ايفا علوية ناصر الدين
كم كتاباً تقرأ في الشهر؟ لم يصدم هذا السؤال الأشخاص الذين طُرح عليهم فحسب، بل كانت الصدمة الأكبر من نصيب من قام بالجولة الميدانية لطرحه على عيِّنات مختلفة ضمن تحقيق عن واقع المطالعة في المجتمع حيث سمع كثيراً مثل هذه الإجابة: في الشهر؟!! إسألني يا أخي كم كتاباً أقرأ في السَّنة؟ بل كم كتاباً قرأت في حياتي كلها ولن تجد عندي جواباً يريحك...
ولهذا فقد وجد نفسه مضطراً إلى طرح السؤال الآتي: هل تقرأ؟ وبعد أن أحصى الكثير من الإجابات السلبية التي تعبِّر عن وجود أزمة مطالعة مستشرية، ارتأى أيضاً تغيير السؤال وطرح آخر بدلاً منه: لماذا لا تقرأ؟ ومن الأجوبة التي سمعها: موظف: لا تستهويني سوى قراءة العناوين ومختصر الأخبار في الجريدة اليومية.
ربة منزل: لدى زوجي مكتبة كبيرة في المنزل أتصفَّح في كتبها أحياناً بعض الأوراق لكنني أشعر بالملل سريعاً عند القراءة.
معلِّمة مدرسة: ليس لدي الوقت الكافي لأتفرغ للمطالعة.
طالب مهني: مع وجود التلفزيون بقنواته الفضائية والإنترنت لم يبق أمامنا فرصة للقراءة والمطالعة.
تاجر: ربما لأننا تعودنا هكذا أن نقضي أوقات فراغنا في أي شيء سوى في المطالعة.
ومن ثم وجد أنه لا بد له من أن يختم جولته تلك بالسؤال التالي والذي وجد عليه جواباً حاضراً عند كل من طرحه عليه: هل تعرف ما هي أول آية نزلت على النبي محمد صلى الله عليه وآله في غار حراء؟