نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

مداد الشهداء : تمام الأخلاق الإيمان بالخالق

الشهيد هلال علوية (هادي)

 



إخواني الأعزاء، وددت لو كنت أهلاً لأن أسطر وصية تكون لي عملاً صالحاً عند الله ربي وربكم، لكنني وللأسف لست لذلك أهلاً، وبين أيديكم وصايا أولئك العظام أمثال شهيدنا العزيز المعلم العارف هيثم دبوق، وشهيدنا العارف الشهيد باغان (من شهداء الحق على الجبهة في الحرب المفروضة على الجمهورية الإسلامية، ورد جزء من نصها في العدد السادس من مجلة بقية الله)، وأمثالهما الكثير الكثير... وخاصة الكلمات الوضاءة المفعمة بالعطف والحنان لسيد شهداء المقاومة الإسلامية وأبيها وخطب النور والهداية والعزم والبصيرة النافذة لشيخنا العارف شيخ الشهداء الشيخ راغب حرب رضوان الله عليه.\ إخواني في الخلق جميع شعوب أهل الأرض، إن الله تعالى وتبارك أشار في كتابه المنزل على رسوله المصطفى محمد بن عبد الله إلى أنه خلقنا جميعاً من ذكر وأنثى لنتعارف، وأتمّ الآية بالتأكيد على أن الكرامة عند الله عزَّ وجلَّ هي لأتقانا ﴿أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ.

إخواني في الخلق،
إن العالم اليوم وما بلغ من تطور في عالم الإتصالات المتنوعة، جعل الاتصال والتعارف بين مختلف شعوب هذه الأرض في أعلى درجاته... ولكن، إذا نظرنا إلى عالمنا اليوم وأحواله وما هي عليه حياة الإنسانية ولعلاقة الشعوب والأمم والدول فيما بينها، لما استلزم الكثير من الاطلاع للوقوف على المآسي والبؤس والاضطهاد والظلم الذي يحيط بالإنسانية جميعاً، وإن كان بتفاوت. ولا يحتاج الأمر لكثير من التدقيق لإدراك أن علاقة الشعوب والأمم والدول والأفراد ليست على مستوى معنى كلمة الإنسانية، ولو بحدودها الدنيا. ولا يحتاج الأمر لكثير من التدقيق لإدراك أن أسباب كل ذلك تعود لانعدام الوجدان والضمير والخُلُق، وتخلي الإنسان عن مضمونه المعنوي والأخلاقي، والذي به يصل الإنسان إلى أعلى درجات القرب من ربه. وما بعثة خاتم الرسل والنبيين محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، إلا لإتمام مكارم الأخلاق (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق). وما تخلي الإنسانية عن أخلاقها، إلا لانعدام إيمانها بالله خالق الكون والوجود ومدبره أو للإيمان به بشكل مجرد بعيد كل البعد عن الحقيقة وإما لضعف الإيمان. أيها الناس، يا شعوب العالم، إن كنتم ملتفتين حقاً لجميع المشاكل التي نعاني منها نحن البشر على كافة الصعد، وكنتم عازمين ومريدين ومحبين لحلها والخلاص، ارجعوا إلى الخالق الكريم الرؤوف الرحيم القدير الحي القيوم واطلعوا على الإسلام المحمدي الأصيل.

إخواني المجاهدين، أيها الشرفاء الصابرون، يا عزّ الأمة وفخرها، اصبروا وصابروا ورابطوا، ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون، ثابروا على هذا الخط وتحملوا المشاق والصعاب كافة ولا تتوانوا عن نصرة هذا الدين والالتفاف حول ولي أمر المسلمين وسماحة المجاهد السيد حسن نصر الله. مولاي سماحة السيد الحجة الفاضل حسن نصر الله، إنني لست أهلاً لخطابكم ومثلي لا يرقى لوصفكم والثناء عليكم، ولكن بعض الوفاء يقتضي مني العرفان بالجميل لكم والذي لا يمكن لمثلي أن يرده... مولاي ولي أمر المسلمين مرجعنا الأعلى المفدى، نائب الإمام الحجة المنتظر بالحق دون منازع، اسمحوا لي بأن أتوجه إليكم بالمبايعة في لحظاتي هذه، وأطلب منكم بخجل وحياء وأدب أن تتقبلوا بيعتنا هذه، وندعو الله سبحانه وتعالى متوسلين بمحمد صلى الله عليه وآله وعترته الطاهرة عليها السلام أن يجعلها بيعة صادقة حقيقية خالصة لمولانا صاحب الأمر والزمان.

آباء وأمهات وزوجات وأبناء الشهداء، يا أهل الشهداء وأرحامهم وأنسباءهم الأمناء على خطهم ووصاياهم، فكما صبرتم علينا أحياء تابعوا الصبر والجهاد، والملتقى عند الله سبحانه وتعالى. سادتي وموالي، أهل بيت الوحي ومعدن الرسالة، يا من خُلقت الأرض والسماء لأجلكم، يا من أنتم الآباء الحقيقيون لنا، يا هداة دربنا، يا من تحملتم المشاق والصعاب من أجلنا بكرمكم وجودكم ومكانتكم عند الله، اشفعوا لنا عند الله وتقبلونا بقبول حسن.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع