نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

كشكول الأدب

إبراهيم منصور

*من الأمثال الشعبية

"القضيّة فيها وما فيها"

يُروى أنه في سنة 1935 ظهرت في لبنان عصابة خطيرة يقودها رجل. تولّى هذا الرجل قطع الطريق وسرقة المارَّة، إلاّ أنه كان يعامل النساء بكلّ احترام، ويُقال إنه كان يأخذ من الأغنياء ويعطي الفقراء حتى أحبّه الناس وتناقلوا أخباره بشغف ممزوج بالخوف، ونسجوا حوله الأساطير. وحدث ذات يوم أن رابط الرجل قرب جسر الخردلة، فأوقف المارّة واستولى على أموالهم، فهبّ رجال الأمن إلى تطويق المنطقة وراحوا يستجوبون سكان القرى المجاورة، ولمّا وصل الدور إلى رجل اسمه أبو حمد الحرفوش سأله المحقّق: هل تعرف أين الرجل؟ فأجاب بالنفي. ثمَّ سأله: إذا عرفتَ عنه شيئاً فيما بعد فهل أنت مستعدّ أن تخبر السلطة عنه؟ فتريّث الحرفوش قليلاً ثمّ أجاب: "القضية فيها وما فيها". فثارت أعصاب المحقّق وأمر بتوقيف الحرفوش بتهمة كتْم معلومات. ومن يومها ذهب قوله مثلاً1.

*من أطهر الحديث

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حديث الدعاء: "... واغسِلْ خَطَايَ بماء الثلج والبَرَد". وإنما خصّ الثلج والبَرَد بالذكر تأكيداً للطهارة ومبالغةً فيها، لأنهما ماءانِ مفطوران على خِلْقتهما، لم يُستعملا ولم تَنَلْهُما الأيدي ولم تخُضْهُما الأرجل، كسائر المياه التي خالطت التراب وجرتْ في الأنهار وجُمِعَتْ في الحياض. فكان الثلجُ والبَرَدُ أحقّ بكمال الطهارة" 2.

* من أجمل ما قرأت

ما قاله الأديب الكبير بولس سلامة في مقدّمة كتابه "ملحمة الغدير"، قال في الإمام عليّ عليه السلام: "فيا أبا الحسن ماذا أقول فيك؟... حقّاً إنَّ البيان لَيَسِفُّ، وإنّ شعري لَحَصاةٌ في ساحلك يا أمير الكلام، ولكنّها حصاة مخضَّبة بدم الحسين عليه السلام الغالي، فتقبَّلْ هذه الملحمة وانظرْ من رفارفِ الخُلدِ إلى عاجِزٍ شرَّفَ قلمه بذكرِك"3.

*من أقبح الكلام

ما قاله الصهيوني صموئيل زويمر للمستشرقين: "مَهَمَّتُكُم أن تُخرجوا المسلم من الإسلام ليصبح مخلوقاً لا صلَةَ له بالله، وبالتالي فلا صِلَةَ تربطُه بالأخلاق، وبذلك تكونون أنتم بعملكم هذا طليعة الاستعمار... استمرُّوا في أداء رسالتكم، فقد أصبحتُم بفضل جهادكم المبارك موضع بركات الربّ"4.

*من أجمل الشعر

من كرامات الشيخ المفيد رضوان الله عليه، أنه لمّا مات رثاه صاحب العصر والزمان الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف بهذه الأبيات، على ما قيل:

 لا صوَّتَ الناعي بفقدِكَ إنَّهُ

 

يومٌ على آلِ الرسولِ عظيمُ

 إن كنتَ قد غُيِّبْتَ في جَدثِ الثرى

 

فالعدلُ والتوحيدُ فيك مُقيمُ

 والقائمُ المهديُّ يفرحُ كلَّما

 تُلِيَتْ عليكَ من الدروسِ علومُ 5


*من أجمل الجِناس

كان ابنُ منظور صاحبُ المعجم الشهير "لسان العرب" عالماً في اللغة والأدب، وذا طرائف ونوادر، ومن شعره الذي يدلُّ على ميله إلى التفكُّه والنوادر:

 باللهِ إن جُزْتَ بِوادي الأراكْ

 

وقبَّلَتْ عيدانُه الخُضْرُ فاكْ

 فابعَثْ إلى عبدِكَ من بعضها

 

فإنَّني، والله، ما لي سِواكْ


والنكتةُ – هنا – أنه استعمل كلمة "سِواك" بمعنيَيْن، فهي تعني: "غيرُكَ" وتعني "مِسْواك" ذلك العود الذي تُنَظَّفُ به الأسنان، ومن هنا المجانسة اللفظيّة الجميلة 6.


*من جذور الكلام

"طُوبى"؛ قال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: "طوبى لمن تركَ شهوةً حاضرة لموعدٍ لم يرَهْ". طُوبى: أصلُها طَوَبَ، ولكنّه ليس بأصلٍ في اللغة العربية، لأنَّ الطُّوبَ بمعنى الآجرّ لا يعرفه العرب، وأمّا طُوبى فليست من هذا الباب، كأنها "فُعْلَى" من الطيِّب، فقُلبَت الياء واواً لوجود الضمَّة على الطاء. وقولُه تعالى: ﴿طُوبَى لَهُمْ (الرعد: 29) قيل: هو اسم شجرة في الجنّة، وقيل: هو إشارة إلى كلّ مُستطاب في الجنّة من بقاءٍ بلا فناء، وعزٍّ بلا زوال، وغنًى بلا فقر 7.

*عامِّيّ أصلُه فصيح

"هَمَجٌ"؛ نقول بالعامية عن أراذل الناس "هَمَج"، وهي كلمة فصيحة وتعني الرَّعاع من الناس، والهَمَجُ: صغار الدوابّ، والهَمَج: البعوض والذباب، والجوع: هَمَجٌ، وقيل: سُمِّيَ البعوض بذلك لأنه إذا جاع عاش، وإذا شبع مات. والواجدة هَمَجَةٌ، وقد جاء في حديث الإمام عليّ عليه السلام: "سبحان من أَدْمَجَ قوائم الذرَّة والهَمَجَة" 8، فالذرَّةُ هي النملة الصغيرة، والهَمجة هي البعوضة، وسبحان من أدمج قوائمهما، أي مَنْ أحكم خَلْقهما.

وقال الإمام عليه السلام أيضاً: "الناس ثلاثة: فعالم رباني، ومتعلم على سبيل نجاة، وهمج رعاع أتباع كل ناعق" 9، فشبَّه عليه السلام رَعاعَ الناس وأراذلَهم بالبعوض.

*من المتقارب لفظاً ومعنًى

"دَعَثَ ودَعَسَ"؛ يُقال: دَعَثَ به الأرض: ضرَبَها ودَعَثَ الأرض دَعْثاً: وَطِئَها، فالدعثُ هو الوطء الشديد. ودَعَسَ الشيءَ: وَطِئَه وداسه، والطريق المِدْعَس والمدعاس هو الطريق الذي يكثر المرور عليه.

*من غريب اللغة

في حديث للإمام عليّ عليه السلام يقول: "يحملُها الأخضرُ المثْعَنْجِرُ".

"اثْعَنْجَرَ"؛ معناه: سالَ وانصبَّ، من فعل ثَعْجَرَ، يُقال: ثَعْجَرَ الشيءَ والدمَ وغيره فاثْعَنْجَرَ، أي صبَّه فانصبَّ، والمُثْعَنْجِرُ هو السائل من الماء والدمع، وكذلك المثْعَنْجِرُ: وسط البحر؛ وهو أكثر موضع في البحر ماءً؛ وفي حديث عبد الله بن عبّاس: "فإذا علمي بالقرآن في علم عليّ كالقرارة في المثعنجِر". والقرارةُ: الغدير الصغير 10.


*مفردة ثرية بالمعاني

"الجار"؛ من معانيها: الذي يُجاورك بَيْتَ بَيْتَ – الشريك في العقار، الشريك في التجارة، النار، المُقاسمُ الذي يُقاسمكَ أيّ شيء، الصنَّارة، ما قَرُبَ من المنازل من الساحل، المنافق المتلوِّن في أفعاله، المُجير والمُعيذ أو الناصر، زوج المرأة لأنه يُجيرُها ويمنعُها ولا يعتدي عليها.


*من أجمل الاستعارة

"تَضْحَكُ جُدُرُ البيت" 11.

تقول العرب في أحاديثها: "إذا اشتريتُ لحماً تضحكُ جُدُرُ البيت". وجُدُر: جمع جدار وهو الحائط؛ ومعنى القول أنَّ أهل الدار يفرحون إذا اشتَرَوْا لحماً، حتى أنّ جدران المنزل تفرح، وهنا استعارة شعبيَّة جميلة وتشخيص.


1- لئلاّ تضيع، سلام الراسي، ص17 و18.
2- لسان العرب، ابن منظور، مادّة ثلج، ج2، ص222.
3- ذكرها أحمد الرحماني الهمداني في كتابه "الإمام علي بن أبي طالب"، ص372.
4- جذور البلاء، عبد الله التلّ، ص75.
5- المقنعة، الشيخ المفيد، ص21، مؤسسة النشر الإسلامي.
6- لسان العرب، م.س، ج1 ص4.
7- بحار الأنوار، المجلسي، ج66، ص266.
8- نهج البلاغة، خطبة 165.
9- نهج البلاغة، من كلام الإمام 147.
10- لسان العرب، م.س، مادثة ثعجر.
11- م.ن، ج4، ص121.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع