نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

نور روح اللَّه‏: وصايا للنساء في يوم عيدهن‏

إذا كان لا بد من يوم للمرأة، فأيّ يوم أسمى وأكثر فخراً من يوم مولد فاطمة الزهراء السعيد.. المرأة التي هي مفخرة بيت النبوة، وتسطع كالشمس على جبين الإسلام العزيز.. المرأة التي يعجز كل من عرفها ومهما كانت نظرته عن إيفائها حقها من المدح والثناء، لأن الأحاديث التي وصلتنا عن بيت النبوة هي على قدر فهم المخاطبين واستيعابهم؛ فمن غير الممكن صبّ البحر في جرّة.

* المرأة الكاملة
إن مختلف الأبعاد التي يمكن تصورها للمرأة، وللإنسان، تجسّدت في شخصية فاطمة الزهراء. لم تكن الزهراء امرأة عادية، بل كانت امرأة روحانية وملكوتية.. كانت إنساناً بتمام معنى الكلمة.. نسخةً إنسانية متكاملة.. امرأة حقيقة كاملة.. حقيقة الإنسان الكامل. لم تكن امرأة عادية، بل هي كائن ملكوتي تجلى في الوجود بصورة إنسان. إن المرأة تتسم بأبعاد مختلفة كما هو الرجل، وإن هذا المظهر الصوري الطبيعي يمثل أدنى مراتب الإنسان، أدنى مراتب المرأة وأدنى مراتب الرجل، بيد أن الإنسان يسمو في مدارج الكمال انطلاقاً من هذه المرتبة المتدنية؛ فهو في حركة دؤوبة، من مرتبة الطبيعة إلى مرتبة الغيب؛ إلى الفناء في الألوهية. وإن هذا المعنى متحقق في الصديقة الزهراء، التي انطلقت في حركتها من مرتبة الطبيعة وطوت مسيرتها التكاملية بالقدرة الإلهية؛ بالمدد الغيبي، وبتربية رسول الله صلى الله عليه وآله، لتصل إلى مرتبةٍ دونها الجميع.

* يوم فخر المرأة
لقد وقعت الولادة السعيدة للصديقة الطاهرة في عصر وبيئة لم يكن ينظر إلى المرأة كإنسانة، بل كان وجودها مدعاة لشعور أسرتها بالضعة أمام الأسر الأخرى في الجاهلية. في مثل هذه البيئة الفاسدة المنحطة المهولة، أخذ نبي الإسلام العظيم بيد المرأة وأنقذها من مستنقع العادات الجاهلية. ويشهد تاريخ الإسلام على الاحترام الكبير الذي كان يوليه رسول الله صلى الله عليه وآله لهذا المولود الشريف، لكي يلفت الأنظار إلى عظمة المرأة ومكانتها في المجتمع. فالمرأة إن لم تكن أفضل من الرجل فهي ليست بأدنى منه. إذاً فمثل هذا اليوم هو يوم حياة المرأة، يوم ولادة فخرها وانطلاقة دورها العظيم في المجتمع.

* إحياء يوم المرأة
أيتها النساء.. يجب أن تفخرن بأن جعلوا من هذا اليوم يوماً للمرأة. ولا بد لكنّ من تحمل أعباء مسؤوليته.. فإذا ما اقتنعتن بأن يكون العشرون من جمادى الآخرة، يوم مولد الصديقة فاطمة الزهراء، يوماً للمرأة، فان ذلك يلقي على عاتقكن مسؤوليات كثيرة. فإذا ما آمنت أمّة بأن يكون اليوم الفلاني يوماً للحرب، وقَبِلَ أبناؤها ذلك، فان كل مَنْ يتخلف عن ذلك يعمل خلافاً لواجبه الإنساني.. وعليه فإذا ما اقتنعتن أنتن أيتها النساء وقبلتن بأن يكون يوم مولد الصديقة الزهراء، بما تتسم به من كمالات ومنزلة، يوماً للمرأة، فهذا يعني استعدادكن لتحمل أعباء المسؤولية العظيمة التي اضطلعت بها الصديقة الزهراء ومنها مسؤولية الجهاد، فالصديقة الزهراء جاهدت خلال هذه الفترة الوجيزة على قدر استطاعتها، وحاجّت سلطات عصرها وواجهتهم بخطبها. ولا بد لكنّ من الاقتداء بسيرتها لكي تترجمن إيمانكنّ بيوم مولدها يوماً للمرأة؛ أي يتجلى يوم مولد فاطمة الزهراء يوماً للمرأة حقاً.. ينبغي الاقتداء بزهدها وتقواها وعفافها وجميع الخصال التي اتصفت بها. يجب اتباع سيرتها إذا ما آمنتن بهذا اليوم. أما إذا تقاعستن عن اتباعها، فيجب أن تعلمن أنكن لم تعشن يوم المرأة. إنكنّ، وأي شخص آخر، لن تدخلوا في يوم المرأة، ولن تنالوا هذا الشرف ما لم تؤمنوا بهذا الأمر. وأنا آمل أن تؤمنّ بذلك وأن تجاهدن من أجل هذه المسؤوليات التي تتحملن أعباءها، سواء في ميدان اكتساب العلم، الذي هو أمر مهم، أو في ميدان الدفاع عن الإسلام. فهذه أمور واجبة على كل رجل وامرأة، صغيراً وكبيراً.

* وصايا للنساء
أيتها النساء إجهدن في تهذيب أخلاقكن، وفي دفع من تلتقين به إلى تهذيب أخلاقه. احرصن على أن تصدر منكن ردود فعل اتجاه هذه الجرائم التي لحقت بكن. إجهدن في الحفاظ على هذه المنزلة التي هي منزلة المرأة المتسامية، والاقتداء بالمرأة الفريدة السيدة فاطمة الزهراء. ينبغي للجميع الاقتداء بهذه المرأة القدوة. وينبغي لنا جميعاً استقاء أحكامنا الإسلامية من هذه الشخصية الفذة ومن أبنائها.. إحرصن على أن تظهرن بالصورة التي كانت عليها الصديقة الزهراء، واجهدن في كسب العلم والتقوى، لأن العلم لا يقتصر على أحد، بل هو ملك للجميع، كما أن التقوى ملك للجميع. إن طلب العلم والتقوى وظيفتنا جميعاً. إن جهودكن كافّة مشكورة عند الله تبارك وتعالى، وموضع عنايته ولطفه إن شاء الله. وما دمتن أنتن أيتها النساء محافظات على هذا الالتزام فإن الله تبارك وتعالى ناصركن. أسأل الله أن يوفقكن جميعاً لخدمة الإسلام، وأن يحفظ لكنّ دينكن ودنياكن. وبطبيعة الحال ينبغي أن تلتفتن إلى أن الحجاب الذي سنّه الإسلام هو من أجل الحفاظ على مكانتكن ومنزلتكن.

إن كل ما سنّه الله تبارك وتعالى وأمر به سواء للمرأة أو للرجل هو من أجل الإبقاء على القيم والمثل الحقيقية التي يتمتع بها كل منهما، والتي كان من الممكن أن تضيّع بوحي من الوساوس الشيطانية، أو بأيدي الإستعمار الفاسدة وعملائه وأذنابه. مبارك يوم المرأة للنساء الملتزمات في البلدان الإسلامية، وكلّنا أمل في أن يستيقظ المجتمع النسوي من الغفلة والغفوة المصطنعة التي فرضت عليه من قبل الناهبين، وأن ينهض لنجدة المخدوعين والأخذ بيد المرأة على طريق تحقيق مكانتها السامية. وكلّنا أمل في أن تتعظ وتعتبر نساء العالم الإسلامي من التحول المعجز الذي تحقق لنساء إيران ببركة الثورة الإسلامية العظيمة، وأن يسعين إلى إصلاح مجتمعاتهن وقيادة بلدانهن إلى الحرية والاستقلال.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع