نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

صحتنا: الدوار

د. أحمد زكي

 



هو أحد الاضطرابات التي تصيب الجسم وبالتحديد الجهاز العصبي المسؤول عن توازن الجسم وفيه يحس الإنسان أنّ كلّ شيء حوله يدور ويتحرّك.
إنّه فعلاً حالة مميزة وتجربة مزعجة لمن يُصاب بها وقد يكون كلّ واحدٍ منا قد مرّ بهذه التجربة على الأقل مرة واحدة في حياته. ويصاحبها عادة فقدان للتوازن بحيث يكون المصاب غير قادر على القيام. كذلك فإنّه كثيراً ما يصاحب هذه التجربة حالة من الغثيان والتقيؤ.
إنّه لمن المهم فعلاً أن نفرق جيداً بين الدوار وبين الدوخة (وهي التي لا يصاحبها شعور بأنّ الأشياء حول المصاب تدور وتتحرك). فالدوخة هي إحساس بالإغماء أو بخفة الرأس وتنتج عند حدوث انخفاض في تزويد الدماغ بصورة عامّة من الدم أو الأوكسجين أو سكر الدم (الجلوكوز). وقد يصاحبها إحساس بالتعب وحاجة إلى النوم مع ارتخاء في القوة وأحياناً غثيان وتقيؤ.

* وأهم أسباب الدوخة هي:
1- انخفاض الضغط الذي يحصل عند القيام بسرعة من وضع النوم أو الجلوس لفترة طويلة. أفضل ما يجب عمله في هذه الحالة هو الاستلقاء مع وضع الرأس على مستوى القدمين.
2- فرط تحفيز العصب التائه والذي غالباً ما يكون نتيجة للتوتر النفسي أو العاطفي. وعلاجه كالحالة السابقة.

ولا ننسى الاضطرابات القلبية، نقصان الأوكسجين في الدم وانخفاض سكر الدم التي هي أسباب معروفة للدوخة.
قبل الخوض بالحديث حول الدوار، من الجميل أن نتحدث قليلاً عن الجهاز العصبي المسؤول عن التوازن ووصلاته العصبية. إنّ هذا الجهاز له مراكز في الأذن الداخلية في ما يسمى بالدهليز vestibule مع العصب الثامن بقسمه الدهليزي والنوى الدهليزية في ساق الدماغ، كذلك وله اتصالات مع المخيخ ومع نوى الأعصاب الثالث والرابع والسادس المحركة للعينين، وله اتصالات أيضاً مع قشرة الدماغ ومع النخاع الشوكي إلى عضلات الأطراف العليا والسفلى، مع عدم نسيان الإتصالات بالمستقبلات الحسية الخاصة بإدراك وضع الجسم وحركته.
إذاً، نستنتج من ذلك التشريح المبسط لجهاز التوازن أن أيّ خلل في أيّ من هذه المناطق أو الأماكن قد تكون نتيجته اختلال التوازن وبعضها قد يسبب الدوار.

يجب أن نعرف دوماً أنّ هناك دواراً طبيعياً من المفترض ألاّ يسبّب أي إزعاج أو خوف عند الإنسان، وهذا يحصل في الحالات التالية:
1- حصول الدوران الفعلي مثل الدوران السريع في بعض ألعاب الملاهي. وهذا مميز بأنه أثناء الدوران يحسّ الشخص بالدوار. وبعد انتهاء الدوران يحس الشخص بدوار اتجاهه معاكس لاتجاه الدوران.
2- يحس كلّ منا بدوار عندما ترى عيناه منظراً يتحرك بسرعة وهذا ما يحصل في دوار البحر في الباخرة أو أحياناً أمام التلفزيون إذا كانت الشاشة فيها حركة كثيرة.
3- يحصل دوار عند العمال الذين يحنون رقابهم إلى الخلف مثل من يعمل في دهان السقف.
4- يحصل الدوار عند غسل الأذن الخارجية (لإزالة الشمع) بالماء الدافئ.
أمّا الدوار المرضي فيحصل كما أسلفنا عند حصول خلل في أي من أعضاء جهاز التوازن ويمكن تقسيمه إلى ثلاثة أنواع:
1- الدهليزي أو المحيطي وينتج عند حصول خلل في عمل الجزء الدهليزي من الأذن الداخلية، أو الفرع الدهليزي من العصب الثامن.
2- المركزي: ويكون نتيجة لحصول خلل في النوى الدهليزية وغيرها من الإتصالات المركزية.
3- نوع نادر يحصل نتيجة اضطرابات في قشرة الدماغ.

وباستثناء الطبيب الأخصائي، فإنّه من الصعب على أيّ كان أن يفرق بين هذه الأنواع الثلاثة.
من المهم أن نذكر هنا أنّ بعض الأدوية والسموم مثل الجنتامايسين والستربتومايسين والكحول، وكذلك الأسبرين إذا أخذ بجرعات عالية، قد تكون سبباً غامضاً للدوار الدهليزي أو المحيطي، لذلك يجب إخبار الطبيب عن تناولها.

* علاجه:
أهم نقطة في العلاج هي معرفة سبب الدوار، أي إذا كان الدوار طبيعياً أم غير طبيعي، وإذا كان غير طبيعي فيتوقف علاجه على معالجة السبب الذي يكمن ولاءه.

 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع