نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

مداد الشهداء: لن تجد في القلب ...سواه!

الشهيد محمد عبد الكريم

 



بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وأعز المرسلين سيدنا ونبينا وحبيب قلوبنا وشفيع ذنوبنا وطبيب نفوسنا أبي القاسم محمد بن عبد الله وعلى آله الطيبين الطاهرين، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين. السلام على العترة الطاهرة من أهل بيت النبوة، السلام على صاحب العصر والزمان أرواحنا لتراب مقدمه الفداء، السلام على روح الإمام الخميني قدس سره محقق حلم الأنبياء عليهم السلام، السلام على خليفته الإمام الخامنئي، والسلام على علماء الأمة المجاهدين وأعلام الدين الذين جاهدوا لتطبيق أحكام الإسلام.

الحمد لله الذي كرمنا وشرّفنا بالإسلام والذي جعله لنا ذخراً ليوم الحساب، والحمد لله الذي فتح قلوبنا على الهداية ولم يجعلها مظلمة. إلهي كم قصّرت في أداء حقك وفي عبادتك وطاعتك، إلهي لم أقدر أن أحصي نعماءك، إلهي مهما حمدتك أبقى مقصراً في جنبك وفي أداء حقك عليّ. إلهي كيف أستطيع أن أحمد ما لا أستطيع أن أحصي، إلهي ما ظننت نفسي أني بعبادتي هذه أصل إلى مرضاتك عليّ أو ألج إلى باب رحمتك بل ظننت يا إلهي أنك أكرم من أن تحاسب عبداً اعترف بذنبه وتاب إلى ربه، إلهي ظننت وأسلمت بجميع جوارحي أنك لا تطرد أو تبعد عبداً حارب من حاول أن يتمرد عليك، ولا ظننتك معرضاً عن عبد أسعده القرب من كل عبد تحبه، إلهي كانت أصعب لحظات حياتي حين أعيش دون عبادك المؤمنين، إلهي سأصبر على حرّ نارك ولكني لن أصبر على إخراجك إياي من بين عبادك المؤمنين الذين أحببتهم لأنك تحبهم، ولا أصبر على حشرك إياي مع عبادك الكافرين الذين كرهتهم لأنك تكرههم. إلهي لكم كان ينشرح صدري عندما كنت أعلم بمنقبة من مناقب عبادك الصالحين أو أتعرف على كرامة لأحد أوليائك المخلصين وعند سماعي بذلّة الكافرين، إلهي لئن صبرت على عذابك فكيف أصبر على فراقك، إلهي أصبر على حرّ نارك ولكن ما لا أطيقه أن أجلس بين أعدائك الكافرين ويقولون ما نفعك إيمانك بربك ونبيك وأئمتك وقد حشرنا سوياً، هيهات لو كانوا ينفعونك لم يتركوك تحترق بحرّ جهنم، لو كانوا ينفعونك لكانوا أنقذوك، إلهي فبمَ أجيب؟! إلهي كلماتي تفقدني صبري وترجعني إليك لا أظنك يا إلهي تتركني وتشمت بي أعداءك أعدائي... إلهي هل ترجعني مرجع الخيبة من رحمتك...

إلهي قلت حسنوا ظنكم بربكم... إلهي إن كثير ذنوبي قليل أمام ساحل جود رحمتك التي وسعت كل شيء. إلهي لو عصيت أكرم خلقك وهو رسولك وجئته متسامحاً فإنه سيسامحني فكيف بي وقد عصيتك وأنت الحليم؟ إلهي لو حللت ضيفاً على أجود خلقك لقدّم لي أعزّ ما يملك فهل تمنعني من أن أسقى من حياضك؟ إلهي لئن شققت قلبي لم تجد سوى أنت الكريم أنت الغفور أنت الجواد أنت الرحيم... إلهي لم تجد سوى أنت أنت. إلهي من أنا حتى أرد جسدي... وأبو عبد الله الحسين عليه السلام جسد بلا رأس، جسد قد أنهكته حوافر الخيول...  السلام عليك يا أبا الأحرار يا أبا عبد الله وعلى الأرواح التي حلت بفنائك.

إخواني المجاهدين أبناء أمة حزب الله:
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته. لا تظنوا أن الله يرضى بأن نهدر أوقاتنا في الجلسات، وسهرات سمرنا وأرضنا ودماؤنا وأعراضنا تستباح، بل علينا أن نكون في مواقع العزّة، مواقع العبادة، والجهاد، والدعوة إلى الله تعالى، علينا أن لا نفسح لأعدائنا مجالاً للتفكير، علينا أن لا نقف أمام الله ونسأل لمَ أهدرنا أوقاتنا الخاصة ونحن بأمسّ الحاجة للحظات نرفع فيها الظلم عن أمتنا، علينا أن نرصّ الصفوف لنخرج صفاً واحداً رحماء فيما بيننا أشداء على الكافرين، عندها نصبح قوة ترهب الكفار والمنافقين، ونصل إلى مستوى عالٍ من القوة لنصل إلى النصر. إخواني لَكَم كنت أود أن أكون الفرشاة التي تمسح نعالكم، لكم كنت أود أن يشرفني الله عز وجل فأصل إلى مرحلة أصبح فيها خادمكم، لكن ما أصنع بنفسي الأمارة بالسوء؟

إخواني: لنحمل القرآن بيد والسلاح بأخرى، ليكن كل مبتغانا هو التكليف الشرعي، وأن يكون المحرك الأساسي لأي عمل نريد القيام به كم سيقرّبنا من الله عز وجل وكم سيحصل عليه من الأجر والثواب، لا أن تحركنا أهون الأعمال وأطراها إلى النفس، ولا بأس بأن نذكر بعضنا بوصية لقمان لابنه: إذا كنت في الصلاة فاحفظ قلبك، وإذا كنت بين الناس فاحفظ لسانك، وإذا كنت في بيت غيرك فاحفظ عينيك، وإذا كنت على المائدة فاحفظ حلقك، وأذكر إثنين وأنس اثنين، أما اللذان تذكرهما فالله والموت، وأما اللذان تنساهما فإحسانك في حق الغير، وإساءة الغير في حقك.

أمي الحبيبة: عندما خلقت في هذه الدنيا وجدت أنه لا مهرب لي من الموت وأن الإنسان يسير في خطى دائمة باتجاه الموت، فسلكت أقصر الطرق إلى الله عز وجل بعد أن اختصرت المسافة لأصل عبر الشهادة. أمي لا تنظري إلى ما يقول الناس بل انظري إلى ما يقول رب الناس. أمي لا بد من الموت إذن فلمَ لا نموت شهداء علّنا نقف على باب من أبواب الجنة اسمه الجهاد مفتاحه الشهادة. أمي إني كنت مؤمناً أنك تحبينني وتفعلين كل ما هو من مصلحتي وما هو من سعادتي، فلمَ لا تريدين لي أن أكون سعيداً في الآخرة لأن سعادتي ومصلحتي أن أكون مع أولياء الله الصالحين في جنات النعيم. أمي لم يستشرني الله حين خلقني ولن يستشيرني حين يأخذ وديعته مني. أمي سامحيني وادعي لي المولى عز وجل أن يحشرني مع الرسول صلى الله عليه وآله ومع الأئمة الأطهار عليهم السلام ومع الشهداء الأبرار، والسلام. إلهي، إلهي حتى ظهور المهدي احفظ نهج الخميني. إلهي لئن لم ترزقني الشهادة لأقفن على الصراط وأصرخ بين جميع الخلائق أني جئتك يا جواد بحاجةٍ ولم تقضها لي، هيهات يا إلهي.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع