أذكار | أذكار لطلب الرزق مع الإمام الخامنئي | سيّدة قمّ المقدّسة نور روح الله | الجهاد مذهب التشيّع‏* كيـف تولّى المهديّ عجل الله تعالى فرجه الإمامة صغيراً؟* أخلاقنا | الصلاة: ميعاد الذاكرين* مفاتيح الحياة | التسوّل طوق المذلَّة* الإمام الصادق عليه السلام يُبطل كيد الملحدين تسابيح جراح | بجراحي واسيتُ الأكبر عليه السلام  تربية | أطفال الحرب: صدمات وعلاج اعرف عدوك | ظاهرة الانتحار في الجيش الأميركيّ

بأقلامكم‏

الطفولة الشهيدة

كيف ألملم جراح الحروف والكلمات؟ بأي لغة أرسم على الورق ذاكرة حزينة؟ كيف أرسم دمعة حزينة في ثنايا لوحة الطفولة، كي أعيش لحظة صفاء بدون بكاء وصراخ؟ عندما يصير الوطن نفقاً يلغي المسافات، بين وجهة ووجه، وتنطفئ العيون وتصبح غربة الطفولة مشابهة لغربة الوطن ولغربة الموت. ذات يوم من أيام حرب تموز للعام 2006 غفوت على أصوات أزيز الرصاص وصوت الصواريخ كي أستيقظ على صرخة الحرية على غضب الذات على تلك الفاجعة وانهض من عزلتي من قفص أحلامي لأكسر جدران الحياة، وأركض مجردةً من الذات لأكون عندليبة تنشد للحرية صفحات، وللوطنية حكايات، وللشهداء دموعاً تولد آهات. وفي المشهد الآخر وراء سكون الليل اختبأ العدو الغاشم يقصف بسمة الندى المزروعة في بستان الحياة، لبراءة الطفولة التي هي اللبنة الأولى في المجتمع، إلى نواة الطفولة التي لا تعرف إلا سمات الحياة الجميلة، في أمنها وسعادتها وسلمها، إلى الحلم القتيل إلى الطفل الذي تعلق صوته بدوي القنابل، إلى الأمل القادم في حقول الموت إلى حدود الحياة، إلى البسمة الذي تعزف للأجيال ألحاناً تزهر بالآمال، والدنيا تزهر بالأطفال، كسماء ترفل بالأقمار، فسلام لبراءتكم المسلوبة، رحلتم كوميض البرق تبحثون عن جنات خضراء تؤتي أكلها كل حين. ها هي أرواحكم تسكن في مساحتنا، هي الطفولة الشهيدة. ختاماً ها هم رفاقكم في المدرسة دونكم فقدوكم لكننا نعدكم بأنكم ستبقون في قلوبنا جميعاً ستبقى براءة عيونكم، ونعومة أناملكم التي ما رسمت إلا الزهور وعصافير السلام، لكم يا عصافير الجنة مليون سلام.

إسراء ملاح كركي‏
******

هائمٌ بعشقك يا زهراء

وغفوتُ على أنغام اللَّحن الخفيِّ الذي يُعزفُ في أعماقي: "يا زهراء... حبيبة قلبي، مولاتي... لا تنسيني..." كانت شفتاي تنطقان بهذه الأحرف المتدلِّية من جنان السَّماء... وأنفاسي تداعبُها بنسيم عشقٍ عظيمٍ لا يوصف... كانت روحي تنسجُها بخيوطِ الأمل والتفاؤل التي تحوي بينها خيطاً من الرَّجاء وكانت قطراتُ الدُّموع تروي هذا الأمل، وترصِّعه ببريقٍ يغذِّيه ليكبر وينمو يوماً بعد يوم... إنَّها أحرفُ الحنين الممزوج بالوجدِ والوجع، التي أفلتت من يد الشُّعور الرَّهيف والرَّقيق... نعم، أقفلتُ الجفون على وقع أوتارها الشَّفافة الطَّاهرة... "الزين" هو أوَّلُها، أحسستُ به ممراً يشعُّ بأنوارهِ الإستبرقيَّة... تلك الأنوار التي تتسرَّبُ إلى الوجدانية في أعماق أعماقي لتجعلها يرقةً، وتنسجُ خيوط الدف‏ء حولها... هذا الدف‏ء الذي يخلقُ منها فراشةً من الضوء تزيِّنُها حبَّاتُ الطمأنينةِ البرَّاقة. أمَّا نقطةُ "الزَّين" فهي النجمة التي تتلألأ في آفاقِ تلك الوجدانية، لتنير درب فراشة الضوء إلى أن تصل وتُصبح مليكةً في عرش الرَّاحةِ السَّرمدية... وتأتي "الهاء" من بعد "الزَّين"، لتكون هبةً تصبُّ شلالاتها النقيَّة الصَّافية قطراتٍ من الهدى على زهور الرُّوحانيَّة... لتتفتَّح الزهور عطوراً من السَّعادة والهناء... ثمَّ "الرَّاء" التي تجسِّدُ الرَّحمة العظيمة التي تعصفُ من رمشها ريحاً من البهجة التي تصيب برمحها الرُّوح النابتة في ربيع العشق والهوى... كي تنام في جنان السُّرور والسَّعادة الأبديَّة... من بعدها "الألف" التي تطفئ ألم الأنين في جرح الجلجلة المنقوش في الرُّوح... تلك الألف التي تتسربلُ ثوب العذوبة الطَّاهرة... وينتهي اسم أميرة العفَّة "فاطمة الزَّهراء" بالهمزة المتدلِّية من كرمة الحبِّ عناقيد من الجمال والكمال... حتى ينساب الاسمُ برقَّةٍ عفيفةٍ على القلب المولع، فتخفُقَ دقَّاتُهُ برنين العشق: "هائمٌ بعشقك يا زهراء...".

حنان خليل بعلبكي‏
******

شرفة التّاريخ‏

يومٌ من الدّهر في ساح الجوى انكتبا فاخضلّ روح الهوى واستوطن الهدبا
يومٌ من الدّهر فيه النّصر منسكبٌ فجرٌ تجلّى فأغنى المجد والحقبا
يمشي به المجد نحو الخلد في كلفٍ من الشّموخ تخطّى الغيب والحجبا
وسدرة المنتهى ولهى بمقدمه يختال في العلى من عرشها اقتربا
نصر الجنوب من الآفاق نلمحه فكان وعداً شروداً بالضّحى اختضبا
باقٍ على غيمةٍ مرّت وموعده حلمٌ تبدّى فأصبى العجم والعربا
فكلّ عينٍ على عليائها انبهرت وكلّ قلبٍ لدى توديعها التهبا

وليت وجهي شطر النّصر أرقبه والنّصر في مهجة الأحرار قد رحبا
حدّث ولا حرجَ عن كيف ومضته تاريخها أعجز الأقلام والكتبا
تمّوز يا صانع الأمجاد في سنةٍ الحقّ والصّبر في ميدانها اصطحبا
هي التي أحيت الدّنيا بعزّتها كيف الثّبات إذا ما الأمر قد حزبا
يا فارس النّصر في ماضيك ملحمة هادي تجلّى ومن وقفاته الغضبا
وعمّةٌ لفّها ليلٌ وهالتها فجرٌ تمطّى بجفن اللّيل فانثقبا
هاجرت للَّه ضيفاً في وفادته أكرم بضيفٍ لغير اللَّه ما انتسبا

زرعت في مقلة الأخيار منتجعاً موطناً للّذي من أرضه سُلبا
يا أمّة اللَّه نصر اللَّه في شغفٍ أردى اليهود بنصرٍ في العلى انكتبا
لولاه ما أشرقت شمسٌ ولا سطعت لولاه ما زعزع الطّاغوت وانقلبا
رأيت وجهك ألحاناً أرنّمها قرأت فيه الهدى والوعد والأدبا
أعدت للأرض شمساً لا مغيب لها ورحت ترمي على أجفانها الشهبا
حكاية صرت تحكيها تسامرنا تثير فينا جلال النّصر والنّخبا
مقاومة باسمها الأشعار قد نطقت بموسمٍ مقبلٍ في الخافقين ربا
قولوا لمن يكتب التّاريخ في ولهٍ هذا الحسين وهذا بعض ما وهبا

صادق محمد حمدون

******

عودة الأبطال‏

بعد انقشاع غبار الحرب وذهاب صدى قذائفها أدراج الرياح. عاد الأبطال بعدما سجلوا أجمل ملحمة قد يكتبها الزمن في حرب لم تدم سوى أربعة وثلاثين يوماً لكنها اختزلت التاريخ وخطت للمستقبل خطوطه الحمراء، حرب استجمعت بدراً والأحزاب، حرب كانت قاسية بقساوة الظلم ولكن نصرها كان كالضياء. عاد الأبطال، تجمع الأهالي على طول الطريق يحملون سعف النخيل وباقات الورود والياسمين، ينثرون الأرز وزغاريد تعلو لتطال السماء. وآخر الدرب وقفت سيدة على عتبة منزلها، تراقب المشهد: الزحام أخذ يخف، فكل قادم ذهب إلى بيته مع عائلته، ثم لاحت راية، تعرفها بقدر ما تعرف الأزهار شعاع الصباح، قد أعطتها لحبيبها ساعة الوداع ودعت له بالنصر. كان الجواد يحمل هذه الراية دون فارسه. وصل موكب الشهداء إلى عتبة المنزل، فنزلت ودموعها قد أمست ترسم البريق على خديها، أشعلت الشموع والبخور، وأخذت تناجي: "ما أعظم ما كنت تصبو إليه وقد وصلت. حبيبي، الآن وأنت تجلس مع من آمنت بهم ولم ترهم سعيداً قد نلت رضوان اللَّه تعالى وجلست في جناته، أطلب منك أن تذكرني وتدعو لي". طلع الصباح وأشرقت الشمس، جاء المواسون والرفاق، حملوا نعش الفداء، وأمام الموكب مشت أكاليل الورود، والنسوة زغردن أيضاً لمن انتصر في ميدان العزة وزين تاريخ الأمة بلون دمائه. صعد الحشد إلى جبل القربان حيث روضة الشهداء، التي تهيأت لقدوم زائر جديد أبدي. ليت كل سكان المعمورة كانوا ساعة اللقاء، يوم صعد من الحفرة التي أعدت لساكنها ضوء أنار كل زاوية من تلك الناحية، ويوم سُمِع في مدى السماء أن هذا وعد اللَّه صدق.

محمد حسين راتب الخليل
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع