أذكار | أذكار لطلب الرزق مع الإمام الخامنئي | سيّدة قمّ المقدّسة نور روح الله | الجهاد مذهب التشيّع‏* كيـف تولّى المهديّ عجل الله تعالى فرجه الإمامة صغيراً؟* أخلاقنا | الصلاة: ميعاد الذاكرين* مفاتيح الحياة | التسوّل طوق المذلَّة* الإمام الصادق عليه السلام يُبطل كيد الملحدين تسابيح جراح | بجراحي واسيتُ الأكبر عليه السلام  تربية | أطفال الحرب: صدمات وعلاج اعرف عدوك | ظاهرة الانتحار في الجيش الأميركيّ

التهاب اللثة والأنسجة الداعمة للأسنان

الدكتور أحمد فرحات


إن التهاب اللثة والأنسجة الداعمة للأسنان خطر مجهول لدى أكثرية أفراد المجتمع، بل هو أشد الأخطار التي قد تهدد مستقبل الأسنان وتؤدي إلى ضرورة اقتلاعها من الفم. وبما أن هذا الالتهاب لا يترافق غالباً مع وجود الأوجاع، فإن معظم الأشخاص لا يلتفتون إليه، ولا يهتمون للنصائح التي توجه إليهم بضرورة الوقاية منه، بالرغم من أنه قد يتسبب لهم بعوارض أخرى مثل احتقان اللثة، النزف من اللثة ورائحة الفم الكريهة وغيرها...

وغالباً ما يراجع بعض هؤلاء طبيب الأسنان بهذه الشكاوى إنما بعد أن يكون المرض قد تطور إلى مراحله المتقدمة، والتي قد يتعذر فيها العلاج، دون اللجوء إلى إجراء الأعمال الجراحية أو حتى اقتلاع الأسنان والاستعاضة عنها بتركيب الأسنان الاصطناعية. وللأسف فإن أكثر من 50% من الأفراد الذين تجاوزوا الثامنة عشر من العمر هم مصابون بهذا المرض بدرجات متفاوتة منه بالرغم من أنه قد يصيب مختلف الشرائح العمرية فنجده عند بعض الأطفال الذين ما زالوا في السادسة من أعمارهم.

يبدأ التهاب اللثة نتيجة تراكم اللويحة الميكروبية على سطوح الأسنان المجاورة للُّثة، بحيث تتحول اللثة السليمة الجامدة والزاهية بلونها الزهري إلى لثة حساسة، حمراء قاتمة اللون، متورمة ومحتقنة عند أول احتكاك بها. فاللويحة الميكروبية المذكورة هي طبقة رقيقة ولزجة تتكون على سطوح الأسنان نتيجة عدم تنظيفها بالشكل الصحيح والمتواتر وتصعب رؤيتها لأن لونها مشابه للون الأسنان، لا تتحلل بالماء وتحتوي على تجمعات هائلة من البكتيريا التي تعتبر السبب الرئيسي لالتهاب اللثة.

وبما أن تطور الالتهاب في اللثة يسير ببطى‏ء في مراحله الأولى فإن إهماله وعدم تنظيف اللويحة الميكروبية عن سطوح الأسنان، يسمح بدخول المرض إلى المراحل المتقدمة. حيث أن اللويحة المذكورة لا تبقى على حالها بل تتحول بفعل المواد المعدنية الموجودة في اللعاب إلى رسوبات متكلسة وقاسية ملتصقة على سطوح الأسنان تسمى الحافور أو الجير. من جهة أخرى فإن هذه اللويحة تغير درجة حموضة الفم وتؤدي أيضاً إلى إصابة الأسنان بالنخر والتسوس. بعد تشكل الحافور تصبح اللثة أكثر حساسية وعرضة للنزيف، وتصبح الأسنان أكثر استعداداً لتجمع الميكروبات، فيبرز في هذه المرحلة انتفاخ اللثة ما بين الأسنان وتراجعها عن عنق الأسنان في بعض الحالات مما يؤدي إلى تحسس هذه الأسنان لدى حكها أو عند تناول الحلويات والشراب أو الطعام الساخن والبارد.

ويكمن الخطر الأكبر في حال استمر تطور المرض وزحف الحافور إلى ما تحت اللثة وبين الأسنان، لأن وصول الالتهاب إليها هو بداية المرحلة المتقدمة من المرض حيث تصاب الأنسجة الداعمة للأسنان مباشرة بالالتهاب إذ أن الحافور سيؤدي إلى فصل اللثة عن الأسنان وتشكيل الجيوب اللثوية بجوار الأسنان. في هذه المرحلة يبدأ النزف التلقائي من الفم ورائحة الدم والقيح الكريهة، وتبدأ الأسنان بالتحرك من مكانها مما يؤدي الى إيجاد فواصل فيما بينها. ولن يتأخر هذا الالتهاب والقيح المرافق له طويلاً من الوصول إلى العظم الداعم للأسنان وسيبدأ هذا العظم بالتآكل والتلاشي شيئاً فشيئاً نتيجة السموم والإفرازات الناتجة عن الميكروبات المتسللة إليه عبر الجيوب المذكورة أعلاه. ومن الطبيعي أن الأسنان عندما تفقد العظم والأنسجة الداعمة لها ستبدأ باللق والتخلخل. في هذه المرحلة قد يستطيع طبيب الأسنان الماهر والمتخصص بجراحة اللثة من إنقاذ الوضع والحفاظ على الحالة دون تطورها إلى الأسوأ عبر إجراء بعض الأعمال الجراحية للثة والعلاجات الأخرى، أما في حال استمر سير المرض فسوف تصل الأسنان إلى مرحلة تتحرك فيها حتى مع حركة اللسان وتبدأ الأوجاع المضنية عند المضغ وبشكل تلقائي أحياناً وإذا لم تسقط الأسنان دون وسيط ينتهي الأمر بتشكيل الخراجات الكبيرة والنتنة.

كل هذه المخاطر يمكن تفاديها بإتباع الأساليب الوقائية الصحيحة وذلك عبر العناية اليومية بصحة الفم والأسنان تفريش الأسنان مرتين يومياً على الأقل وتنظيف ما بين الأسنان بالخيط الطبي مرة يومياً قبل النوم والكشف المبكر عن وجود الالتهاب في اللثة والتسوس أيضاً بزيارة طبيب الأسنان بشكل دوري مرة في السنة على الأقل. وفي حال وجود أي من العوارض المذكورة في سياق هذه المقالة أو حتى النزف الخفيف عند تفريش الأسنان بالحد الأدنى الإنذار الأول لوجود الالتهاب في اللثة لا بد من مراجعة طبيب الأسنان لأنها لازمة وضرورية لتوقي تطور المرض.

تجدر الإشارة إلى أن بعض الحالات هي أكثر استعداداً للإصابة بالتهاب اللثة لذا يجب أن تكون العناية بصحة الفم والأسنان مضاعفة في حال وجودها ونذكر من هذه الحالات:
1 - التغيرات الهرمونية الناتجة عن الحمل، البلوغ أو استعمال الأدوية المانعة للحمل عند النساء.
2 - الإصابة بمرض السكري.
3 - التدخين بكل أنواعه.
4 - سوء التغذية.
5 - اعوجاج الأسنان وعدم انتظامها في القوس الفكي.
6 - تركيب الأسنان الاصطناعية.
7 - التنفس عن طرق الفم بسبب وجود خلل في المجاري التنفسية.

واللازم ذكره هنا أن المصابين بأحد هذه الحالات يبررون وجود التهاب اللثة لحالتهم الخاصة وهذا ليس صحيحاً لأن العناية المضاعفة بصحة الفم والأسنان والعمل بنصائح الطبيب المعالج ستبقي على صحة وسلامة اللثة والأسنان بشكل مستمر.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع