نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

فقه الولي: الهجرة واللجوء

الشيخ علي حجازي

 


يهاجر الكثير من المسلمين إلى بلاد غير المسلمين، كما يلجأ الكثير منهم إلى تلك البلاد لجوءاً سياسيّاً. ولهذا السفر أسباب عديدة. يُرجع البعض الأسباب إلى الضرورة أو الاضطرار، أو لأيّ أسباب أخرى. فمثل هذا الأمر يحتاج إلى معرفة الأحكام الشرعيّة في الشريعة الإسلاميّة المقدّسة؛ حتّى لا يقع المهاجر أو اللاجئ في الحرام، فيقع بذلك في محذور معصية الله عزَّ وجلَّ ـ، فلا تنفعه هجرته، ولا يفيده لجوؤه، ويكون مذنباً أمام الله سبحانه وتعالى.

* المحاذير:
قد يقع المهاجر أو اللاجئ في محاذير عديدة توقعه في المعصية، ومنها:

-1-2- التوسّل بالكذب والتزوير:
لا يجوز التوسّل بالكذب لأجل الحصول على جواز المرور، أو الإقامة، أو ما شاكل ذلك. وكون البلد لغير المسلمين لا يجوّز الكذب. فالكذب لأجل ذلك حرام، وفاعله عاصٍ لله تعالى ـ، فانتبه أيّها المسلم! كما ولا يجوز تزوير أيّ معاملة لأجل الحصول على اللجوء أو غيره، وكفر أهل البلد لا يجوّز التزوير. فالحذار من معصية الله تعالى.

3- اختلاق قصّة غير واقعيّة:
لا يجوز أن يختلق المكلَّف القصص غير الواقعيّة للوصول إلى مبتغاه. وهذا من مصاديق الكذب، وقد تمّ تخصيصه بالذكر لأنّ البعض يركّزون عليه، فمنهم من يخترع قصّة تهديد حياته، أو قصّة الخطر على أولاده، أو زوجته، أو تهدّم بيته، وضياع أرزاقه، وكلّ هذا يكون في الواقع خداعاً وكذباً، وهذا لا يجوز. وكون البلد لغير المسلمين، لا يبرّر ذلك.

* النتيجة:
لا يجوز التوسّل بالكذب، واختلاق ما لا واقع له، والتزوير والخداع لأجل الحصول على اللجوء السياسيّ أو الهجرة. وعدم وجود العمل في بلده، لا يجوِّز للمسلم التزام وساوس الشيطان ومراوداته.

* إقامة الفرائض:
يجب على المسلم أن يحافظ على دينه في بلد اللجوء أو بلد الهجرة كما في بلاد المسلمين، فيجب عليه المواظبة على الصلاة والصيام والخمس، وإتمام فريضة الحجّ عند الاستطاعة، والستر على المرأة المسلمة، والانزجار عن المعاصي كالكذب والسرقة والاعتداء الظالم. كما ويحرم على الأحوط وجوباً حلق اللحية. ويجب المحافظة على اجتناب الأجانب غير المحارم، فلا تجوز المصافحة المباشرة بين المسلم والأجنبيّة، أو بين المسلمة والأجنبيّ، ويجب التحفّظ على الدين والمذهب، والقيام بسائر الواجبات، واجتناب سائر المحرَّمات. وأركّز مجدّداً على وجوب الحجاب على المكلّفة، فهو من عفافها، وهو زينة روحها وعقلها.

• عدم مخالفة القوانين:
على المهاجر أو اللاجئ في بلاد غير المسلمين أن يلتزم بالقوانين مرعيّة الإجراء (كما في بلاد المسلمين)، فكون الدولة لغير المسلمين، لا يجوّز الإخلال بالنظام العام فالمخالفة ليست مهارة، بل هي خسارة، وبالالتزام بالقوانين يُحفظ النظام العام، ويرضي المسلم ربّه، ويحفظ دينه.

* الطعام والشراب:
يجب على المكلّف المهاجر أو اللاجئ أن يسعى لتأمين المطعوم والمشروب الطاهرين المحلّلين، فلا يُفسد روحه بأكل أو شرب النجس أو الحرام. وبالنسبة للّحوم فلا تجوز إن كانت ميتة، فإن أخذها من مسلم وهو لا يعلم كيف ذُبحت جاز له الأكل، وإن كانت من غير مسلم وشكّ في التذكية، فلا يجوز أكلها. وأمّا غير اللحوم، فلا مانع من أكلها إذا لم يعلم بنجاستها.

* الثقافة غير الإسلاميّة:
لا يجوز للمسلم أو المسلمة ترويج الثقافة غير الإسلاميّة المعادية للإسلام والمسلمين، وأمّا ما لا يكون معادياً للإسلام والمسلمين، فلا بأس به. كما لا يجوز نشر وترويج الصور والكتب والمجلاّت التي تساهم في انحراف الشباب وإفسادهم، وتسبّب أجواء ثقافيّة فاسدة، ويجب الاجتناب عنها.

* ترك الهجرة أو اللجوء:
من كان يعلم أنّ هجرته أو لجوءه إلى بلاد غير المسلمين ستسبّب له الانغماس في الفساد، أو ترك بعض واجباته أو كلّها، وما شاكل ذلك، فلا يجوز له السفر. ومن هاجر أو لجأ ووقع في الانحراف، وجب عليه إمّا أن يحصّن نفسه ودينه، وإمّا أن يرجع إلى بلد يقدر فيه على الالتزام بدينه وأحكامه، مع الإمكان.

أخيراً:
فلنتّقِ الله في أنفسنا وديننا، ولنعمل على طاعة الله. فلا تغرّنكم الحياة الدنيا هنا وهناك، فما الحياة الدنيا إلاّ متاع الغرور، فانتبه إلى أنّ عمرك سينقضي، وستنتقل إلى دار العدل والحساب، فأعدّ لنفسك ما ينقذها...

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع