نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

مع الشهداء: وصية الشهيد هيثم دبوق

                                                                                                                   
إن هذه الوصايا تهز الإنسان وتوقظه‏   
الإمام الخميني قدس سره


* أقصر الطرق إلى الله
إخواني المؤمنين:
لقد قال الله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم ﴿وما خلقت الإنس والجن إلا ليعبدون. فعلى الإنسان العاقل أن يعي ويفهم ما معنى الحياة وما هو دوره في هذه الحياة، علينا أن نعرف أن الخلق ليس عبثاً ولهواً تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً، علينا أن نعرف أن الإنسان قد وجد وخلق لهدف سام، لهدف إلهي سماوي رباني، ألا وهو العبودية لله تعالى. علينا جميعاً أن نخرج من ظلمات قلوبنا وغفلاتنا وشهواتنا وأن ندخل في سلك التطور الإنساني.

علينا أن نخرج نفوسنا الأمارة بالسوء من أسفل السافلين حتى تصل إلى أحسن تقويم، ألا وهو العبودية الحقة، التي هي براق العروج إلى رب الأرباب، وقد قال عز من قال: ﴿واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً، فلنخرج من عبادة الدنيا وعبادة الطواغيت وعبادة الأهواء وعبادة الأنفس فأم الأصنام صنم نفسك، حتى تليق بنا الخلافة التي أرادها الله لنا: ﴿إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً.

حرروا نفوسكم من نير العبودية لغير الله لأنها لا تكون إلا له، ولا تأخذكم الشهودات والغفلات والملاهي والمذات فتقيدكم وتحجبكم عن الله تعالى فتكونوا عمياناً لا تبصرون، ﴿قال رب لما حشرتني أعمى وقد كنت بصيراً، قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى فيا لها من حسرة لا تزول ولا تقاس بحسرات هذه الدنيا عندما نستفيق من غفلتنا ونومنا العميق فنجد زادنا فارغاً وكنا ممن يظن أنه يحسن الصنع في حياته الدنيا.

أيها الأخوة المؤمنون: عليكم أن تعوا المسوؤلية الملقاة على عاتقكم، فإن الإسلام سيقوم على أكتافكم وبجهادكم فكونوا ممن قيل فيهم: ﴿إن لله رجالاً إذا أرادوا أراد... فإذا أردنا أن ننصر الإسلام فعلينا أن نقدم الدماء والتضحيات، فوقود الثورة، هو دماء الشهداء. إخواني المؤمنين علينا أن نستمر في جهادنا مع أمريكا وإسرائيل وأذنابهم، علينا أن نكون حسينيين، وعليكن أن تكنّ زينبيات، وثقوا دائماً بأن الصنر سيكون حليفكم، ﴿إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم.

إن الدعوة لله ومسؤولية الدفاع عن الإسلام ملقاة على عاتق الجميع "فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته"، أدوا الأمانة التي استودعتموها، وأدوا حقها في سبيل الله، فعلى كل إنسان مسلم أن يعبى‏ء طاقاته كلها من أجل خدمة الإسلام، وأعيروا جماجمكم لله، فإن من تعلق قلبه بالجمال المطلق، ولاح له لائح من الكمال المطلق يشتعل شوقاً إلى لقاء حبيبه ومعشوقه، حتى تتحرر نفسه من أسر هذه الدنيا وسجنها فيكون كله لله وفي سبيل الله وإلى الله.

إخواني المؤمنين أطرقوا أبواب الشهادة فإنها أقصر الطرق وأقربها إلى الله تعالى ولا ينالها إلا ذو حظ عظيم. وأوصيكم أن لا تنسوا دعائكم للإمام بطول العمر وأطلب السماح منكم جميعاً وكذلك من أهلي الأحباء الأعزاء فعزاؤكم بمصاب أهل البيت ولا تنسي يا أماه ما كنت ترددينه دائماً: "كل المصائب بتهون عند مصيبة كربلاء"، وأسأل الله تعالى أن يغفر لي ذنوبي ويكفر عني سيئاتي وأن لا يفضحني على رؤوس الأشهاد وأن يرزقني شفاعة محمد وآل محمد عليهم السلام.

إلهي وألحقني بنور عزل الأبهج فأكون لك عارفاً وعن سواك منحرفاً.

وأرجو منكم أن تصلوا لي صلاة الوحشة وأن يصوم لي أخ يوم هدية وأن يقرأ لي القرآن الكريم والحمد لله رب العالمين والسلام عليكم وعلى أمل اللقاء بكم في الجنة.
 عبد الله المحتاج إلى رحمة ربه‏
 هيثم
صبحي دبوق‏

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع