نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

من القلب إلى كل القلوب‏: إلى الشعب الأبيّ‏

سماحة السيد حسن نصر الله

 



أولاً أقول للشعب اللبناني، يا شعبنا العزيز الذي احتضن المقاومة وانتصرت به وانتصر بها في 25 أيار 2000، هذا الشعب اللبناني الذي صنع أول انتصار عربي تاريخي في الصراع مع العدو الإسرائيلي بالرغم من عدم تكافؤ القوى أساساً وبالرغم من تخلي غالبية الأشقاء العرب وغالبية الإخوة المسلمين وسكوت العالم. هذا الشعب اللبناني صنع معجزة الانتصار التي أذهلت العالم والتي أذلت الصهاينة، هؤلاء الصهاينة الذين ينظرون إلى هذا الشعب نظرة خاصة ومميزة لأنه أنجز في تاريخ الصراع معهم انجازاً خاصاً ومميزاً.

المعركة اليوم لم تعد معركة أسرى وتبادل أسرى. قد يقال أن للعدو الصهيوني رد فعل على أي عملية أسرى قد تحصل في أي مكان من العالم لأي جيش أو لأي دولة لها حدود وضوابط. ما يجري اليوم ليس رد فعل على عملية أسرى وإنما هو تصفية حساب مع الشعب والمقاومة والدولة والجيش والقوى السياسية والمناطق والقرى والعائلات التي ألحقت الهزيمة التاريخية بهذا الكيان المعتدي الغاصب الذي لم يعتد على الهزيمة. اليوم إذاً هي حرب شاملة يشنها الصهاينة لتصفية حساب كامل مع لبنان وشعب لبنان ودولة لبنان وجيش لبنان ومقاومة لبنان انتقاماً وثأراً مما تم انجازه في 25 أيار عام 2000. أيها الشعب العزيز والصامد والمجاهد والشريف والذي أعرف أنه بأغلبيته الساحقة عقلاً وقلباً وإرادة وثقافة وفكراً وحباً وعشقاً وتضحية، هو شعب كرامة وعزة وشرف وإباء وليس شعب عمالة وخضوع وذل وهوان وخنوع. أقول لكم نحن في هذه المواجهة نحن أمام خيارين، ليس كحزب اللَّه وليس كمقاومة حزب اللَّه، لبنان، دولة وشعباً، وجيشاً ومقاومة وقوى سياسية، نحن أمام خيارين إما أن نخضع اليوم للشروط التي يريد العدو الصهيوني إملاءها علينا جميعاً وبضغط وتأييد ودعم أميركي ودولي وللأسف عربي، إما أن نخضع لشروطه الكاملة التي تعني إدخال لبنان في العصر الإسرائيلي وفي الهيمنة الإسرائيلية.

بكل صراحة هذا هو حجم الموضوع. وإما أن نصمد، وهو الخيار الآخر، وأن نصبر وأن نواجه وإنا بالتوكل على اللَّه سبحانه وتعالى وبالثقة به وبالمجاهدين وبكم، وبمعرفتي بهذا الشعب وبهذا العدو، كما كنت أعدكم بالنصر دائماً أعدكم بالنصر مجدداً. عندما كانت "عناقيد الغضب" سنة 1996 أو "تصفية حساب" سنة 1993، في البداية كانت يده أعلى وكانت ظروفنا أصعب، أما اليوم فالموضوع مختلف، وثقوا بي تماماً أن الوضع مختلف، ما هو مطلوب فقط أن نصبر وأن نصمد وأن نواجه وأن نتوحد وأنا أعرف وأنا أراهن، أن غالبية شعبنا شعب صامد ومجاهد ومضح وليس بحاجة إلى تحريض، وأن ما أقوله هو من باب استكمال الفكرة وتثبيت الخيار وتأكيد هذا المعنى.

* الرهان الصادق‏
أما الكلمة للمقاومين، لإخواني وأحبائي وأعزائي ومن يراهن عليهم اليوم كل لبناني وكل فلسطيني وكل عربي وكل مسلم وكل حر وكل شريف في هذا العالم، كل مظلوم ومستضعف ومعذب وكلّ عاشق للصمود، للشجاعة، للشهامة، للقيم، للشرف الذي يتجسّد فيهم ويجسدونه من خلال وجودهم في ساحات المواجهة ومن خلال قتالهم لهذا العدو قتال الشجعان الأبطال. أقول لهم أنتم اليوم بعد اللَّه سبحانه وتعالى رهاننا ورهان أمتنا. أنتم عنوان شرفنا وكرامتنا بكم يبقى هذا الشرف، بكم تحفظ هذه الكرامة، الانجاز في عام 2000 أنتم كنتم الأصل فيه بعد اللَّه سبحانه وتعالى، اليوم أنتم معنيون قبل غيركم أن تحافظوا على انجاز النصر وعلى انجاز التحرير وعلى انجاز الصمود وعلى انجاز الكرامة. وهذا يتطلب منكم كما أنتم بالفعل، وكما أثبتم حتى الآن في هذه الأيام أنكم موضع كل رهان وكل حسن ظن، وأن كل من اتكل بعد اللَّه عليكم، سهمه صائب وعاقبته حسنة ونصره عزيز وقريب وفتحه مبين.

* الحمقى والأغبياء
وأما للصهاينة، لشعب الكيان الصهيوني، في هذه الساعة أقول له ستكتشف سريعاً أيها الشعب كم أن حكومتك الجديدة وقيادتك الجديدة حمقاء وغبية ولا تعرف تقدير الأمور وليست لديها أية تجربة على هذا الصعيد. أنتم أيها الصهاينة تقولون في استطلاع الرأي أنكم تصدقونني أكثر مما تصدقون مسؤوليكم، وهذه المرة أدعوكم جيداً لأن تسمعوني وأن تصدقوني. اليوم نحن صبرنا بالرغم من الاعتداء الذي حصل ليلاً على الضاحية الجنوبية، وتراكم الاعتداء على كل قرية وحي وشارع وبيت في لبنان، لا فرق بين الضاحية الجنوبية ومدينة بيروت وأي بيت في جنوب لبنان أو البقاع أو الشمال أو جبل لبنان أو زاوية من زوايا لبنان. هذه المعادلة انتهت. لن أقول اليوم إذا ضربتم بيروت سنضرب حيفا، لن أقول لكم إذا ضربتم الضاحية سنضرب حيفا، هذه المعادلة أردتم أن تسقط فلتسقط، نحن وإياكم، أنتم أردتم حرباً مفتوحة نحن ذاهبون إلى الحرب المفتوحة ومستعدون لها حرباً على كل صعيد، إلى حيفا، وصدقوني إلى ما بعد حيفا وإلى ما بعد ما بعد حيفا. الذي سيدفع الثمن لسنا وحدنا. لن تدمر بيوتنا وحدنا، لن يقتل أطفالنا وحدنا، لن يشرد شعبنا وحده، هذا الزمن انتهى وهذا كان قبل العام 1982 وقبل 2000 للميلاد.

هذا الزمن انتهى، وأنا أعدكم بأن هذا الزمن انتهى وبالتالي عليكم أيضاً، أن تتحملوا مسؤولية ما قامت به حكومتكم، وما أقدمت هذه الحكومة. من الآن وصاعداً أنتم أردتم حرباً مفتوحة فلتكن حرباً مفتوحة، حكومتكم أرادت تغيير اللعبة فلتتغير إذن قواعد اللعبة، أنتم لا تعرفون اليوم من تقاتلون، أنتم تقاتلون أبناء محمد وعلي والحسن والحسين وأهل بيت رسول اللَّه وصحابة رسول اللَّه، أنتم تقاتلون قوماً يملكون إيماناً لا يملكه أحد على وجه الكرة الأرضية، وأنتم اخترتم الحرب المفتوحة مع قوم يعتزون بتاريخهم وحضارتهم وثقافتهم، وأيضاً يملكون القدرة المادية والإمكانات والخبرة والعقل والهدوء والحلم والعزم والثبات والشجاعة، والأيام المقبلة بيننا وبينكم إن شاء اللَّه.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع