نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

شعر: زغرداتُ الجراح

الشاعر يوسف سرور

 


مهداة إلى جرحى المقاومة والانتفاضة في لبنان وفلسطين بمناسبة يوم الجريح
 

خضِّبي الكــونَ بالدَّمِ الفـَّواحِ

واسْــبُكي صكَّ عودةٍ للصَّباحِ

وانشُري نشوةَ الخلاصِ يغنِّيها

 الرَّصاصُ العَصِيُّ في الأرواحِ

واسطعي فوق أمنياتِ الملايينِ

مناراتٍ للغَدِ الوضَّاحِ

واقْرإي سُنَّة الدِّماءِ على الدُّنيا

بألحانِ زغرداتِ السِّلاحِ

وابعثي من شذاكِ للقُدس أنسامَ

الوفاءِ النَّديِّ في كلِّ ساحِ

وارفعي عن معالمِ النَّصرِ جِلباباً

مسجًّى كَسَوْهُ ألفَ وشاحِ

واغرسي يا جراحُ أُفْقَ فلسطينَ

 بأزهارِ سنبلاتِ الكفاحِ

فَلأَنتِ الضِّياءُ للحائرِ الملهوفِ

يهوي أمام هُوجِ الرِّياحِ

ولأنتِ العزاءُ للبائسِ المُلتاعِ

يَضْرَى بسُؤْلِهِ المِلْحَاحِ

ولأنتِ العطاءُ للبَرِّ يسْتجدي هناءً

من النفوسِ الشِّحاحِ


* * * * * *
 

يا جِراحَاتُ أنت فجرُ أمانينا،

ومِدْماكُ ثورةِ الإصلاحِ

أنتِ حصْنُ المعذَّبينَ،

يرَونَ النُّورَ فيما وهبتِ سرَّ النَّجاحِ

أنت شمسُ الخلاصِ،

 خَضَّبتِ أعماقَ المُعانينَ بالهُدَى الفَوَّاحِ

أنتِ للأقصَى نُورُهُ وضِياهُ

 أنتِ أنتِ المشكاةُ للمصبَاحِ


* * * * * *
 

يا امْتدادَ الوجودِ لمْلِمْ بقايا الجودِ

 والأُعطياتِ من كلِّ ناحِ

واهْدِهَا للجريحِ في طبقٍ زاهٍ

 على طيبِ زاهراتِ الأقَاحي

فهُو الثَّائرُ الهَصُورُ تجلَّى

في حناياهُ كلُّ معنى سمَاحِ

وهو الرَّائدُ الهُمامُ تخفَّى

 بالجراحاتِ بين سُحْبِ الرِّماحِ

وهو الشُّهْبُ يزدهي في غداةٍ

وهو النَّجمُ يرتقي في رَوَاحِ

وهو النَّشوةُ الرَّقيقةُ تسْري

في عُرُوقِ الزَّمانِ بالأفرَاحِ


* * * * * *
 

إيهِ يا باذلَ الدِّماءِ عطاءً

والمُضَحِّي بكلِّ شيءٍ مُتَاحِ

يا شهيدَ الحياةِ تعرُجُ

 شوقًا لسَمَاءٍ عَلِيَّةِ الألوَاحِ

صُنتَ وجْهَ الثَّرى أبيًّا قويًّا

 رافعَ الرأسِ من لهيبِ اجْتياحِ

صارخًا: خُذْ يا ربُّ منّي نجيعًا

كيْ أرى في رضاكَ فكَّ سراحي

فأجُوب السَّماءَ نجمًا منيرًا

مالئًا سؤدُدَ العلى بصياحي:

يا شموسَ الفَضاءِ غوري حياءً بحجابٍ،

 ويا جبالُ انْداحي

فلقدْ جئتُ للجَنائنِ أسمو

في رُباها مخضَّبًا بجراحي

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع