أذكار | أذكار لطلب الرزق مع الإمام الخامنئي | سيّدة قمّ المقدّسة نور روح الله | الجهاد مذهب التشيّع‏* كيـف تولّى المهديّ عجل الله تعالى فرجه الإمامة صغيراً؟* أخلاقنا | الصلاة: ميعاد الذاكرين* مفاتيح الحياة | التسوّل طوق المذلَّة* الإمام الصادق عليه السلام يُبطل كيد الملحدين تسابيح جراح | بجراحي واسيتُ الأكبر عليه السلام  تربية | أطفال الحرب: صدمات وعلاج اعرف عدوك | ظاهرة الانتحار في الجيش الأميركيّ

مداد الشهداء: براق العروج‏

الشهيد هيثم دبوق(*)

 



قال الله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (الذاريات: 56) فعلى الإنسان العاقل أن يعي ويفهم ما معنى الحياة، وما هو دوره فيها. علينا أن نعرف أن الخلق ليس عبثاً ولهواً، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً. علينا أن نعرف أن الإنسان قد وُجد وخُلق لهدف سامٍ، لهدف إلهي سماوي رباني، ألا وهو العبودية لله تعالى. علينا جميعاً أن نخرج من ظلمات قلوبنا وغفلاتنا وشهواتنا، وأن ندخل في سلك التطوّر الإنساني. علينا أن نخرج نفوسنا الأمارة بالسوء من أسفل السافلين حتى تصل إلى أحسن تقويم، ألا وهو العبودية الحقة التي هي براق العروج إلى رب الأرباب، وقد قال عزّ من قال: ﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا (النساء: 36)، فلنخرج من عبادة الدنيا وعبادة الطواغيت وعبادة الأهواء وعبادة الأنفس... حتى تليق بنا الخلافة التي أرادها الله لنا، ﴿إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (الأحزاب: 72).

حرروا أنفسكم من نير العبودية لغير الله تعالى لأنها لا تكون إلا له، ولا تأخذكم الشهوات والغفلات والملاهي والملذات فتبعدكم وتحجبكم عن الله تعالى فتكونوا عمياناً لا تبصرون، ﴿قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آَيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى (الإسراء: 125) فيا لها من حسرة لا تزول ولا تقاس بحسرات هذه الدنيا عندما نستفيق من غفلتنا ونومنا العميق، لنجد أن زادنا فارغ وكنا ممن يظن أنه يحسن الصنع في حياته الدنيا. إحملوا المسؤولية الملقاة على عاتقكم، فإن الإسلام يقوم على أكتافكم وبجهادكم، فكونوا ممن قيل فيهم: "إن لله رجالاً إذا أرادوا أراد"، فإذا أردنا أن ننصر الإسلام فعلينا أن نقدّم الدماء والتضحيات، فوقود الثورة هو دماء الشهداء. إخواني المؤمنين، علينا أن نستمر في جهادنا مع أمريكا وإسرائيل وأذنابهما، علينا أن نكون حسينيين وعليكن أن تكنّ زينبيات، وثقوا دائماً بأن النصر سيكون حليفكم، ﴿إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ  (محمد: 7).

إن الدعوة لله، ومسؤولية الدفاع عن الإسلام ملقاة على عاتق الجميع، فكلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته. أدّوا الأمانة التي استودعتموها، وأدوا حقّها في سبيل الله. فعلى كل إنسان مسلم أن يعبئ طاقاته كلها من أجل خدمة الإسلام، وأعيروا جماجمكم لله فإن منهم لمن تعلّق قلبه بالجمال المطلق ولاح له لائح من الكمال المطلق يشتعل شوقاً إلى لقاء حبيبه ومعشوقه، حتى تتحرّر نفسه من أسر هذه الدنيا وسجنها، فيكون لله وفي سبيل الله وإلى الله. إخواني المؤمنين، أطرقوا أبواب الشهادة، فإنها أقصر الطرق وأقربها إلى الله تعالى، ولا ينالها إلاّ ذو حظّ عظيم، وأطلب المسامحة منكم جميعاً وكذلك من أهلي الأحبّاء الأعزّاء، وعزاؤكم بمصاب أهل البيت عليهم السلام. ولا تنسي يا أمّاه ما كنت ترددينه دائماً: "كل المصائب تهون عند مصيبة كربلاء"، وأسأل الله تعالى أن يغفر لي ذنوبي ويكفّر عن سيئاتي، وأن لا يفضحني على رؤوس الأشهاد، وأن يرزقني شفاعة محمّد صلى الله عليه وآله وآل محمّد عليه السلام. "إلهي وألحقني بنور عزّك الأبهج فأكون لك عارفاً وعن سواك منحرفاً"(1). والحمد لله ربّ العالمين، والسلام عليكم على أمل اللقاء بكم في الجنّة.


(*) تاريخ الاستشهاد: 1988م.
(1) من المناجاة الشعبانية لأمير المؤمنين عليه السلام.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع