نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

مشاركات القراء: دولة العدل الإلهي


هديل خضر الموسوي


قال تعالى: ﴿وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (القصص: 5). عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: "أبشروا بالمهدي عجل الله تعالى فرجه فإنه يأتي في آخر الزمان على شدة وزلازل يسع الله له الأرض عدلاً وقسطاً"(1). وقد وعد الله البشر في كتبه السّماوية بإقامة الحكومة الإلهيّة على الأرض كلها. ولكن يبرز سؤال: كيف يمكن للإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه أن يقود العالم بأسره؟ وكيف سيلبي متطلبات المجتمعات المختلفة؟ وكيف لشريعة سماويّة واحدة نزلت على نبيّ الرّحمة أن تطبق على عالم مختلف بقوميّاته وعاداته وأفكاره؟

إنّ الدولة الإلهية ستكون بإدارة وتحكّم كامل من قِبل الإمام عجل الله تعالى فرجه، وإن الله عزّ وجلّ سيوفّر المستلزمات والمتطلّبات لإنجاح إقامة هذه الدولة العظيمة لأنّها بأمره. وإنّ ثروات الأرض تنكشف وتتفجّر جميعها وكل المسافات ستكون قريبة، وسيكون الاتصال سهلاً بين النّاس، عن الإمام الصادق عليه السلام عن آبائه عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: "القائم من وِلدي اسمه اسمي، وكنيته كنيتي، وشمائله شمائلي، وسنته سنتي، يقيم الناس على ملّتي وشريعتي، ويدعوهم إلى كتاب الله عزّ وجل من أطاعه فقد أطاعني، ومن عصاه عصاني، ومن أنكره في غيبته فقد أنكرني، ومن كذبه فقد كذبني، ومن صدقه صدقني"(2). فالإمام المنتظر عجل الله تعالى فرجه لدولته مهابة في أعين الناس، وستكون الأرض كلها على شكل ولايات، ومواطنوها يكونون بمثابة رعايا للدولة. أما عن حكام هذه الدولة وعن كيفية إدارتها فإن القادة والقضاة فيها هم من أهل التقوى والإيمان والقوة والأمانة من أصحابه عليهم السلام. وستكون المنظومة الحقوقية الإلهية والدستور الإلهي هما القانون الذي سيطبق في جميع الأمصار والولايات. أما الموارد المالية فسوف تكون بالتأكيد من نتاج تلك الخيرات ومن موارد وإمكانات العالم الاقتصادية.

ينقل عن الإمام الصادق عليه السلام حول التطور العلمي في زمن القائم عجل الله تعالى فرجه: "العلم سبعة وعشرون حرفاً، فجميع ما جاءت به الرسل حرفان فلم يعرف الناس حتى اليوم غير الحرفين، فإذا قام قائمنا أخرج الخمسة و العشرين حرفاً فبثّها في الناس وضم إليها الحرفين حتى يبثها سبعة وعشرين حرفاً"(3). وإن الأمراض ستزول جميعها. ومصداق ذلك قول الإمام زين العابدين عليه السلام: "إذا قام قائمنا أذهب الله عزّ وجل عن شيعتنا العاهة وجعل قلوبهم كزُبر الحديد"(4). ولا بدّ الإشارة إلى أن هذه الدولة لا تكتمل إلا بعد ظلم يسود الأرض مع انشغال الناس باللهو فيسيرون نحو الأهواء المُضلّة. ولكن بربيع الظهور المقدس للإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه ستكتسي الأرض بحلّة خضراء وسيعمّ الرخاء وسيطهّر نفوس الناس من الرذائل. وحيئنذ سوف لا تكون هنالك وساطة بين الإمام والناس مثل قادة الدنيا. روي عن الإمام الصادق عليه السلام: "إنّ قائمنا إذا قام مدّ الله لشيعتنا في أسماعهم وأبصارهم حتى لا يكون بينهم وبين القائم عجل الله تعالى فرجه بريد، يكلّمهم فيسمعون وينظرون إليه وهو في مكانه"(5).


1.دلائل الإمامة، محمد بن جرير الطبري، ص 467.
2.كمال الدين وتمام النعمة، الشيخ الصدوق، ص 411.
3.مختصر بصائر الدرجات، العلامة الحلي، ص 117.
4.روضة الواعظين، النيسابوري، ص 295.
5.الكافي، الكليني، ج 8، ص 241.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع