صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين آخر الكلام | الضيفُ السعيد الافتتاحية| الأمـومـــة... العمل الأرقى  الشيخ البهائيّ مهندسٌ مبدعٌ في العبادةِ... جمالٌ مع الخامنئي | نحو مجتمع قرآنيّ* اثنا عشر خليفة آخرهم المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف* أخلاقنا | اذكروا اللّه عند كلّ نعمة* مناسبة | الصيامُ تثبيتٌ للإخلاص

في الذكرى التاسعة لعدوان عناقيد الغضب‏.. مقابلة مع أحد قادة المقاومة الإسلامية

حوار: منهال الأمين



كي لا ننسى عدوانية الاحتلال ولا ينسى العالم إنجازات المقاومة
منذ العام 1982 والمقاومة الإسلامية تدوِّن في سجل هذا الوطن أسماء وتواريخ ومحطات بارزة. فقد عمَّدت هذه المقاومة وطنيَّتها بالدم وغيَّرت وجه لبنان فصار اللبناني يرفع رأسه أينما حل. حيث أجبرت العدوّ الصهيوني الذي دخل هذه الأرض عنوة على الاندحار عنها ذليلاً مهاناً، بعد حروب واعتداءات مدمرة شنها بعد اجتياح 1982، على المقاومة وشعبها وصولاً إلى عدوان عناقيد الغضب في نيسان 1996 والتي كانت من أشرس حروب الصهاينة ضد العرب. في الذكرى التاسعة لهذا العدوان الذي يعتبر من المحطات البارزة في تاريخ المقاومة الإسلامية وفي تحديد مصيرها وبقائها حتى هذا اليوم قابضة على الزناد، كقوة رئيسية في مشروع الدولة واستراتيجية الدفاع عن الحقوق العربية المغتصبة. كنا على موعد مع عضو غرفة القيادة العسكرية للمقاومة الإسلامية في الجنوب آنذاك الحاج أبو أحمد، وهو من القادة الميدانيين خلال حرب نيسان ليأخذنا في جولة نتذكر فيها يوميات هذه الحرب التي انتصرت فيها المقاومة على أعتى جيوش العالم.


* بعد سقوط أهداف عدوان تموز 1993، لماذا شنَّ العدو الإسرائيلي عدوان نيسان كنسخة معدَّلة عنها؟
في الفترة التي سبقت عدوان نيسان، أي في أوائل العام 1996، نجد أن المقاومة داخل فلسطين المحتلة نشطت بشكل كبير، حيث نفَّذ المجاهدون عمليات استشهادية ضخمة في القدس وتل أبيب وغيرها من أراضي ال48، أدت إلى مقتل حوالي 200 صهيوني وجرح المئات. في المقابل المقاومة الإسلامية في لبنان أيضاً عزَّزت حضورها. فخلال شهر شباط من العام 1996، نُفِّذت عمليات نوعية موجعة للعدو، في عمق المنطقة المحتلة، هذه العمليات، أكدت أن المقاومة انتقلت من العمل على خطوط التماس والمواقع المتاخمة والمطلة على المناطق المحررة، إلى الضرب وبقوة في عمق ما كان يسمى بالحزام الأمني، الذي كان المجاهدون يخترقونه يومياً وليس فقط أسبوعياً مرات عدة ويتوغلون حتى الحدود الدولية لنصب الكمائن وزرع العبوات. اذا الوضع الإسرائيلي الحرج في فلسطين ولبنان، دفع بأطراف دولية وعربية إلى الاجتماع في مؤتمر شرم الشيخ، الذي كان من أبرز أهدافه، ومقرراته لاحقاً، مكافحة "الإرهاب"، وإنقاذ إسرائيل "ضحيته"، فكان القرار بضرب حزب اللَّه على أساس أن مقاومته رمز لهذا "الإرهاب".

* كيف تصف لنا وضع المقاومة عشية عدوان نيسان؟
على صعيد القدرة العسكرية والقتالية، إن المجاهدين بعد مواجهات كفرا وياطر والعمليات النوعية ومن ثم عدوان تموز 93، اكتسبوا خبرات كبيرة ومهمة في أساليب المواجهة، وسجَّلوا تطوراً ملحوظاً على مستوى استعمال أسلحة جديدة وتقنيات لم تستخدم من قبل.

* ما هي هذه الأسلحة والتقنيات الجديدة؟
في الواقع هذه الأسلحة جديدة ومتطورة على مستوى المقاومة، وبالمقارنة مع قدرة العدو الإسرائيلي، فإنها لا تعادل 100 1 من حيث الفعالية. وإنما التطور كان على مستوى إدخال بعض الصواريخ في العمل المقاوم، مثال صاروخ "مالوكّا" وصاروخ "سايغر"، اللذين استخدما بفعالية، ابتداءً من حرب تموز، لضرب الدشم والآليات المدرعة، وهكذا فإن استعمال هذا النوع من السلاح، أوجد قوة ردع، وأربك العدو وعطل الكثير من قدرته على الرصد وتحصيل المعلومات عن حركة المجاهدين وتكتيكاتهم الميدانية، وشكَّل هذا الأمر مفاجأة له اضطرته إلى تغيير الكثير من الخطط والتكتيك المنيع في بناء المواقع وإقامة الدشم ...، في حين أنه أدى إلى رفع مستوى الكفاءة لدى المجاهدين الذين أخذوا المبادرة من جديد على الجبهة.

* هل كانت العملية مفاجئة للمقاومة؟
في الواقع لا، لأنه وخلال شهر آذار، ومن خلال الرصد والمعلومات التي توافرت للمقاومة عن تحركات العدو واستعداداته، وكذلك حركة الطائرات غير المعتادة، إذ نفَّذ مناورات بالطائرات الحربية وطائرات الاستطلاع على طول خط الجبهة، وفوق معظم مناطق الجنوب والبقاع الغربي، إضافة إلى تحركات غير طبيعية للقوات البرية، وتدشيمٍ للمواقع، وإقامة السواتر، أيقنت قيادة المقاومة أن هناك عملية عسكرية واسعة ستشن قريباً، لذا فإنها زادت من استعداداتها وعملت على تجهيز وتأهيل القوات على الأرض. إضافة إلى نشر أكبر عدد ممكن من الصواريخ في مختلف المناطق، وتغيير مرابض المدفعية، والعمل على تحديد أهداف في داخل فلسطين المحتلة. وهذا التكتيك عزَّز القدرة على مواجهة العدوان مهما كانت مدته ستطول.

* متى كانت أول عملية رد للمقاومة على العدوان الإسرائيلي؟
صبيحة اليوم الثاني مباشرة، أي في 12 نيسان، حيث أطلقت المقاومة الإسلامية صلية من 26 صاروخاً على مستوطنة "كريات شمونة"، فأصيب 32 مستوطناً وتضررت وحدات سكنية عدة. هنا نستطيع القول أن الحرب بدأت فعلياً. خرج العدو بمختلف أنواع الأسلحة، بما فيها القطع البحرية لقطع الخط الساحلي ورصد خطوط الإمداد...

* ربما لم يكن هذا الوضع موجوداً في حرب تموز؟
في حرب تموز نوعاً ما الحصار كان أقل مستوى، يومها استهدف العدوان الجنوب اللبناني فقط. أما في نيسان فإن العدو وسَّع دائرة الاستهداف، فلجأ إلى ضرب البنى التحتية، فقصف تقريباً 22 جسراً، وقطع حوالي 70 طريقاً حيوياً وعطَّل ما يقارب الـ64 محطة كهرباء. فحجم العدوان كان مفاجئاً، من الجنوب إلى البقاع إلى المدن الرئيسية صور وصيدا والعاصمة بيروت ومناطق الضاحية الجنوبية، فضلاً عن استهداف مراكز الجيشين السوري واللبناني. نعم فالهدف من الحرب كان ضرب علاقة المقاومة بالجميع وفك هذه اللُحمة بينها وبين ناسها وشعبها.

* ميدانياً كيف كانت المقاومة تتعامل مع وجود المدنيين الصامدين في قراهم ومدنهم؟
شهدنا خلال حرب تموز نزوحاً كبيراً، أما في نيسان فإن النزوح كان أقل. الأمر الذي بعكس ما يعتقد كثيرون أمَّن للمقاومة قدرة أكبر على الحركة وخصوصاً في قرى التماس. فالمفاجآت بالنسبة لنا تجلت بأننا كنا حريصين على تجنب التواجد بين الناس وقرب ملاجئ المدنيين، إلا أن هؤلاء كانوا يحتضنون المجاهدين ويؤمنون لهم المأكل والمشرب، وساهموا في كثير من الأحيان في تمويه تحركاتهم، وساعدوهم أحياناً أخرى على نقل الذخائر والأسلحة والصواريخ وغير ذلك.

* ألم يؤثر استهداف العدو للمدنيين على حركة المقاومين؟
على العكس تماماً، رغم استهداف العدو للمدنيين بمجازر فظيعة، ابتداءً من سحمر (7 شهداء) إلى إسعاف المنصوري إلى آل العابد في النبطية إلى المجزرة الكبرى في قانا. هذا الاستهداف الوحشي للمدنيين وفضحه عبر وسائل الإعلام شكَّل حرجاً كبيراً للإسرائيليين؛ فعدلوا مكرهين عن التمادي في قصف المدنيين وتحولوا إلى قصف أطراف القرى مفسحين المجال لمن يريد النزوح...

* كيف كان وضع أهل الشريط الحدودي المحتل آنذاك خلال هذه الحرب؟
اللافت أنه وخلال العدوان نُظِّمت مسيرات مؤيدة للمقاومة، ورُفعت فيها شعارات منددة بالعدوان، في كل من عيتا الشعب وعيترون وكفركلا. وهذا ما خلق إرباكاً للعدو وعملائه. وقد مرت الصحف ووسائل الإعلام على هذا الحدث مرور الكرام في ذلك الوقت. إلا أن ذلك لا ينفي أنها كانت تحرّكات مهمة لا سابق لها، شارك فيها حشود من المواطنين من أهل المنطقة المحتلة بعد أن راعهم ما يحل بإخوانهم في المناطق المحررة من مجازر ودمار وخراب.

* على الرغم من سيطرة العدو على البر والبحر والجو، وكثافة النيران، وهذه الآلة العسكرية المدمرة، فإننا نلاحظ انخفاض عدد شهداء المقاومة الإسلامية في هذه الحرب، ما السبب؟
سقط للمقاومة خلال الحرب 14 شهيداً، وذلك لأن حجم قدرة واستعداد المقاومة على مواجهة العدوان، كان كبيراً جداً.

* ضغط العدو في الأسبوع الأول من الحرب بشكل تحولت معه الحرب إلى الدموية التي شهدناها وشهدها العالم أجمع، على ماذا راهن وكيف سارت الأمور فيما بعد؟
راهن العدو على أن تفقد المقاومة القدرة والمبادرة في الأسبوع الأول للعدوان، حيث كان يتوقع أن تنضب الصواريخ من حوزة المقاومة، ولكن الرد كان قاسياً وغير تقليدي. فقد اتبعت قيادة المقاومة تكتيكاً يقضي بتغيير المرابض القديمة (المستخدمة في حرب تموز) ونشر مرابض جديدة على طول خط المواجهة، مما أمَّن سعة انتشار لنيران المقاومة. ففي حرب تموز كان تركيز المقاومة في رماية الصواريخ على المحور الغربي. أما في حرب نيسان فاعتمدت المقاومة كل خطوط التماس لتنشر مرابضها فيها، من البقاع الغربي إلى إقليم التفاح إلى النبطية إلى القطاع الأوسط والقطاع الغربي. ولقد تم إطلاق ما يزيد على الألف صاروخ خلال 16 يوماً. إضافة إلى تنفيذ أكثر من 55 عملية داخل الشريط المحتل، واستهداف أكثر من 20 موقعاً صهيونياً. كذلك تمكن المجاهدون من زرع عبوات داخل المنطقة المحتلة في أوج العدوان. وظلت المقاومة تمسك بزمام المبادرة حتى الدقائق ال4 الأخيرة التي سبقت وقف إطلاق النار، حيث رمى المجاهدون بصلية أخيرة من الصواريخ باتجاه المستوطنات لتأكيد حقها في الدفاع عن شعبها، وبأنها ستقاتل حتى آخر رمق.

* هل كانت إصابة موكب الرئيس الإسرائيلي آنذاك عازر وايزمن مجرد صدفة؟
نعم، فقد كان يقوم بجولة تفقدية في مستوطنة "مسكاف عام" حين أمطر المجاهدون المستوطنة بصلية من الصواريخ، أصابت شظايا أحدها سيارات الموكب، وهذا في حقيقته توفيق وتسديد إلهي "وما رميت إذ رميت ولكن اللَّه رمى".

* ولكن هل كانت المقاومة تستهدف أحياناً أهدافاً محددة أم أن القصف غالباً ما يكون عشوائياً؟
في بعض الحالات كان لمصادرنا في الشريط الحدودي رصد دقيق، أفادنا كثيراً في توجيه النيران وإطلاق الصواريخ بطريقة مركَّزة.

* هل صحيح أن العدو الصهيوني فشل في ضرب ولو منصة صواريخ واحدة خلال الحرب؟
في الحقيقة، خلال هذا العدوان ضُرب لنا مربض واحد فقط. على الرغم من أن مرابض الصواريخ صبَّت حممها على أكثر من 68 مستوطنة إسرائيلية في فلسطين المحتلة، أهمها "نهاريا" و"صفد" و"كريات شمونة" وغيرها.

* ما هي الأهداف الجديدة التي كان استهدافها يُعد "فتحاً" للمقاومة إن صح التعبير؟
المقاومة سجَّلت تطوراً ملحوظاً في العمق الذي طالته صواريخها، فاستهدفت مستعمرات لأول مرة في تاريخها. فالتكتيك الذي اتبعته المقاومة في حركة توزيع النيران، أدخل في دائرة الاستهداف مستوطنات ومدناً جديدة طولاً وعرضاً، مثلاً في القطاع الغربي كان التركيز على "نهاريا". كذلك في الشرق ضُربت مدينة "صفد" والمستوطنات المحيطة بها. في الوسط استهدفت بشكل كبير مستوطنة "معالوت"، وهي من المستوطنات الكبيرة في تلك المنطقة. هذه الأهداف التي نتحدث عنها لم تُستهدف خلال حرب تموز، وإنما وُضعت على قوائم وجداول المجاهدين خلال حرب نيسان.

* كيف تصف لنا علاقة قائد المقاومة بالمجاهدين وخاصة أثناء عدوان نيسان؟
علاقة قائد المقاومة بالمجاهدين علاقة مميزة جداً، ليس لكون سماحته هو القائد الأعلى للقوات المسلحة في المقاومة فحسب، بل لأن كل مجاهد يعتبره الأخ والصديق والأب الحاني على أبنائه. فهو دائم التفقد للمجاهدين، يرعى شؤونهم في كل الظروف والأحوال، وقريب منهم مهما كان الوضع صعباً. كما في حرب نيسان ظل على اتصال بهم وبكل الوحدات المقاتلة على الأرض.

* نتحدث كثيراً عن الألطاف الإلهية، في حرب صنعت المقاومة فيها معجزة قهرت الأسطورة الإسرائيلية، كيف تجلَّت هذه الألطاف؟
اللطف الإلهي حاضر بقوة في كل حركة المقاومة الإسلامية، وخلال حرب نيسان تدخل العون والمدد والتدبير الإلهي لتسهيل تحركات المجاهدين فالحرب وقعت في نيسان وهو شهر معتدل مناخياً. ومع هذا خلال تلك السنة شهدنا عواصف وأمطاراً وفترات من الضباب الكثيف الأمر الذي أمَّن تمويهاً طبيعياً أفادت منه المقاومة في تزويد الجبهة وخاصة الخطوط الأمامية، بما يلزم من عتاد وسلاح. أما على صعيد المؤن فإن اللَّه تعالى هيأ لنا الناس ومؤسسات خاصة ومحال تجارية ومطاعم وغيرها، كانت جاهزة لتأمين احتياجات المجاهدين والمدنيين طيلة الحرب مع الإشارة إلى أن الصامدين تعرضوا لفترات حصار خانقة بين الحين والآخر.

* ما هي الصورة التي خرجت بها المقاومة الإسلامية بعد انتهاء العدوان؟
كان الهدف من العدوان كما هو معلوم الإيقاع بين حزب اللَّه وقاعدته الشعبية، ومن ثم القضاء على مقاومته، والتي خرجت من الحرب أكثر قوة وحضوراً في نفوس أهلها، وكذلك فإن المقاومة استطاعت بفضل صمود مجاهديها الأسطوري، أن تسقط مخططات العدو، والتفَّ الشعب اللبناني حولها وحظيت بإجماع وطني كبير.

* هل أسس الانتصار في نيسان 96 للتحرير في أيار 2000؟
حرب الأيام السبعة في تموز 93 وحرب عناقيد الغضب في نيسان 96 أسستا، مع ما رافقهما من تطور نوعي في أداء المقاومة ميدانياً، للانتصار الكبير والتحرير في أيار 2000. باختصار صمود المجاهدين وشعب المقاومة في نيسان وضع العدو أمام خيار الانسحاب الحتمي، لأنه عجز أمام هذا الشعب العظيم. وقرر الانسحاب وخرج قبل الموعد المقرر مدحوراً مذلولاً في 24 أيار 2000م. لأن هذه المقاومة حظيت بالتفاف شعبي كبير. ثم أنها تحوَّلت إلى قضية كل عربي وقومي وكل مسلم. مما عزز حضور المقاومة كصاحبة حق وكمدافعة عن الأرض المغتصبة واحتفل كل العرب والمسلمين بنصرها في لبنان.

* هل من كلمة أخيرة؟
ليس المهم أن تمتلك السلاح، بل الأهم من ذلك أن تعرف كيف ومتى وأين تستعمل هذا السلاح فبالرغم من القدرة العالية والتفوق النوعي للعدو الإسرائيلي، وامتلاكه مختلف أنواع الأسلحة وأكثرها تطوراً. فإن إرادة التضحية وروح الشهادة المغروسة في نفوس مجاهدي المقاومة الإسلامية، أنزلت الهزيمة بهذا العدو، وهذه الروحية هي التي أنزلت علينا الألطاف الإلهية فخُصصنا بعنايته عزَّ وجلَّ، تأكيداً لقوله تعالى: "إن تنصروا اللَّه ينصركم ويثبت أقدامكم".

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع