجانب التربوي، ولذلك نجد لها مراكز تربوية ومدارس تعليمية حديثة في مختلف المناطق اللبنانية.
والطفل المعاق يحتاج إلى اهتمام تربوي خاص، والجمعية الحريصة على وصية الإمام رضي الله عنهودورها الرسالي ليست بالتي تنسى مسؤولياتها أو تتغافل عنها فكان لا بد من معاهد خاصة لتأهيل الأطفال المعاقين.
أما لماذا في بعلبك- وهو سؤالك الثاني- فليس في الأمر خصوصية زائدة، فالجمعية التي آلت على نفسها أن تكون قريبة إلى الناس ولذلك لها فروع متعددة في النبطية وصور وبعلبك والهرمل والبقاع الغربي، بالإضافة إلى المركز الرئيسي في حارة حريك، وقبل ست سنوات افتتحت مركزاً لتأهيل الطفل المعاق في النبطية، وبعد نجاح التجربة وتوافر الإمكانات، ومنطقة البقاع منطقة محرومة ومعرضة لإهمال مزمن من قِبَل الدولة وغيرها، وهذا ولَّد الكثير من حالات الإعاقة، ومع ملامسة جراحات الناس وعملاً بوصية الإمام كان لا بد من افتتاح هذا المركز في المنطقة، وكان ذلك في العام الماضي، وهو بالطبع لن يكون الأخير، فهناك مراكز أخرى سيتم افتتاحها في مناطق أخرى عند استكمال مقوّماتها.

* هل لكم أن تعطونا لمحة عامة عن المركز؟
- يقع المخيم في مباني مخيم الإمداد الواقع في منطقة الطيبة التي تبعد حوالي الستة كيلومترات إلى الجهة الجنوبية لمدينة بعلبك، وبالتالي فالأطفال يستفيدون من الوسائل الترفيهية الموجودة في المخيم (مسبح، ملاعب متنوعة، ملاهٍ و..) مبنى المركز مؤلف من طابقين فيهما غرفة للإدارة ومكتبة ونظارة وأمانة سر وغرفة للمعلمين وغرفة تنسيق وعيادة طبية وأربعة عشر صفاً، بالإضافة إلى غرفة للنشاطات وقاعات للتدريب المهني.
كان العام الماضي (1998) أول عام دراسي للمركز، وقد كانت التجربة الأولى ناجحة جداً حيث ضم المركز ما يقارب المئة طالب في عامة الأول.
تقدمت مئات الطلبات للعمل في المركز واستدعينا حوالي الأربعين منها وكلهم من حمَلة الاختصاصات والشهادات العالية (دكتوراه وليسانس في التربية المختصة وعلم النفس وما إلى ذلك)، ونحن إذ نشكر الله على هذا التوفيق نعتبر أننا ما زلنا في أول الطريق.
التدريب على الرسم على الفخار

* ما هي الخدمات التي يقدمها المركز، وهل تستقبلون حالات داخلية؟
- نعم، لقد فاتني أن ألفت النظر إلى أن المركز ينقسم إلى قسمين:
أ- قسم خارجي: وهو عبارة عن مدرسة مختصة تهتم وترعى الأطفال ذوي الإعاقات العقلية الذين تتراوح أعمارهم ما بين الثلاثة أشهر وال-18 عاماً.
ب- وقسم داخلي: وهو عبارة عن مبنى بمثابة منزل بديل للأطفال الذين يسكنون قرى ومدن بعيدة عن المركز، ويستوعب هذا القسم حالياً حوالي الثمانين طفلاً من أصل المئة- أي أن القسم الأكبر من الحالات التي يستقبلها المركز هي حالات داخلية- وفي هذا المنزل البديل يسكن كل خمسة أطفال من جنس واحد في غرفة، ويسهر على راحتهم وتأمين طلباتهم أخوة للذكور، وأخوات للإناث.
أما الخدمات التي يقدمها المركز فتتوزع على البرامج التالية:
1- برنامج التدخل المبكر.
2- برنامج تربوي أكاديمي للقابلين للتعلم.
3- برنامج إعداد مهني وتدبير منزلي.
4- برنامج توجيه وإرشاد ورعاية أسرية.
5- برامج ترفيهية (نشاطات- مخيمات صيفية- رحلات- مسابقات...).
* هل استقبلتم كل الحالات التي جاءت إليكم؟
- في الواقع كانت الطلبات التي تقدمت للانتساب إلى المركز كثيرة جداً وفوق قدرة المركز على استيعابها، ولذلك لم نستطع أن نستقبلها جميعاً، ولهذا فقد تطلعت الجمعية إلى افتتاح فرع آخر في الهرمل وهي على هذا الطريق.

* بالعودة إلى أهداف المركز، هل يمكن أن تحدثونا عنها قليلاً؟
- أولاً لا بد من تعريف المعوّق حتى يتسنى لنا تحديد هوية الطفل الذي سينضم إلى أسرة المركز وبعدها تتضح الأهداف المرجوة من المركز.
إن جمعية الإمداد الخيرية الإسلامية قد آلت على نفسها- ووفق إمكاناتها- أن تهتم بالأطفال ذوي الإعاقات العقلية الخفيفة والمتوسطة الذين تتراوح أعمارهم بين 3 أشهر و18 عاماً، مع الإشارة إلى إمكان الاهتمام بالحالات التي تعاني من إعاقات جسدية بسيطة المترافقة مع إعاقة عقلية شرط أن يكون المعوَّق قادراً نسبياً على التحكم بجسده.
وعليه فالحالات التي نستقبلها حالياً هي حالات التخلف العقلي البسيط والخفيف مثل التأخر الدراسي، ضعف الذاكرة، البساطة والسذاجة، المنغول، و...
أما الأهداف التي يعمل المركز على تحقيقها تنقسم إلى عامة وخاصة.
فالأهداف العامة هي:
أ- التصدي لقضية الإعاقة والاهتمام بشؤون المعوقين للوصول إلى مرحلة الدمج الاجتماعي.
ب- تخفيف الأعباء النفسية والاجتماعية والاقتصادية عن أسر المعوقين بما ينسجم مع الأهداف الاستراتيجية للجمعية (إعالة من لا معيل له).
ج- رفع مستوى الوعي الاجتماعي والصحي الوقائي في المجتمع المحلي.
أما الأهداف الخاصة فهي:
أ- تأمين برامج الرعاية الأسرية وتتضمن:
1- الزيارات الميدانية.
2- إقامة الندوات والمحاضرات.
3- التوجيه الإعلامي.
4- إقامة النشاطات العامة (رحلات، تبادل زيارات، مشاركة في معارض).
ب- تأهيل وتدريب وتعليم الطفل المعوَّق بما ينسجم مع استعداداته العقلية، الجسدية، النفسية، الاجتماعية.
وباختصار يمكن القول بأن الهدف الأساس هو الوصول بهؤلاء الطلاب إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي عقلياً وجسدياً، ومادياً بحيث يستطيع المعوّق أن يعيل نفسه ويستقل عن أهله والآخرين.

* ما هي أهم النشاطات خلال العام الماضي؟
- لقد بدأنا هذه السنة بمرحلة التدريب المهني من طرش ودهان و.. (للذكور) وخياطة وتدبير منزلي (غسيل، كوي، تحضير طعام، نظافة شخصية، للإناث).
وهناك نشاطات عامة مثل رحلات خارج المركز، ومشاركة في المعارض التي تقام داخل وخارج المركز، طبعاً هناك أطباء مختصون يعاينون المرضى، ومتابعة صحية دورية للطلاب.
وهناك زيارات للأهالي لمتابعة أوضاع الطلاب وكيفية تطويرهم، وهناك تدريبات رياضية منظمة.
ومن جهة أخرى هناك دورات تدريبية مستمرة لتطوير الطاقم الإداري والتعليمي.
ولا يفوتني أن أذكر أن بعض الطلاب شاركوا في دورة الأولمبياد التي جرت في صيدا وفاز اثنان منهم بجائزتين فضيتين وآخر بجائزة برونزية.

* كلمة أخيرة؟
- في الحقيقة أول الكلام وآخره عهد قطعناه على أنفسنا لإمامنا الراحل قدس سره والقائد المفدى (دام ظله)، أن نستمر في خدمة المحرومين والمستضعفين، وشعارنا نهج السيد عباس (رضوان الله عليه): سنخدمكم بأشفار عيوننا، ومن الله نستمد العون ونسأله التوفيق.

الطلاب الفائزون الذين شاركوا في دورة الأولمبياد.

ونشكر الأخوة في مجلة بقية الله المحترمين على هذه المبادرة الطيبة تجاه المركز، ونتمنى لهم دوام السعادة والمزيد من النجاح والتوفيق.


 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع